ناصر بن إبراهيم الهزاع ">
في هذا الصرح الكبير «المملكة العربية السعودية» يوجد شخصيات بارزة وهامة من أبناء هذا الوطن، أفنت عمرها ووقتها من أجل هذا الوطن وأبناء هذا الوطن، وسخروا كل الإمكانيات لصنع بصمات يذكرها لهم التاريخ الآن وعبر الأجيال، وهذه الشخصيات دائماً حديث المجالس ولكن لا يعرف عنها إلا الشيء اليسير، سواء كانت هذه الشخصيات أمراء أو علماء أو وزراء أو أساتذة في الجامعات، أو من بقوا خارج الوطن من أجل الوطن حيث منهم الأحياء يعيشون بيننا «أمدهم الله بالصحة والعافية» أو أموات «رحمهم الله» حيث خلدوا ذكرهم.
فتكريم هذه الشخصيات لأجل الوطن وابن الوطن، ليرى ويعرف بأن هذه البلاد الطاهرة فيه رجال أفنوا سنوات عمرهم وشبابهم لهذا الوطن، فكم من عالم من علمائنا وجد تلاميذه يقفون بجانبه وأصبحوا علماء مفتخراً بهم وهم يحملون الأمانة العلمية، وكم من وزير عاش في أروقة وزارته جاعلاً منها منبراً من منابر التنمية لهذا الوطن، ناسياً منصبه وموقعه ووقته من أجل البنية التحتية التي أمر بها ووضع أسسها وقواعدها المؤسس الملك عبد العزيز «طيب الله ثراه» ومن بعده أبناؤه البررة، وكم من أستاذ جامعي ومن كلفوا بالتدريس وعاشوا في أروقة جامعتنا، وعاشوا مع أبحاثهم وكتبهم حتى ظهر جيل من أبناء هذا الوطن مسلحين بالعلم والمعرفة.
وكم من أبناء هذا الوطن بقوا وعاشوا لسنوات خارج المملكة ممثلين لهذا الوطن سواء في سفاراتنا أو في الملحقيات التعليمية، حيث كانوا خير سفراء وممثلين لوطنهم، فاتحين أبواب مكاتبهم وبيوتهم لأبناء هذا الوطن ليحلوا مشاكلهم والعقبات التي تواجههم في غربتهم عن أهليهم ووطنهم، حتى عاد أبناؤنا الدارسون مسلحين بالعلم والمعرفة، حاملين ذكريات لا تنسى لهؤلاء الرجال لوقوفهم ومساندتهم لأبنائنا في غربتهم، وكم من أمير من أبناء المؤسس البررة وغيرهم من الأمراء، حيث أبلوا بلاء حسناً في مواقعهم والمهمات التي أسندت إليهم وهو تكليف وتشريف لهم، جاعلين مناصبهم لخدمة الوطن وأبناء هذا الوطن، فاتحين أبواب مكاتبهم وبيوتهم من أجل أن يضعوا بصمة يذكرها لهم التاريخ بهذا البلد، من هنا جاء دور وزارة الثقافة والإعلام بالبحث عن تاريخ تلك الشخصيات وهم بالمئات، لنعرّف جيلنا الشباب بالدور الريادي الذي قاموا به خلال عقود من الزمن، وتكريم شخصياتنا لا يأتي الا من خلال إصدار كتب «مجلدات» تكون في جناح المملكة بمعرض الكتاب الرياض الدولي، حيث «معرض الكتاب» هو الواجهة والمنبر لرد الجميل لتلك الشخصيات والتعريف بالدور والمهام التي ألقيت على عاتقهم حيث نجني ثمارها الآن. ولا يخفى على وزارة الثقافة والإعلام، بأن إنجاز هذا العمل هو جهد كبير وضخم وشاق، وذلك لقلة المصادر وصعوبة الحصول على المعلومات الكافية والوافية والدقيقة عن بعض هؤلاء الرجال، حيث الكثير والكثير منهم ليس لديه مذكرات تفصيلية عن حياته العملية والمهمات الملقاة على عاتقهم، لأن هدفهم الأول والأخير تأدية الواجب الملقى على عاتقهم بالوجه المطلوب وليس هدفهم التفاخر بمواقعهم القيادية، حتى صاروا رمزاً من رموز هذا البلد المعطاء على مر العقود. وفي هذه المقالة القصيرة لا نريد أن نتناول أسماء تلك الشخصيات وإن كان هناك كتب ألّفت عن الكثير منهم، ولكن لم تحظ بعض هذه الكتب بالتحدث بشكل واسع ورسم صورة كاملة عن حياتهم العملية، وهي مجهودات قام بها أشخاص يشكرون على مجهوداتهم بإظهار وإبراز والتعريف بهذه الشخصيات كرمز من رموز هذا الوطن، ولا يخفى علينا ما هي الدروس التي نأخذها بالتأليف عن تلك الشخصيات، ألا وهي الأخذ منهم الحكمة والصبر والإنجاز والتفاني من أجل أهداف محددة، حيث نجحوا وأبدعوا في مواقعهم تاركين بصمات لأجيال المستقبل .. فهل نرى هذه الكتب وهي تشع نوراً برجالنا في معرض كتابالرياض الدولي يا وزارة الثقافة والإعلام فأنتم أهل لها .. وبالله التوفيق.
الرياض - حرس الحدود