علي بن سعد المالكي ">
من الملاحظ لدى كل زائر حينما يقوم بالتوجه إلى أي مستشفى لزيارة أحد المرضى المنوِّمين حتماً سيجد أن هناك بعض الأشياء غير مرضية فيما يُشاهد على ارض الواقع للكثير من الخدمات المقدمة للمريض، والتي تحتاج الى اعادة نظر وتنظيم افضل مما هو عليه الان، فحينما نرى اوضاع ونفسيات هؤلاء المرضى الذين يحتاجون منّا إلى أكبر قدر من الرعاية والاهتمام بهم نظراً لظروفهم ومعاناتهم الصحية وما يجدونه من آلام نفسية وجسدية وهم على تلك الاسرة البيضاء نسأل الله لهم الشفاء والعافية واللطف بأحوالهم، ولكن حينما نرى اوضاعهم وهم في تلك الغرف الضيقة والمكتظة بأربعة أو ستة من المرضى في آن واحد في مساحة ليست بالكبيرة وكل سرير تحيط به ستارة تزيد من ضيق المكان ضيقاً واختناقاً، خاصة عندما يكون البعض من المرضى عافاهم الله يئن ويتألم من وطأة المرض، فيصدر بعض الأصوات التي تزيد من معاناة من حوله في الغرفة من بقية المرضى، فهم لا يفصلهما عن بعضهما الا تلك الستارة المهترئة التي كلما أتى زائر قام بسحبها ليتأكد أن من أتى لزيارته هُنا ام هُناك، فالمريض أحوج ما يكون إليه هو الهدوء والاسترخاء وعدم الازعاج، وهذا المكان بهذه الطريقة أرى أنه غير مهيأ بالشكل الصحيح، حتى عندما يأتي وقت الزيارة فحدث ولا حرج، تمتلئ الغرفة بالزوار وتتحول إلى مقهى للمشروبات والمأكولات وأنواع القصص والروايات، توحي بأنك في عزيمة لا في زيارة مختصرة لمريض دون المراعاة لظروفهم الصحية، خلافاً لمن يأتي في غير اوقات الزيارة بلا حسيب أو رقيب من امن المستشفى ليدخل كيفما يشاء في أوقات غير مناسبة للزيارة، ويغلق عليه تلك الستارة (واعمل نفسك ميت) غير مباليا لأحوال هؤلاء المرضى وظروفهم الصحية، وهذا يعتبر مخالفا لتوجيهات المستشفى وتعديا على خصوصيات المرضى في غير الأوقات المسموح بها لعدم اعطاء المريض حقه من ممارسة الحركة بحرية - خاصة اقسام النساء منها - وهذا شيء ينم عن قلة الوعي لدى البعض، أيضاً كثرة عدد الأسرّة داخل الغرف، وبهذه الوضعية يصبح جوها غير مناسب للمرضى، فلماذا لا يكون العدد اثنين من الاسرة بدلا مما هو موجود؟ أو ان يتم توسيع حجم الغرف بحيث يكون هناك وضع انسب مما هو عليه حالياً، وذلك بوضع فواصل بين الاسرة تكون مهيأة بشكل افضل، يراعى فيها خصوصية المريض ومرافقه، فالمستشفيات بشكل عام يجب عليها الاهتمام بأوضاع المرضى المنومين والحرص بقدر الامكان على توير اقصى ما يمكن تقديمه لراحتهم بالشكل المناسب والمطلوب، ايضا الغرف الخاصة التي يوصي بها الطبيب للمريض لأسباب طبية نجدها غير متوفرة دائماً، فالوزارة عليها المتابعة لمستشفياتها بشكل يومي والاستماع لآراء المرضى ومعاناتهم، فهؤلاء أمانة سوف يُسأل عنها كل مسؤول أمام الله قصر في أداء واجبه، وسوف يحاسب والخدمات المقدمة لاتزال ينقصها الشيء الكثير لا يتسع المجال لذكرها، فالدولة اعزها الله بذلت الكثير ولا زالت تقدم بسخاء للقطاع الصحي وغيره من القطاعات الاخرى في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين اطال الله في عمره الذي لا يألو جهدا في سبيل راحة المواطن، كما نأمل ان يكون هناك توجه في زيادة عدد المدن الطبية بكل مناطق المملكة لاستيعاب العدد السكاني المتنامي مستقبلا والاهتمام ايضا في تطبيق التأمين الطبي للارتقاء بالمنظومة الصحية وتقديم افضل ما يمكن تقديمه للمواطن في ظل ما نعيشه من تقدم وازدهار في بلد الخير والعطاء.