أمير منطقة الرياض: المملكة تستثمر أكبر من ربع مواردها في التعليم إيماناً بدوره في تنمية المجتمع ">
الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - أحمد يسري:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض أن الدولة تستثمر أكبر من ربع مواردها في التعليم، وما ذلك إلا لإيمانها بأهميته ودوره في تنمية المجتمع واقتصاده وحضارته بشكل عام. وأكَّد سموه أننا نعمل اليوم على وطن قوي ومؤسسات فاعلة ومؤثرة تسهم بكل فاعلية في نهضة وطننا وتطوره لكي نضع وطننا في مكانه الصحيح مساهماً في حضارة العالم. جاء ذلك خلال رعاية سموه مساء أمس أعمال المؤتمر الدولي الثاني للقياس والتقويم الذي ينظمه مركز «قياس» تحت عنوان «قياس نواتج التعلّم»، وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتننتال بالرياض بحضور معالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل. ولدى وصول سموه مقر الحفل كان في استقباله صاحب السمو الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للقياس والتقويم وكبار مسؤولي «قياس».
كلمة الأمير فيصل المشاري
وألقى سمو الأمير فيصل المشاري كلمة بهذه المناسبة، بيَّن فيها أن مركز قياس في عمره الـ «15» عاماً يواجه تحدياً كبيراً كونه يتعامل مع قياس الإِنسان الذي قد ينظر إلى القياس بأنه تشكيك في قدراته أو مهاراته أو تحصيله، لافتاً النظر إلى أنه عمل حساس يتطلب الدقة، مشيراً إلى أن المركز يُقدم أكثر من «86» اختباراً ومقياساً مختلفاً تصدر منها عشرات النسخ كل عام.
وأوضح أن المؤتمر الدولي الثاني يناقش قياس نواتج التعلم الذي يحظى بعناية عالمية فائقة، لكنه في الوقت نفسه، يعتريه اختلاف في الرؤى حول طريقة تناوله وانعكاسات قياساته على الواقع العملي، كما سيناقش التجارب وسيعرض النظريات، وسيتيح مناقشة المشروع الوطني لقياس مخرجات التعليم العالي الذي ينبع من حرص الوزارة على إيجاد معلومات ومؤشرات وشواهد حول جودة برامج التعليم العالي ونواتجها، والذي سينتج عنه قريباً مؤشر الجامعات السعودية الذي يوفر معلومات دقيقة عن نواتج التعلم في برامجها المختلفة.
وأكَّد سموه أن البذل السخي الذي تقدمه الدولة والجهود التي تقوم بها مؤسسات التعليم لا بد أن تنتج مخرجات جيدة بجودة عالية، لذا جاءت أهمية قياس نواتج التعلّم للتأكد من هذه الفرضية. وأفاد سمو الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للقياس والتقويم أن المؤتمر سيشارك فيه أكثر من70 باحثاً ومتخصصاً من خلال 66 محاضرة عامة ومتزامنة، و6 ورش تدريبية خلال أربعة أيَّام، وسجل للمشاركة والاستفادة من هذا المؤتمر أكثر من 2000 مشارك من عدد من الدول العربية والأجنبية.
كلمة الشريك الاستراتيجي
وألقيت كلمة للشريك الاستراتيجي للمؤتمر جامعة الملك عبد العزيز ألقاها مدير الجامعة المكلف الدكتور عبد الرحمن بن عبيد اليوبي أكد فيها أن القياس والتقويم من أهم أركان تطوير العملية التعليمية وبخاصة نواتج التعلم ، مبيناً أنهُ مجال خصب للبحث العلمي الجاد وللدراسات المتعمقة التي ترتكز على التجارب العالمية والاتجاهات الدولية.
وأشار إلى مشاركة الباحثين والمختصين في المؤتمر من خلال أوراقهم العلمية لسبر أغوار هذا المجال وتحليل عناصره وتجديد مقومات النجاح من خلال الوقوف على الجهود المحلية والممارسات والتجارب العالمية في مجال قياس نواتج التعلم، رصداً وتحليلاً وتقويماً، وإثراء الجوانب العلمية لهذا المؤشر المهم، والاستفادة من معطيات التجارب الدولية والنظم المعاصرة للتعليم المبني على النواتج وعلى الكفايات والمعايير.
كلمة أمير منطقة الرياض
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض كلمةً نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - للقائمين على هذا المؤتمر. وقال سموه: أبارك لبلادي هذا المستوى المشرف الذي وصلت إليه في مجالات عدة ومنها مجال التعليم، وأقدر الدعم غير المحدود الذي تقوم به الدولة - رعاها الله - على رأسها الملك المفدى للتعليم ولتنمية بلادنا العزيزة.
وأضاف سموه: إن الدولة تستثمر أكبر من ربع مواردها في التعليم وما ذلك إلا إيمان منها بأهميته ودورة في تنمية المجتمع واقتصاده وحضارته بشكل عام.
كما شكر سموه في كلمته معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل وسمو الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للقياس والتقويم الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري على إقامة هذا المؤتمر الدولي المتخصص بالقياس والتقويم الذي يناقش في دورته الثانية «قياس نواتج التعليم» الذي تنبع أهمية موضوعه من أهمية القياس والتثبت وإيجاد الشواهد لنواتج التعلم، وأهمية نواتج التعلم كونها تعطي الهدف والمحصلة من برامج التعليم ومن تفاعل المعلم والمتعلم والبيئة التعليمية. وأشاد سمو أمير منطقة الرياض بما وضعه مركز «قياس» من أهداف ورسالة للمساهمة في تحقيق العدالة والجودة، وما يقدمه من جوائز تشجع التميز والمتميزين من أفراد ومؤسسات، كما هنأ سموه الفائزين والفائزات من الطلاب والطالبات والمدارس الفائزة بجائزة «قياس» للمدارس المتميزة، كما هنأ الفائز بجائزة التميز العالمية في المجال البحثي المتخصص. وختم سموه كلمته بالتأكيد على الجميع بأهمية أن نعمل اليوم على وطن قوي ومؤسسات فاعلة ومؤثرة تسهم بكل فاعلية في نهضة وطننا وتطوره لكي نضع وطننا في مكانه الصحيح مساهماً في حضارة العالم، سائلاً الله للجميع التوفيق والنجاح لتحقيق الأهداف والتطلعات. بعدها سلم الأمير فيصل بن بندر جائزة قياس للتميز البحثي والتطوير التي منحت لعضو هيئة التدريس بجامعة جورجيا للدكتور جورج إنجلهارد (الابن)، وذلك عن كتابه ( القياسات غير المتباينة: استخدام نماذج راش في العلوم الاجتماعية والسلوكية والصحية).
كما سلم سموه جوائز التميز لهذا العام للطلاب والطالبات المتميزين الحاصلين على أعلى الدرجات في اختباري القدرات العامة والتحصيلي، كما كرّم سموه المدارس الفائزة بجائزة قياس للتميز.
وفي نهاية الحفل كرّم سمو أمير منطقة الرياض الشركاء والداعين للمؤتمر، كما تسلم سموه من سمو الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للقياس والتقويم درعاً تذكارياً بهذه المناسبة.