دور دارة الملك عبد العزيز ريادي ويحمل التقدير والوفاء للتاريخ الوطني ">
الجزيرة - محمد السنيد:
عد اثنان من أحفاد المؤرخ عثمان بن عبد الله بن بشر الندوة التي أقامتها دارة الملك عبد العزيز مساء يوم الأربعاء الماضي عن جدّهما المؤرخ البارز صاحب كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد) امتداداً لما تلقيه الدارة للإنتاج العلمي لجدهم خصوصاً وللمآثر الفكرية للجزيرة العربية عموماً من الاهتمام بالجمع والحفظ والدراسة والتحقيق، مثمنين لها هذه الندوة التكريمية في مسقط رأسه وبين أهله وسكان بلده، وقال الشيخ محمد بن عثمان بن أحمد بن عثمان بن بشر (85 عاماً) في هذا الإطار: (دور دارة الملك عبد العزيز دور ريادي يحمل التقدير والوفاء للتاريخ الوطني ولأعلامه وإنجازاته، كيف لا وهي تحمل اسم موحد هذه البلاد وجامع شتاتها، وباسط الأمن والاستقرار في ربوعها، كما أنها تتشرف بقيادة وتوجيهات رجل العلم والتاريخ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وعن دورها في حفظ مآثر جده المؤرخ عثمان بن بشر - رحمه الله - يقول الشيخ محمد بن بشر: (قدمت الدارة أكبر الوفاء لجدنا المؤرخ عثمان ابن بشر واهتمت بتراثه العلمي منذ سنوات ضمن اهتمامها بالعلماء والأعلام الذين خدموا الوطن والعلم، فقد جمعت إنتاجه مبكراً وأخضعته للدراسة والتحقيق من لدن علماء فضلاء، كما قامت بطباعة أغلب كتبه طباعة جيدة ونشرتها وعممتها للجميع بعد أن كانت مخطوطات يصعب تداولها، كما أنها قابلت تسليمنا نحن أحفاد ابن بشر لمخطوطات لجدنا - رحمه الله - بالتقدير والاحترام على هذه البادرة الوطنية العلمية فضلاً عما أفاض به خادم الحرمين الشريفين - أطال الله في عمره - علينا بمقابلته حين كان أميراً لمنطقة الرياض وأفاض بالحديث عن الشيخ وآثاره ومصنفاته).
من جهته قال الشيخ خالد بن سليمان البشر القاضي بالمحكمة العامة بمحافظة الأحسـاء: (من نعم الله تعالى على بلادنا المباركة أن جعل قادتها الكرام عبر تاريخها من المبادرين إلى تقدير دور العلماء والأعلام ممن ساهموا في بناء الدولة في جميع مراحلها، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حيث اخذ على عاتقه - حفظه الله - حفظ التاريخ السعودي وتراثه وأعطى المكانة المرموقة لعلماء هذه البلاد وأدبائها، وكان لبنة هذا الاهتمام إنشاء دارة الملك عبد العزيز التي عنيت أحسن عناية بحفظ المآثر الفكرية والتراث العلمي والتاريخ بأنواعه السياسية والاجتماعية والثقافية لوطننا الغالي، وكانت وفية بصورة جلية لإرث جدَنا عثمان ابن بشر - رحمه الله - .
وعن القيمة العلمية لكتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد) الذي عرف به المؤرخ ابن بشر لضخامته كونه غطى أحداث أكثر من قرن من الزمان وقدم معلومات تاريخية لطبيعة المجتمع السعودي قبل مئات السنين، واصل الشيخ خالد البشر: (كتابه هذا اعتمدته الدولة - حفظها الله - كأساس لتاريخ البلاد في المدارس السعودية، ثم أنك لا تجد أحداً ممن صنف في الأدب والتاريخ وأخبار القرى والأمصار والأسر إلا واستدل أو رجع إلى هذا الكتاب بما في ذلك الدوائر العلمية الدولية التي تطرقت لتاريخ الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية).
وفي السياق نفسه يقول الشيخ محمد بن عثمان بن أحمد: (هذا الكتاب اهتم بمادته وقيمته كبار المؤرخين في بلادنا وعنوا بدراسته والتعمق في شواهده التاريخية ومنهم المؤرخ حمد الجاسر والدكتور عبد العزيز الخويطر وفضيلة الشيخ عبد الله البسام، كما صدرت منه طبعة متقدمة في بغداد عام 1328هـ، وطبع في بلدان عدة حتى بلغت عدد طبعاته حتى عام 1423هـ أربع عشرة طبعة).. وعن مقترحاته لتكريم الشيخ عثمان بن بشر قال حفيده الشيخ محمد: (لا شك أن هذه الندوة لها عظيم التكريم خصوصاً أن هناك كتابا توثيقيا سيصدر بأوراقها العلمية وسيكون ضمن المكتبة التاريخية للاطلاع والقراءة، كما أن أمانة مدينة الرياض قد أسمت مشكورة أحد شوارع الرياض باسمه وهذا تقدير جليل من الدولة، كل ذلك يدفعنا لأن نلتمس إطلاق اسمه - رحمه الله - على مدرسة أو شارع أو كليهما في جلاجل أو أن يطلق اسمه على إحدى القاعات الرئيسة في جامعة المجمعة حيث سيكون هذا التقدير في مسقط رأسه وبين أهله ويبرز دور تاريخ جلاجل في التاريخ الوطني).
ويضيف من جانبه الشيخ خالد البشر أن المؤرخ ابن بشر كان لديه مكتبة غنية ومعروفة في زمانه لا بد أنها أخذت منه جهداً ووقتاً ومالاً مع ضيق العيش وضنكه في وقته، كما أن اتصاله بالقادة من آل سعود والعلماء والأدباء أسهم في إثراء قدراته في التأليف والتصنيف وتنوعهما، حيث أنشأ في العلوم الشرعية والحساب والفلك والأدب الاجتماعي والخيل، ومن هنا قد يكون من المناسب إطلاق اسمه على أحد المرافق العلمية في محافظة المجمعة أو بلدته جلاجل سدير ليكون تقديراً له دائما بين أهله وفي مكانه الذي عاش وتوفي فيه.