في مقاعد الدراسة، غالباً ما تجد الطلبة المشاغبين، يقبعون في مؤخرة الصف، وتحصيلهم الدراسي متدن جداً، ويعوضونه بالتندر والسخرية من الطلبة المتفوقين والذين يكونون في مقدمة الصف!! قد نجد العذر لهؤلاء الطلبة لعدم نضجهم وصغر سنهم، لكن في واقعنا الرياضي، نجد صورة مشابهة تماماً، ومن يمارسها يقال عنهم مجازاً، عقلاء وناضجون، حيث يقوم بعض الإعلاميين المنتمين لبعض الأندية المتأخرة، في تحصيلها البطولي، ومعهم الكثير من الجماهير الساذجة، بالتطاول على الزعيم، والهلال الجميع يعرف أنه في الصف الأول، ليس محلياً فحسب، بل حتى على مستوى آسيا كلها، وبالأرقام وليس بالأوهام والتزوير والأماني الكاذبة، و»الطقطقة» والسخرية من المنافس، مقبولة بالتأكيد وهي ملح التنافس، وجذوة الإثارة، وقد تقبل عندما يمارسها، الأقوى تجاه الأضعف، لكن أن يحدث العكس، فذلك شيء ينتحر له المنطق، ويقتل فيه العقل، وتغتال فيه الفطر السليمة، وهي حماقة لا تغتفر لمن يمارسها، والمؤلم والمحبط والمخجل، عندما تمارس هذه السلوكيات، وسفير الوطن الدائم يمثلنا خارجياً، وبدلاً أن نفخر أن عظيم أكبر قارات العالم، من عندنا، ونرفع رؤوسنا فخراً به، ونسانده ونقف معه، نتندر به ونسخر منه!! وعندما خسر الهلال من أمام الأهلي الإماراتي، هي في الواقع خسارة لكرتنا السعودية، والتي ما زالت عاجزة عن تحقيق كأس آسيا، وتترنح منذ العام 2005، وعندما خسر الهلال احتجاجه أمام الأهلي الإماراتي، ثم خسر الاستئناف، فهي خسارة لاتحادنا المحلي أيضاً، وانتصار للاتحاد الإماراتي، وعندما تسخرون من عدم قبول الاحتجاج، فأنتم تسخرون من اتحادكم الضعيف، ومن أنفسكم، وتسعدون لانتصار الاتحاد الإماراتي عليكم، لو كنتم تعقلون، ثم إذا كان أكبر الأندية السعودية، بات لا يلبي طموحاتكم، ولا يشرفكم خارجياً، فأين أنديتكم التي خرجت من ذات البطولة، تباعاً ومن الأدوار الأولية، علينا الاعتراف بأن كرتنا كلها باتت تعاني، وليس الهلال وحده، وأننا غائبون عن الساحة، منذ عقد مضى، منتخبات وأندية، وعلينا الالتفاف حول منتخبنا وأنديتنا، بدلاً من السخرية من بعضنا، كما يفعل السفهاء، عندما تطاول إعلامي سعودي، على أحد الأندية الإماراتية، وهو لم يسمه، هبت الإمارات كلها لإخراسه وقمعه، وعندنا يتم التطاول على أكبر أنديتنا ورافع رؤوسنا دائماً في المحافل الخارجية، فأي حماقة وانتكاسة للفطر وصلنا إليها، قد يقولائل، يا أخي هذه مثالية زائدة، ومن يشارك خارجياً، إنما يمثل نفسه ولا يمثل الوطن، وأبعدوا الكرة عن الوطنية، وهذا نقول له، تلك قناعتك ولن نتفق معها، ولكننا سنحترمها، ولن نجبرك على الوقوف مع ممثل الوطن، لكننا بالتأكيد سننكر عليك الوقوف ضده، والسخرية منه علناً، في الإعلام وفي مواقع التواصل، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، وفي النهاية العالم كله يشاهد، ما نكتبه من تفاهات وما نعرضه من حماقات لا تزيدنا إلا نقصاً وازدراءً من الآخرين، وتجعلنا أضحوكة أمام العالم كله، فهل يرضيكم هذا؟؟ ثم السؤال الأمر الذي أختم به، هل هناك أحد في العالم كله، يفعل ما نفعله نحن!؟.
- صالح الصنات