ناهد باشطح
فاصلة:
((الادعاء غالباً ما يفوق الأصل، ومن هنا كان افتضاح أمره))
- حكمة عالمية -
هل يمكن أن يكون هناك مشهد إنساني لمصلحة الطالب في جامعاتنا التي غالباً لا تعرف روح القانون مثلها مثل معظم مؤسساتنا في المجتمع؟
توفّت المبتعثة السعودية «شيماء عامر» التي تدرس الدكتوراه في كلية الصحة بجامعة كاردف بعد أن سلّمت بحثها إلى الجامعة.
هل تتخيلون ما الذي فعله مشرفها الدراسي؟ لقد قام بمناقشة بحثها أمام لجنة المناقشة وسط حضور أسرتها وعميدة الكلية لتمنحها الجامعة درجة الدكتوراه!!
لماذا لا يحدث مثل هذا الموقف لدينا؟
لماذا لا توجد النزعة الإنسانية في جامعاتنا تجاه الطلاب أو حتى تجاه منسوبيها؟ لماذا المشاكل الأسرية على سبيل المثال التي تواجه الطلاب في الجامعة لا يُنظر إليها بعين الإنسانية في جامعاتنا؟
في جامعات بريطانيا يهتمون بالمشاكل الأسرية التي تواجه الطالب، وفي مرحلة الدكتوراه تحديداً يهتم المشرف ومعاونوه في القسم بمشكلات الطالب الأسرية وكيفية حلها لتوفير المناخ المريح للطالب؟
المبتعث في دول الغرب يعاني من الملحقية والوزارة في تفهُّم ظروفه الأسرية أكثر مما يعاني من جامعته!!
والملفت أنّ ملحقياتنا ووزارتنا تردّد التزامها بالقانون والأنظمة، بينما اللوائح الداخلية في أي مؤسسة لا يصعب تعديلها، لكنه الحس الإنساني الذي نفتقده في تطبيق القوانين والأنظمة، وافتقادنا لفهم روح القانون أي الغرض من سنِّه، بدلاً من تطبيقه دون تفكير بأنّ هدف القانون مصلحة الإنسان وليس العكس.
بعض الناس حتى بعد رحيلهم عن الحياة يتركون أثراً طيباً .. ليرحم الله الدكتورة «شيماء عامر» ويجعل علمها في موازين حسناتها.