فهد الصالح
قد تكون قناعة مجتمعية نراها لمستقبل السياحة في هذا البلد الذي تقوم عليه هيئة أعرف تفاصيلها مثل من ينتسب إليها، وتعمل على طرح العديد من المبادرات التي تأتي في صميم أهدافها أو التي تستطيع أن تساهم فيها في نماء هذا المجتمع وتغيير الكثير من السلبيات التي أحدثتها النهضة أو التباين الثقافي والتعليمي أو حتى التباين السلوكي، ثم للإيمان الكامل أن السياحة صناعة والكثير من الدول التي كانت تعتمد على موارد طبيعة مخزونة في أرضها، أصبحت الآن تعتمد اعتماداً رئيساً على برامج السياحة، وأضحت تمثل العامل الأول لناتجها المحلي وإيرادات ميزانيتها العامة.
هذا المدخل يقودنا إلى الحاجة في وجود توأمة وطنية بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والرئاسة العامة لرعاية الشباب، لكي تكون أحد عوامل الجذب السياحي وجود دورات ولقاءات دولية رياضية، وتتسابق الدول في ذلك، لأنها تستفيد مادياً واجتماعياً وثقافياً من خلال إقامة تلك الملتقيات، ويعرف الجميع أن الدول تتنافس وتتكتل من أجل الفوز بتنظيم دورات كأس العالم أو الدورات الأولمبية أو حتى القارية، فهي تدار إدارة تجارية واستثمارية، وتؤثر دون شك في ميزان مدفوعاتها وتدفقاتها النقدية وإن كان هذا مهماً لنا إلا أنه ليس الهدف الذي نرغب في تحقيقه ويمثل الرغبة في أن تكون بالمملكة العربية السعودية عوامل جذب سياحي متعددة، خاصة أن الأجواء عندنا -بفضل من الله- متنوعة ومتحققة في كل الفصول والبنية التحتية متوافرة بين وسط وغرب وجنوب وشرق الوطن الغالي، وستستوعب كل المشارب والفئات فالمدن الرياضية والجامعية وملاعب الأندية ستكون لخدمة كل مشروع وطني رياضي محلي أو عالمي.
إن التوأمة المرغوبة إذا وجدت الأرضية لانطلاقتها بقناعة ودعم سمو الأميرين الشابين غير التقليديين، فستنطلق الاتفاقية المرجوة، وسيتحقق الهدف منها وستتنافس الاتحادات الرياضية لدينا في الخروج بمبادرة خاصة بكل منها، وسيجدول تنفيذها حسب الأهمية أو الوقت المناسب مع قراءة الأعداد المتوقعة للمشاركة أو الحضور بالتنسيق مع الدول أو الاتحادات أو اللجان الخاصة بذلك، كما أن التفكير خارج الصندوق سيخلق مبادرات جديدة وسنستفيد من العالم الذي سبقنا في العديد من المسابقات الدولية التي ربما لا تحتاج إلى أخذ إذن من الاتحادات الدولية لإقامتها أو لن تعترض عليها لأنها شعبية أو مجتمعية، فالألعاب المائية ومسابقاتها تحقق جذباً سياحياً كبيراً، ومسابقات الرياضات البدنية ومسابقات التحدي والتحمل وتسلق الجبال والتزلج على الرمال وسباقات السيارات والدرجات النارية والدرجات الهوائية والرماية كلها مسابقات تجذب انتباه العالم كله ولها متابعون كُثر، ويمكن أن تكون المشاركة فيها دولية أو إقليمية أو قارية، بالإضافة إلى مسابقات الذكاء والمسابقات الثقافية التي سنخلق بها تقاربا للثقافات وتبادلا للمعلومات وإبرازا لحضارة الوطن ونهضته ودعما لنشاط رياضي واجتماعي يُبقي هذا الوطن الغالي داخل دائرة اهتمامات العالم حتى نصل لتفرده الشامل دوليا.
إن المجتمع على ثقة بأن هناك الكثير من الإضاءات قد تطلق فيما لو تم التقارب بين العديد من المصالح وركز المسؤول فيها على التكامل مع الجهات الأخرى لأن هيئة السياحة والتراث الوطني حققت الكثير من الإضاءات وأطلق العديد من المبادرات التي تخدم مشروع الوطن السياحي وصناعة معطياته، فقل أن تجد وزارة لم تصلها يد هيئة الساحة بطلب التعاون، ولأن الشباب أقدر من غيرهم على دعم برامج السياحة ونشر ثقافتها فهم النسبة الأكبر في التعداد السكاني ولعل الوقت قد حان إلى فتح المجال لإطلاق مبادرات شبابية تفيدهم وتستثمر نشاطهم وتذكي روح التنافس بينهم ولكل الأعمار وتكون عامل جذب للسياحة الوطنية أو عوامل جذب لسياحة دولية، وقد نبدأ خليجيا في ظل وجود مجلس يدعم التقارب بين شعوب المنطقة ثم ننطلق بعدها تحت مظلة الجامعة العربية والاتحادات المعنية والاستفادة من وزراء السياحة والرياضة في الدول الخليجية والعربية ثم الإسلامية والدولية ونحقق قصب السبق في سياحة رياضية تسعد مجتمعاتنا وأوطاننا.
ختاماً، يثق الجميع أن القطاع الخاص سيكون حصان كسب وسبق في مساندة ودعم ورعاية مثل هذه البرامج الوطنية الصادقة، ولن يكلف إطلاقها ميزانية هيئة السياحة ورعاية الشباب أي مصاريف، بشرط أن يحسن صياغة أهداف هذه التوأمة ورسالتها ورؤيتها، مع حفظ التقدير والامتنان لهم في المشاركة وإبراز تلك الرعاية في جميع الوسائل الإعلامية والإعلانية، بالإضافة إلى المنافع الأخرى التي تبرم بها تلك الاتفاقيات لأن الفوائد مشتركة بين الراعي والجهة الأخرى، كما أن فتح المجال في التطوع لإنجاح تلك البرامج سبيل إلى قناعة المجتمع بها وإبراز للوطنية وثقافة المسؤولية الاجتماعية سواء الفردية أو الرسمية، فالمجتمع يتطلع إلى المساهمة الحقيقية في كل ما ينفع الأرض والإنسان ويؤكد الخيرية.