«الفهد» أسس لتوسعة تاريخية للحرمين في العهد السعودي والشباب يستلهمون خارطة القيادة ">
جدة - عبدالله الدماس:
اختتمت في جامعة الملك عبدالعزيز أمس الأول الندوات المصاحبة لمعرض وفعاليات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز، والتي استمرت لمدة يومين، وشهدت حضوراً من قبل المهتمين والمتخصصين والطلاب، وذلك بإشراف من إدارة الجامعة ممثلة في الدكتور عبدالرحمن اليوبي مدير جامعة الملك عبدالعزيز المكلف.
وفي الندوة الأخيرة، التي أقيمت تحت عنوان ندوة "الفهد والشباب"، تركز مداخلات المشاركين في تأريخ ووضع شهواهد تاريخية على التطور الذي شهده قطاع الشباب في عهد الملك فهد – رحمه الله - وحرصه على تنمية الشباب علمياً ومعرفياً انطلاقاً من إدراكه لأهمية بنائهم وإعدادهم لقيادة المملكة نحو المستقبل .
وأبرزت الندوة التي أدارها أمين مؤسسة العنود الخيرية الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم بمشاركة منظم مؤتمرات "تيدكس" في جدة بندر بن عبدالحليم المطلق، ومؤلف كتاب "دام" ومدير برامج الريادة في "باب رزق جميل" هاشم بن خالد داغستاني ، أهمية روح المبادرة والسعي لتحقيق الريادة لدى الشباب عبر طرح الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى فرص لمشاريع استثمارية حقيقية ناجحة وذلك من عرض عدد من النماذج الناجحة للشبان المبادرين خلال الندوة .
وخاطب الحزيم في مستهل الندوة الحضور قائلاً : إن الملك فهد –رحمه الله- تخطى ظروف الزمان والمكان حيث كان حتى قبل أن يتسلم مقاليد الحكم وفي عهد إخوته الملوك ، سعود ، وفيصل ، وخالد مديراً تنفيذياً للدولة التي عرفت التنمية بعد ذلك في عهده بتشييد مؤسسات التعليم بكافة مراحله والمطارات والبنية التحتية والسكك الحديدية ليصبح الملك فهد "أبو التنمية" من جهته، تناول هاشم داغستاني أوصاف القيادة والقائد، قائلاً : إن القائد هو من لديه مشروع وفكرة ثم تأتي بعد ذلك مرحلة تجسيد القيم ، فالإنسان كي يصبح قائداً ليس بالشيء الصعب لأن قيادات المجتمع إذا اصبحت لديهم ثقافة التغيير فمن السهل أن ينجزوا وأن يستمروا في نهجهم القيادي ، مشدداً على ضرورة أن نوجد بذور القيادة من الطفل عندما تعطيه اسرته مساحة للرأي وحرية التعبير لأن هذه المبادئ ضرورية لكي يصبح قائداً .
وأضاف داغستاني : أن الإبداع يلد من رحم المعاناة .. والحمد لله لدينا شباباً نفخر بهم ، أصحاب فكر إيجابي فالقيادة تأتي من الأدوار الإيجابية وفي مقدمتها الخلق الطيب وصفات الصدق والقيم والمبادئ الحميدة .. فعندما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم قالت .. كان قرآناً يمشي على الأرض .. فكل صفات الأخلاق فيه .. حلي بأن نستند إليها كمرجع في حياتنا وفي سلوكياتنا ولا قيمة للقيادة بدون خلق .. وعلينا أن نعكس هذا المفهوم في حياتنا اليومية .
بدوره، اعتبر بندر المطلق أن القائد سواءً كان تابعاً أو متبوعاً فلديه تراكمات وتجارب متوالية استطاعت تقديمه كشخصية قيادية حيث تلد لديه الفكرة وينفذها في وسط يتسم بظروف معينة بمعنى أنه "لا يوجد قائداً على كفوف الراحة" فلابد من التجارب الصعبة التي يخوضها الشخص في رحلته نحو القيادة .
وأوضح على أنه من سمات القائد تحويل الأفكار على واقع مستشهداً في ذات الصدد برحلاته إلى خارج المملكة وبالأخص لدول أوروبا في مسيرته العملية حيث إن هذه المجتمعات تركز على تحويل الأفكار إلى مبادرات وتنفيذها على أرض الواقع .. حيث إن الشباب السعودي في أمس الحاجة إلى ممارسة مثل هذه المفاهيم مضيفاً أن أهم مميزات القائد أن يكون صاحب خلق ومقدرة على التواصل في المنظمة التي يعمل فيها .
وأوصى المطلق بقراءة سير العظماء لتعزيز مفهوم القيادة ، فالقائد الحقيقي هو الذي يظهر في الأزمات ومواجهته لها وهذه من صفات المؤمن "إذا أصابته سراء شكر وإذا أصابته ضراء صبر" وعادة ما تصيب الأزمات موقع معين وفي ظروف تلامس حياة معينة لدى الشخص ليعيد عبرها حساباته إذا أراد التغلب عليها ، فالأزمة تصنع في الإنسان أحاسيس معينة لا بد أن يحولها لنتائج إيجابية .