د. عبدالواحد الحميد
في تغريدة لافتة كتب حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد في حسابه بتويتر: «بالتعاون مع جامعة ستانفورد سنعمل على إعادة النظر في كافة تخصصات التعليم العالي لتكون مواكبة لسياسة الدولة العليا في الابتكار والعلوم والريادة».
وفي تغريدة ثانية كتب حاكم دبي: «تغيير مناهج التعليم وأدواته يضمن بقاءنا ضمن دوائر التنافس العالمية خلال العقد القادم، ولابد أن نُعِد أجيالنا لزمان غير هذا الزمان». وفي تغريدة ثالثة كتب الشيخ محمد بن راشد: «الأجيال الجديدة مطالبة بإجادة مهارات الابتكار والتحليل والتواصل والريادة، والتعليم العام سيكون محطتنا التالية لهذا البرنامج الوطني».
التعليم هو حجر الزاوية الذي تستند عليه نهضة أي أمة، والتعليم الحقيقي النافع ليس مجرد مدارس وجامعات تقذف بملايين الخريجين من مقاعد الدراسة إلى دوامة الحياة وإنما مناهج دراسية متينة متكاملة الأركان ومرتبطة بالحياة وبالجديد من العلوم والابتكارات يقوم على تدريسها معلمون متمكنون يدركون ان مهمتهم لا تتمثل في «تلقين» المعلومات للطلاب وإنما بإطلاق الطاقات الذهنية الكامنة التي أودعها رب العالمين لكل البشر لا فرق في ذلك بين جنس وآخر ولا بين أبيض أو أسود ولا بين رجل وامرأة؛ فالله سبحانه كرم البشر على كثير من مخلوقاته بالعقل الذي وهبه لهم وأمرهم بـ «التفكر» و»التدبر» و»التأمل».
التعليم النوعي وليس الكمي هو التحدي الذي يواجه جميع الأمم في الوقت الحاضر، فقد ولى زمن أمية «فك الحرف» وصار للأمية تعريفات أخرى أبسطها عدم قدرة الإنسان على التعامل مع التقنية.
من هنا تبرز أهمية أن تُقرر إمارة دبي الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة الحية بدلاً من اختراع العجلة من جديد أو اجترار السائد والعجز عن التغيير الإيجابي. ويعرف كل من يزور هذه الإمارة الحيوية ما تتمتع به إمكانات تنافسية جعلت منها مركزاً واسماً مهماً على الخارطة العالمية بعد أن كانت صحراء جرداء تعيش على هامش الدنيا.
نحن نسمع كلاماً كثيراً عن التطوير، لكن ميزة دبي أنها تتكلم وتفعل. ومن المدهش أن دبي تُفاجئ زوارها بالجديد الرائع في كل مرة يذهبون إليها ولا تتعامى عن السلبيات بل تعمل على إيجاد حلول للتخلص منها.
وقياساً على مسيرة دبي التنموية، لا أشك في أن تغريدات الشيخ محمد بن راشد عن تطوير التعليم ستتحول إلى واقع ليس في دبي وحدها وإنما في دولة الإمارات العربية المتحدة ولن تبقى مجرد خطط ميتة في الوثائق الرسمية المتراكمة التي يحرسها موظفو الأرشيف في الأجهزة الحكومية.