الجهل بحقيقة السلفية وراء رميها بالتّشدّد والجمود والانغلاق! ">
الرياض - «الجزيرة»:
دعا أكاديمي متخصص إلى ضرورة تجديد مدرسة السلف وإحياء ما اندرس من رسومها وخصوصاً علماء هذه البلاد حملة لواء التوحيد والاعتقاد الصحيح، وأن الدولة السعودية منذ قيامها في دورها الأول قامت على التوحيد تطبيق الكتاب والسنة والسير على منهج السلف.
وقال الدكتور أحمد بن عثمان التويجري عضو مجلس الشورى السابق، مدير منظمة العدالة الدولية ومنتدى السلام العالمي - في محاضرة له بعنوان: «تجديد مدرسة السلف» ألقاها مؤخراً «بمنتدى العُمري الثقافي» بمدينة الرياض، وحضرها عدد من المختصّين في الشأن الثقافي والاجتماعي والإعلامي والأكاديمي - إنه من المحزن والمؤلم أن التباساً طرأ في الأزمنة المتأخرة على مفهوم السلفية وحقيقة من ينتمون إلى النهج السلفي وقد كان من أهم ما نتج عن هذا الالتباس اقتران مفردات سلفي وسلفية في أذهان كثير من الناس بالتشدد والجمود والانغلاق، بل التطرف في بعض الأحيان، وأن الجهل بحقيقة السلفية وأصولها الفلسفية والعلمية أهم سبب في هذا الالتباس. وكذلك عدم التزام في الأزمنة المتأخرة بأصول هذه المدرسة العظيمة ومخالفة مبادئها ومناهجها التي استقرت عليها، كما أن إحياء مدرسة السلف واتباع السلف الصالح لا يكون بتقليدهم التقليد الحرفي والشكلي وإنما باتباع منهجهم والالتزام بأصوله.
وأكّد د. التويجري على أن أعظم أصل قامت عليه مدرسة السلف، العناية بالتوحيد وإنزاله منزلته الأولى في الدين، فهو أهم وأعظم ما دعا إليه الرسل والنبيون، وأن الحاجة ملحة على سبيل المثال إلى إعادة الاعتبار للتوحيد وتجديد مقامه في حياة الأمة، والحاجة ملحة إلى إعادة النظر في صور الشرك بما يتلاءم مع الواقع المعاصر.
وبرّأ د. أحمد التويجري مدرسة السلف من التفسيق والتبديع، بل التكفير من دون مسوّغ مشروع على الإطلاق، كما أنها بريئة كل البراءة من الجفاء ومن الشدة مع المخالف بغير قواعد وبراءتها من أهل الظلم البعيدين عن العدل، وذلك لأن أهل السلف يتبعون الدليل وقول الحق ممن جاء به بعيداً عن التقليد الأعمى، ولا شك أن الإعلام في كثير منه يخالف السلفية، بل يخالف الإسلام نفسه ويبتعد عن قيمه وقواعده في معظم ما يطرح.