عبدالواحد المشيقح
هكذا أرادنا الزميل تركي العجمة من خلال برنامج (كورة) أن نفعله.. وذلك عقب تداول خبر يُفيد بإيجابية العينة التي تم أخذها لقائد الاتحاد محمد نور.. فقد قال (تركي): «نور تاريخ عظيم.. مُرصع بالذهب والإنجازات.. ونور سيبقى اللاعب العظيم.. والعينة الإيجابية لا تعني أنها مادة مُحرمة». ولا أعلم هُنا من الذي شكك بنجومية نور..؟!
كُنت أتمنى أن يُناقش البرنامج بكل جُرأة وواقعية أحوال بعض اللاعبين.. وأن تصرفاتهم تقضي على نجوميتهم.. وأن أي تصرف خارج عن المألوف يجعل النجم ناقصاً.. ومثلما هُناك نجوم يقومون بتصرفات مُزعجة هُناك نجوم آخرون يُجبرونك على احترامهم.. وهُناك نجوم سيرتهم حسنة.. يُضرب بهم المثل.. ولا مانع من ذكر بعض الأسماء التي جمعت النجومية والانضباط.. وأنه في النهاية يجني كُل لاعب نتاج سيرته..!
لست شامتاً.. فنور نجم كبير.. ولا يختلف عليه اثنان.. وأتمنى صادقاً أن تثبت براءته.. كما أننا لا نُطالب المُذيع بأن يكون شامتاً.. فكُلنا مُتألمون لما حدث.. ولكن هل مطلوب أن نُبارك للاعب تصرفه(؟!) وكأنه لاعب لا يجوز عقابه..؟!
كان بودي لو تعامل الزميل بشيء من المنطق.. وترك عنه التبريرات التي لم تعد مقبولة.. وكان عليه أن يقول «إن ثبت أن اللاعب خرج عن النص.. فهو أمر مُخجل للاعب نجم.. يراه بعض النشء قُدوة لهم..»!
تزايد عدد اللاعبين الذين تظهر عيناتهم إيجابية ليس إلاّ واقعاً.. وعلينا نحن الإداريين والمسؤولين والإعلام أن نقف بقوة قبل أن يتفشى هذا الداء بصورة أكبر.. أما مُحاولة خلق الأعذار.. فهو أمر غير مجدٍ.. ولن نجني من ورائه إلا مزيداً من الحالات المُزعجة لنجومنا..! علماً بأنه لا يجوز إدانة أو تبرئة اللاعب نور، وعلينا كإعلاميين أن نترك ذلك لما بعد قرار اللجنة.
على التحكيم السلام..!
ليس ما قام به تركي الحنفوش، ومعه مُساعدوه، في لقاء الهلال بالتعاون هو المُسلسل الهزلي الوحيد الذي تعرض له التعاون.. فسلسلة المهازل التحكيمية رصدناها من قبل.. وقُلنا إن الحال لا تسر.. ولكن الذي حدث من حكام التعاون بالهلال كان أكبر مما كُنا نتصوره.. أو نتخيله..!
الحنفوش لم يكن مُوفقاً.. لدرجة أنه كان في أسوأ حالاته.. وأدار المُباراة بقانون غريب.. في كُرة لمهاجم التعاون نايف موسى احتسب المُساعد الشلوي تسللاً على اللاعب.. وهو في طريقه إلى المرمى.. أي كان في حالة انفراد تام.. والغريب أن من احتسبها (الشلوي) هو للتو حاصل على جائزة آسيوية..!
في الشوط الأول أيضاً لاعب التعاون الزين يتعرض لإعاقة من البريك.. ويُشير المُساعد للحكم بأن الحالة تستدعي بطاقة صفراء.. ولكن الحنفوش اكتفى بالابتسامة. أما في الشوط الثاني فقد جاء الهدف الهلالي الثاني من تسلل على الشمراني.. وهي الكُرة التي لُعبت من ركلة زاوية، سجل منها الهلال هدفه الثاني.. وفي الكُرتين اللتين احتسبتا على لاعب التعاون نايف موسى مُتسللاً وهو غير ذلك.. وكُرة الشمراني التي لم تُحتسب وهو مُتسلل.. كانت بجهة الحكم المُساعد الشلوي.. وهي حالات سهلة، لا تطوف على حكم مُبتدئ، فما بالك بحكم يحمل الشارة الدولية.. ويحمل معها جائزته الآسيوية..!
أما في حالتي هدف التعاون المُلغى.. وإعاقة جهاد الحسين من ديقاو.. فسأصرف النظر عنهما؛ كونهما محل جدل وخلاف.. ولكن أبداً لا يُمكن التغاضي عن جزائية نايف موسى مع فيصل درويش.. ففي تلك الحالة حمل الحنفوش قانون الكُرة على (نعش)، ودفنه على علامة الجزاء..!
رحم الله الدبيبي
عبدالرحمن الدبيبي فقيد جديد للوسط الرياضي بالقصيم.. ودعناه وداعاً أخيراً.. بعد أن جاءه قدره المحتوم الذي هو حق علينا جميعاً.. غادرنا لكنه خلف وراءه سيرة حسنة.. وسُمعة عطرة.. بالتواضع.. وطيبة القلب.. ومحبة الناس.. وسلوك سوي.
عرفته في بداياته الكُروية.. فكان خلوقاً.. هادئ الطباع.. رائعاً في سلوكه.. وفي تعامله.. كان نعم الأخ والصديق.. حمل بين جوانبه قلباً أحب الجميع.. وهذا ما فرض احترامه لدى كُل من عاشره.
لعب في التعاون بالفريق الأول.. وهو لا يزال في درجة الشباب.. كونه لاعباً موهوباً.. وفرض اسمه في القائمة الأساسية بين نجوم كبار.. لعب الدبيبي لسنوات طويلة، لم يسبق له أن نال بطاقة حمراء رغم أنه لاعب مُدافع.. وكُل من عاشره لاعباً يُثني على أخلاقه العالية.. وتواضعه.. فكان محبوباً من الجميع.. فإلى جنات الخُلد يا عبدالرحمن، وأنزلك الله منزلة الصديقين والشهداء.. وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.