جازان - علي العمودي:

تبنى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان مبادرات الشباب التي قُدمت من خلال ورش العمل، حيث وجَّه سموه بتخصيص جزء من مركز الأمير سلطان الحضاري لاحتضان وتفعيل تلك المبادرات بالتعاون مع مجلس شباب المنطقة، مؤكداً أن قافلة شباب الغد هي من المبادرات الوطنية الرائدة التي تستحق التقدير، داعياً الشباب في المملكة إلى الانضمام إليها والاستفادة من برامجها ومبادراتها الثرية.

وأشار سموه إلى أن المنطقة تزخر بكل المقومات السياحية من جبل وسهل وساحل وجزر ساحرة ستشكل مورداً سياحياً مهماً لمنطقة جازان، حيث اعتمد مبلغ وقدره ملياران وتسعة وعشرون مليون ريال للمشاريع التنموية، وقد اختيرت ثلاث جزر من بين مائتي جزيرة للاستثمار.

وأكد سمو أمير المنطقة أن إمارة جازان بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة باشرت إقامة مشاريع سياحية صغيرة ونطمع في انخراط رجال الأعمال للاستثمار في مثل هذه المشاريع.

جاء ذلك في حفل قافلة «شباب الغد» في دورتها الخامسة بالشراكة مع جامعة جازان الذي رعاه سموه مساء أمس الأول على مسرح جامعة جازان. وفي معرض رده على تساؤل أحد شباب «قافلة الغد» حول إمكانية إنشاء هيئة مشاريع تتولى ترجمة طموحات سموه بمنح فرص للشباب لإنشاء مشاريعهم، قال سموه «لا أرى في الهيئات والجمعيات على كثرتها فائدة ولدينا مجلس شباب المنطقة بإمكانه أن يبوب هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومن ثم عرضها علينا، وبدورنا سندعم تلك المشاريع ونتمنى أن نشرك قافلة شباب الغد وكافة مؤسسات الدولة لدعم مشاريع الشباب وتهيئة الظروف لإنجاحها بعد دراسة الجدوى لأي مشروع».

وعن دعم الجنود البواسل على الحد الجنوبي أشار سموه إلى الكلمة المأثورة عن سمو الأمير نايف - رحمه الله - حيث قال «المواطن هو رجل الأمن الأول»، وكلنا جنود لهذا الوطن وعلى رأسنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وولاة الأمر جميعهم جنود لهذا الوطن، ونحن أسرة مترابطة جنوداً ومواطنين في لحمة فريدة همها الأول الذود عن حدود الوطن وحفظ الأمن والأمان للمواطن والمقيم.

وعن توفير فرص عمل لمخرجات الجامعة، قال سموه «هناك خطوات جادة وتوظيف هائل للشباب والشابات في العديد من الشركات منها على سبيل المثال شركة أرامكوا السعودية وشركة الكهرباء والشركات العاملة في المدينة الاقتصادية برواتب ومميزات مجزية».

وأضاف سموه بأنه يجب على الشباب أنفسهم الترفع عن الاستحياء من الأعمال الحرة الصغيرة وعليهم نبذ العيب والاهتمام بتنظيم الوقت، وقال سموه: أنا أعرف شباباً انخرطوا في العمل في حلقة الخضار وهم يحققون نجاحاً باهراً وبعضهم يصل دخله من 15 ألف إلى 30 ألف ريال شهرياً.

وفيما يتعلق بنظام ساهر والاستفادة منه في الحد من الحوادث المرورية في منطقة جازان أكد سموه أن ما نسبته 98% ممن يرقدون على الأسرة البيضاء كانت الحوادث المرورية هي المسبب الأول في ذلك، وتابع سموه: أدعم بقوة تفعيل نظام ساهر في المنطقة لأن مستوى الحوادث قل نسبياً في بعض مناطق المملكة التي استفادت من هذا النظام.

وكانت فعاليات الحفل قد بدأت بتلاوة آيات من القرآن الكريم, ثم عرض مرئي عن الجمعية والخدمات التي تقدمها للشباب عبر البرامج والمبادرات التي تنفذها مع العديد من الشركاء من الجهات الحكومية والأهلية.

بعدها ألقت صاحبة السمو الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي رئيسة جمعية الغد للشباب كلمة أوضحت فيها أن قافلة شباب الغد تأتي بهدف التواصل مع شباب مناطق المملكة, وتبادل الأفكار والتجارب بينهم, وتشجيع إطلاق المبادرات التنموية لمناطقهم, معربةً عن اعتزازها وفخرها بما تحقق من نجاحات خلال محطات القافلة الأربع الماضية, مثمنةً الدعم غير المحدود الذي تجده الجمعية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الرئيس الفخري لجمعية الغد للشباب.

ولفتت سموّها الانتباه إلى ما تقدمه جمعية الغد للشباب من جهود لخدمة شباب الوطن، مبينة أن ما تقوم به الجمعية واجبٌ فالوطن والشباب يستحقان الكثير, سائلةً الله أن يبارك خطوات الجمعية لما فيه الخير للوطن وشبابه المخلصين.

وأشارت إلى أن تدشين قافلة شباب الغد في أولى مراحلها كانت في الثاني من إبريل 2012م برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - حيث انطلقت القافلة من الرياض, وبدأت أولى رحلاتها في مكة المكرمة ثم حائل, مرورًا بالمدينة المنورة, فيما اختتمت القافلة دورتها الرابعة في مدينة الخبر.

وعبرت سمو رئيسة جمعية الغد للشباب في ختام كلمتها عن شكرها لسمو أمير منطقة جازان على رعايته وتشريفه الحفل وجامعة جازان والجهات المشاركة والداعمة للقافلة على الجهود التي بذلت لإنجاح «قافلة شباب الغد» في دورتها الحالية بمنطقة جازان.

وفي ختام الحفل شهد الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز توقيع اتفاقية التعاون بين جامعة جازان وجمعية شباب الغد حيث وقع الاتفاقية نيابة عن الجمعية عضو مجلس إدارة الجمعية الأمير محمد بن عبدالرحمن العبدالله الفيصل وعن جامعة جازان مدير الجامعة المكلف محمد بن علي ربيع.

ثم سلم سموه الدروع والهدايا التذكارية وتسلم درعاً تذكارياً بالمناسبة, والتقطت الصور التذكارية.

حضر الحفل مدير جامعة جازان المكلف الأستاذ الدكتور محمد بن علي ربيع ووكيل إمارة منطقة جازان الدكتور سعد بن مقرن المقرن ووكيل الإمارة للشؤون الأمنية سلطان بن أحمد السديري وعدد من المسؤولين بالمنطقة.