كتب - علي العبدالله:
حسناً فعلت بعض القنوات الخليجية والعربية عندما قررت إعادة إنتاج برنامج «افتح يا سمسم» بحلته الجديدة، من خلال فريق عمل متخصص وتربوي شارك فيه نخبة من المهتمين في هذا المجال، وظهر البرنامج مع بعض التحديثات والإضافات ليتناسب مع الجيل الحالي من الأطفال وكذلك مع القيّم الثقافية للمجتمع العربي والخليجي.
بدون أدنى شك هذه الخطوة تُعد من الخطوات الإيجابية التي قطعاً سيكون لها دور كبير في حماية أطفال هذا الجيل من (الغث) الذي يرونه في بعض برامج الأطفال كما أنه سيسهم في تنمية وعيهم ومفاهيمهم اللغوية الأساسية. ويعد هذا البرنامج من البرامج التعليمية الرائدة التي تم تقديمها في عام 1979م كجزء أول تحت إشراف مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي ثم تم تقديم الجزء الثاني منه في عام 1982م والثالث في عام 1989م ولكنه لم يكتمل بسبب أزمة الخليج في حينها، ويضم هذا البرنامج مجموعة من الشخصيات الناجحة التي ما زالت حاضرة في عقول الجيل الذي عاصر الفترة الذهبية لهذا البرنامج مثل شخصية نعمان، كعكي، ملسون، الضفدع كامل، قرقور وشخصيات أخرى كالعم عبدالله وفاطمة وآخرون.
«افتح يا سمسم» هذا البرنامج القديم الجديد الغائب الحاضر في قلوبنا وعقولنا جميعاً كان له عميق الأثر في طفولة جيل الثمانينات الميلادية بسبب أسلوبه التعليمي الترفيهي المشوق والجاذب للأطفال، لذلك من الجائز أن نقول إن هذا البرنامج في عصره الذهبي لم يكن برنامجاً عادياً بل كان برنامجاً عظيماً متميزاً بما فيه من قيّم تربوية هادفة ولا أبالغ إن قلت إن هذا البرنامج أراح الأسرة العربية في أمور كثيرة لعل أهمها غرس المبادئ التعليمية الأولية لدى الأطفال ولعل ثمرته الإيجابية نحصدها الآن ممن عايشوا الفترة الذهبية لهذا البرنامج الرائع.
«افتح يا سمسم» لم يكن برنامجاً عادياً بل كان واقعاً جميلاً محبوباً لدى الأطفال بشخصياته الظريفة التي لم تظهر بشكل مُبتذل أو بطريقة غير لائقة كما هو الحال الآن في بعض البرامج الموجهة للأطفال.عاد البرنامج الآن قبل فترة بسيطة ويبث على عشر قنوات عربية منها قناة روتانا خليجية وتلفزيون الشارقة، والبحرين، وبراعم، وسبيس تون، كما يمكن متابعته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبصرف النظر عن الآراء التي عارضت طريقة ظهوره بحلته الجديدة، وبعيداً عن المقارنة بين الأجزاء السابقة والجزء الحالي لعام 2015م، نستطيع القول إن هذه الخطوة بادرة إيجابية، سيكون لها دور كبير في تطوير مفاهيم أطفال هذا الجيل، وكذلك المحافظة على قيمنا التي بدأت تتلاشى في زمن العولمة والتكنولوجيا.
الجدير بالذكر أن هذا البرنامج هو برنامج معرب من النسخة الأمريكية التي حملت عنوان «شارع سيسيم» وانطلقت في عام 1969م وحصلت على مجموعة من الجوائز وتمت ترجمته ودبلجته إلى عدة لغات على مستوى العالم.