د. تركي بن عبد الله سليمان القريني ">
لا شك أن الاهتمام بذوي الإعاقة في المملكة العربية السعودية يحظى بالمتابعة والرعاية المستمرة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين، ويظهر ذلك -جليّاً- في جودة الخدمات المقدمة للأفراد ذوي الإعاقة، مما يجعلنا نفخر بأن ما يقدم من تلك الخدمات أصبح يضاهي ما يقدم من خدمات لهؤلاء الأفراد في الدول المتقدمة. وعلى صعيد آخر، حرصت المؤسسات والجمعيات الخيرية المهتمة بتقديم الخدمات لذوي الإعاقة، ومؤسسات التعليم العالي على إقامة الفعاليات من ندوات وملتقيات، بهدف دعم وعي هؤلاء الأفراد وأسرهم، وطرح القضايا ذات العلاقة بتحسين وجودة حياة هؤلاء الأفراد.
ويأتي الملتقى الشرعي الأول لذوي الإعاقة، والذي نُظِّمَ من قبل مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن محمد آل سعود الخيرية (أمل)، بالتعاون مع كلية التربية بجامعة الملك سعود، ممثلة بقسم الدراسات الإسلامية، ليعكس توجهاً وطرحاً لم يسبق أن تمت مناقشته، والذي تمثل في تبيان الجانب الشرعي في حياة الأفراد ذوي الإعاقة وأسرهم، حيث غفل عنه الكثير من المختصين، والباحثين، والمهتمين بهذا المجال، وجاء هذا الملتقى ليجيب عن كثير من الأسئلة حول جانب الأحكام والواجبات الشرعية لهؤلاء الأفراد، وتوعية العاملين معهم بالجوانب الشرعية لهؤلاء الأفراد، وبيان حقوقهم الشرعية، والمتعاملين معهم.
وفي ضوء هذا يمكننا القول أن هذا الملتقى يعتبر مبادرة فريدة من مؤسسة «أمل» لتأسيس نوع جديد من الشراكة بين المختصين في مجال التربية الخاصة، والمختصين في الجوانب الشرعية، مما يسهم في بحث ومعالجة الكثير من القضايا الشرعية التي تهم ذوي الإعاقة وأسرهم، كما أسس هذا الملتقى لوجود شراكة بين برامج إعداد معلمي التربية الخاصة، وأقسام الدراسات الإسلامية بالجامعات السعودية، من خلال طرح مقررات عن الأحكام الشرعية لذوي الإعاقة، تسهم في إكساب معلمي هؤلاء الأفراد والعاملين معهم الكفايات ذات العلاقة بالجانب الشرعي.
ونأمل -كمختصين- أن يتحول هذا الملتقى إلى مؤتمر دولي تتم إقامته بشكل سنوي، مما يسهم في معالجة وترسيخ المفاهيم والتصورات الشرعية التي تهم ذوي الإعاقة، وأسرهم، والعاملين معهم على مستوى العالم، ويدعم حقوقهم الشرعية في كافة المجالات.
- رئيس قسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود