تونس - فرح التومي:
لا يكاد يمر يوم أو حتى ساعة دون أن تصدر أنباء عن نجاح أمني آخر في مجال تقفي آثار الجماعات المسلحة والخلايا الإرهابية النائمة التي أضحت تتخذ من الأحياء السكنية مخبأ لها بعد أن كانت تكتفي بالجبال والمرتفعات لتتحصن بها، حيث قالت مصادر أمنية بأن الوحدات المختصة في مكافحة الإرهاب أطاحت أول أمس بخلية إرهابية تضم مبدئياً 9 إرهابيين بينهم مدرس بإحدى المؤسسات التعليمية، وأفشل الأمن بذلك مخططاً إرهابياً آخر وحجزت بدلات عسكرية وحواسيب تحتوي على أهم محاور هذا المخطط التفجيري الخطير الذي كان يستهدف منشآت إستراتيجية بمحافظة قفصة (250 كلم جنوب غرب العاصمة تونس). وحسب ما ذكرته مصادر أمنية، فإن هذه الخلية التي تضم تسعة متشددين تتراوح أعمارهم بين 30 و45 سنة كانت المصالح الأمنية أوقفتهم جميعاً في قضايا إرهابية منفردة، وأطلق سراحهم فاندمجوا مجدداً في العمل السري وكونوا خلية تكفيرية، وبايعوا أحدهم وهو فلاح قاطن بأحد الأرياف، ثم انطلقوا في التخطيط. ووفق التحريات، فإن أحد المحتفظ بهم اعترف بتدربهم في قاعات الرياضة وفي الغابات، مضيفاً أن هذه الخلية كانت تعد العدة لاستهداف محطة الإرسال الإذاعي بقفصة، وإعلان وجودهم بقوة السلاح، مؤكداً أن تزويدهم بالسلاح كان سيأتي من ليبيا ضمن مخطط كامل تم تسطيره. وكان كاتب الدولة المكلف بالشؤون الأمنية السابق، رفيق الشلّي الذي تمت إقالته منذ أيام قليلة وبعد تجاوزه لواجب التحفظ الذي يمليه عليه القانون، دعا أمس إلى مراجعة عدد من المراسيم الصادرة بعد الثورة من بينها الخاص بالجمعيات معتبراً المسألة ضرورية. وأوضح الشلي أن في المرسوم المذكور عدة ثغرات أهمها عدم التنصيص على الجهة التي تُعنى بمراقبة التمويلات الخارجية. كما انتقد الشلي أيضاً العفو التشريعي العام الذي «تعاني منه تونس» لأنه سهل الإرهاب في تونس وذلك نظراً لقيام متورطين في قضايا إرهابية تم الإفراج عنهم وتعويض الأضرار التي لحقتهم جراء سجنهم، برفع أسلحتهم لقتل الأمنيين والمواطنين، كما أن بعضهم التحق ببؤر التوتر والبعض الآخر تم اعتقالهم في إطار تفكيك خلايا إرهابية.