على شفا حفرة من وجع ">
منذ أن كنا صغاراً كبرنا على مبادئ نقية أياً كان الشيء سيئا، فقناعاتنا إنّ هذا السوء به من الخير ما يرضينا ويطمئن جوانب اليائس بنا.
فكل الأقدار بها أمور مشرقة تعلّمناها وترعرعنا على الخيرة كالابتلاء، فان الله إذا أحب عبدا ابتلاه وانه لو تأخر في الإجابة فهو يحب دعاءه، وأن الدعاء يدخر وأن الإجابة كائنة أيا كان الوقت، عيناي التي تناقص نورها وتهاوت عافيتها وتساقطت دموعها بدون حول مني ولا قوة كانت بالأمس القريب تلملم عافيتها..
أصبحت الآن على شفا حفرة من وجع يهدد بصيصها.. أتعتقدون انه لو كانت نفسي فارغة من الإيمان سأكون بهذا الجلد؟.. نتكئ على قوائم متينة تجعلنا نرتكز لمواجهة عواصف الظروف التي قد تقتلع في طريقها كل وجع تكحلت عيناي بالدواء مرارا وتزينت بالغرز طويلا وعلى قدر هذا الوجع.
لازلت أرى الأشياء الملونة والأحجام كما هي والأشخاص كما هم دع الوجع جانبا أنا لازلت أرى الشمس وأمي وعبوس وجهك يا سارة..
دع الوجع جانبا أنا لازلت اكتب واسعد بالإشادة
المعاناة التي نمر بها تعتصرنا ألماً لكنها تكسبنا أجراً
تعلمنا صبرا أن الله لا يأخذ شيئا ولا ينقصه هباء
اعلم جيدا أن الذين لا يرون جيدا يسمعون بشكل أفضل هم يرون بأسماعهم مثلما الذين لا يسمعون فهم يسمعون بأبصارهم
نِعم الله لا تعد ولا تحصى.. ابتلاءات نعم لكن في ثناياها الخير
أتعتقدون أن الله لا يحبنا عندما يبتلينا أم انه يحب وجع قلوبنا وشقاءنا.
أيعقل أن من أنعم علينا بالمئوي والوطن
والأمن وخلقنا في أحسن تقويم يريد لنا شراً؟
أتعتقدون أن من بسط لنا الأرض وسقف لنا السماء وكف عنا البحر اخرج لنا الزرع واخمد عنا البراكين لا يحبنا؟ إن نتجاهل كل ثمار الأرض وماء الغيم ودفء الشمس ثم نلتفت لابتلاءات أنفسنا هي لنا أجر لم نضرب بالأشياء الأجدر حباً عرض التغافل.. وننهك أنفسنا بالهم فلو نظرنا على مد البصر لرأينا أشياء كفيلة بان نبتسم.
- شروق سعد العبدان