سوق الاستثمار الصحي بالمملكة مربحة وما زالت متعطشة للكثير من المشروعات ">
الجزيرة - الرياض:
أكد الدكتور سامي العبدالكريم الرئيس التنفيذي لشركة العناية الطبية ونائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس لجنة المنشآت الطبية بغرفة الرياض، أن السوق السعودية متعطشة لمشروعات الاستثمار الصحي وقادرة على استيعاب الكثير من المشروعات، ووصفه بأنه استثمار جيد وناجح، لكن متطلبات نجاحه صعبة وتحتاج إلى نفس طويل وتمويل كبير وإدارة واعية كفؤة.
جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي عقده العبدالكريم مع شباب وشابات الأعمال ونظمته لجنة شباب الأعمال بالغرفة، حيث قدمه الأستاذ على بن صالح العثيم عضو مجلس إدارة الغرفة ورئيس اللجنة، بكلمة ترحيبية أكد فيها حرص الشباب على التعرف على تجربة الضيف في مجال الاستثمار الصحي والاستفادة من الدروس والخبرات التي خرج بها عبر مشواره الناجح، إثراءً لتجاربهم وتعزيزاً لثقافة العمل الحر.
وقال العبدالكريم في اللقاء الذي أداره عضو لجنة شباب الأعمال عدنان الخلف إن ساحة الاستثمار الصحي بالمملكة لا تزال تفتقر إلى الكثير من المشروعات المهمة التي يحتاج إليها المجتمع، خصوصاً في مراكز العناية بمرضى السكر، العظام، الأورام، ومراكز العناية بكبار السن، ومراكز علاج مصابي الحوادث المرورية، ووصفها بأنها مشروعات ناجحة ومربحة.
وضرب مثالاً على القصور في الاستثمار الصحي بضآلة عدد مراكز علاج مرضى التوحد بالمملكة التي لا يوجد بها سوى مركزين فقط لا يلبيان حاجة المرضى الذين تتجاوز أعدادهم مائة ألف مريض، وأكد أن الاستثمار الطبي في هذه المراكز المتخصصة مربح وذات عائد كبير، فضلاً عن احتساب الأجر عند الله في رعاية هذه الفئة والتخفيف على ذويهم، كما نفتقد لمراكز التأهيل الطبي وكبار السن، وحذر من أنه إذا لم يقم المستثمرون السعوديون بإنشاء هذه المراكز، فسيقوم بها المستثمرون الأجانب.
لكن العبدالكريم اشتكى من التعقيدات البيروقراطية التي تواجه المستثمرين في القطاع الصحي، وقال إن على المستثمر أن يراجع 14 جهة حكومية حتى يحصل على الموافقات النظامية، مؤكداً أن القطاع الخاص مستعد للعمل من أجل توفير موقع يضم كل هذه الجهات من أجل التيسير عليه، لكن طلباته المتكررة في هذا الخصوص لم تجد القبول، كما اشتكى من كثرة تغير الأنظمة والقوانين المنظمة للاستثمار الصحي.
ورأى الضيف أن أخطر التحديات التي تواجه الاستثمار الصحي تتمثل في سوء الإدارة، وأنها تشكل 70 في المائة من أسباب تعثر المنشآت الطبية، ثم يأتي دور التمويل، وانتقد تجربة الاستثمار الأجنبي الصحي في المملكة، وقال إنه كان يهدف بالأساس إلى الربح، ولم يؤدِ دوره الحقيقي في نقل التقنية وتنمية الكوادر الطبية السعودية.
ووصف تجربة التأمين الصحي بالمملكة بأنها جيدة وناجحة، حيث يغطي 10 ملايين مواطن ومقيم، وقال إن النظام لا يخلو من مشكلات، لكن الأداء حتى الآن جيد، ويحتاج إلى تطوير يجد حلاً لتغطية الأمراض المستعصية، وكذلك تغطية المبالغ التي تتجاوز حد البوليصة، وقال إنه من الصعب أن تتم معالجة مشكلات التأمين الصحي كافة، دفعة واحدة، فحتى أمريكا ذات التجربة العريقة والضخمة في مجال التأمين لا تزال تعاني من مشكلات.
وتطرق إلى دور كلية العناية الطبية التي يرأس مجلس أمنائها، فأوضح أنها تؤدي دوراً جيداً في القطاع الأكاديمي الطبي الخاص، وتتبنى التخصصات الطبية النادرة، مثل تخصص الطب النووي الذي يعد الوحيد من نوعه بالمملكة، وأشار إلى أنها بصدد افتتاح كليتين جديدتين في تخصصين نادرين.
وكان العبدالكريم قد بدأ اللقاء بالحديث عن تجربته الأكاديمية في باكستان، حيث اضطر إلى دراسة طب الأسنان الذي كان عشقه الأول هناك، بعد أن فقد فرصته في دراسته بجامعة الملك سعود التي منحته فرصة دراسة الصيدلة، وشرح معاناته في صعوبة العيش في مدينة حيدر أباد التي درس بها، لكنه تحمل حتى حصل على بكالوريوس طب الأسنان.
وقال إنه راضٍ عما حققه من نجاح في حياته الأكاديمية والعملية، والفضل يرجع -بعد الله- إلى والديه، وزوجته، وقال إنه يدين بالفضل لهم -بعد توفيق الله- فيما حققه من نجاح، ووقفوا بجانبه في مراحله كافة، خصوصاً المراحل الأولى بالنصيحة والدعم المادي والمعنوي، كما نوه بالنصائح الحكيمة التي تلقاها من والد زوجته.