عثمان بن حمد أباالخيل ">
هناك من يُصنف المجتمع إلى طبقات اجتماعية مختلفة اختلاف البيئة والمجتمع وهي تختلف من مجتمع إلى آخر. هذه التصنيفات قائمة على أسس ليست واقعية في كثير من الأحيان وينقصها الوازع الديني لكنها جزء من حياة المجتمع يلتزم بها الكثير ومن هذه التصنيفات الطبقة المخملية لماذا سميت بهذا الاسم؟ سميت بهذا الاسم نسبة إلى لباس المخمل الذي هو لباس غالي الثمن والتي تملك الجاه والمال في الغالبية، شخصيا ولست أدري هل سبقني بها أحد, هناك الطبقة الخامية نسبة إلى لباس الخام وهو لباس رخيص الثمن ويعرفه من هو على قيد الحياة في مجتمعنا منذ جيل ونصف.
لست ضد الطبقة المخملية الله عز وجل قسم الأرزاق بين الناس في هذه الحياة فهناك المؤمن والكافر، الشقي والسعيد، الغني والفقير، والإنسان الغني هو الذي يكون مستغنياً عن الناس أما الإنسان الفقير هو لا يملك قوته. الفجوة بين الطبقتين كبيرة ومن الصعب ردمها أن لمْ تكن من المستحيل. هل صحيح الطبقة المخملية تتميز بالبذخ والترف ويضعون لهذا السلوك مبرراً؟ وهل صحيح هذه الطبقة تنظر للطبقة الخامية نظرة تعال وحب الذات وعدم التعاطي معها؟ هل المال هو الذي يصنع الإنسان أم الإنسان هو الذي يصنع المال؟ وهل الطبقة الخامية لا يوجد بها مميزون بعلمهم وثقافتهم وأخلاقهم؟
الطبقة المخملية لها طقوسها وعاداتها في تفاصيل الحياة فالمال يُسهل كل شيء في شئون حياتهم بعكس الطبقة الخامية التي لا تعرف كيف تملك الأموال عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا ذر، أترى كثرةَ المال هو الغِنَى؟))، قلتُ: نعم يا رسول الله، قال: ((فترى قِلَّة المال هو الفقر؟))، قلتُ: نعم يا رسول الله، قال: ((إنَّما الغِنى غِنَى القلب، والفقر فقرُ القلب))،
هذه التصنيفات وغيرها في مجتمعنا تجعل من الصعوبة التقارب والألفة، للأسف هناك تصنيفات في مجتمعنا تميز بين الناس وتبني الحواجز بينهم وترتقي إلى التصنيفات العنصرية التي تميل إلى عنصر دون الآخر، ومن مظاهر العنصرية علماني، مناطِقي، قبلي، ليبرالي. وألوان وألفاظ أخرى ومن مظاهر العنصرية، في ملاعبنا ألفاظ أخرى لا أعرفها. هذه فيروسات خطيرة ضارة تؤثر على اللحمة الوطنية. هذه الفيروسات الضارة اخترقت مفاصلنا الاجتماعية والإدارية والثقافية. هذه النعرات في مجتمعنا أخاف أنْ تنتقل وتغرس في نفوس الجيل الجديد وتوجد شرخ في جدار الوطنية لا قدر الله. والعنصرية من آثار الجاهلية الأولى التي قضى عليها الإسلام وحذر من التفاخر بها والتعامل على أساسها، قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
كم هو جميل أن تتحلى الطبقة المخملية بطيب النفس والصدقة ودفع الزكاة وهذا فعلا يحدث في مجتمعنا في أكثر الأحيان ، وأتمنى أن تردم الفجوة بين الطبقتين وذلك بالصداقة والزواج الذي هو عنوان الألفة والتسامح فالمجتمع بحاجة لجميع طبقات المجتمع ، وأتمنى أن ننبذ الإقصاء والتهميش والتمييز بين الناس يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وفي الختام معاً إلى مجتمع واحد وطني ينبذ الطبقية والعنصرية ويبني جيلاً مسلماً مسالماً ينهض بالوطن ويجعله في القمة ومن أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظة الله (جميع الحقوق التي تسعى البشرية لها من إسعاد البشر ومن رفع مستوى المعيشة ومن التراحم بين الناس ومن الشورى ومن حفظ حقوق الإنسان من كل المقاييس والمعايير التي يدعيها ويقول بها الناس في هذا الزمان فهي محفوظة في كتاب الله وسنة رسوله).