الأمير متعب بن عبدالله افتتح انطلاق فعاليات المنتدى السنوي السادس للأبحاث الطبية ">
الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني المنتدى العلمي السادس الذي ينظمه مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية بالحرس الوطني.. حيث بدأ الحفل بالقرآن الكريم.
كلمة مدير المركز
عقب ذلك ألقى د. أحمد بن سلمان العسكر مدير مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية كلمة رحب فيها بسموه وبالمشاركين، وقال فيها: لقد ركزت خطط التنمية الأخيرة في المملكة العربية السعودية على تنوع مصادر الاقتصاد خاصة الاقتصاد المعرفي الناتج عن الأبحاث العلمية، ومن هذا المنطلق جاءت خطوة الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بتأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية في شهر نوفمبر من عام 2006م.
إذ تم وضع الخطة الإستراتيجية للمركز والانتهاء من وضع البنى التحتية، وإنهاء وضع لوائح وضوابط وسياسات المركز، ولم نقف عند هذا الحد رغم حداثة عمر المركز بل بدأت بالفعل برامج الأبحاث المتعددة في المركز بالمضي قدماً في عمل الأبحاث وتوسعة بيئة الأعمال البحثة لتشمل جميع أقسام مستشفيات الحرس الوطني وكليات جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز بن عبدالعزيز للعلوم الصحية في كل من الرياض وجدة والأحساء.
وأشار العسكر بأننا نرى نتاج هذه الأبحاث تتزايد بشكل مطرد حيث وصل عدد الأوراق العلمية المنشورة في المجلات العلمية العالمية المحكمة إلى (312)، ووصل عدد المرات التي استخدمت فيها هذه الأوراق كمراجع إلى (12000 مرة). ولعل عدد المسجلين والمشاركين في هذا المنتدى والذي تجاوز الـ3000 لمؤشر على جودة وتطور النشر العلمي.
كما ارتفع عدد الأوراق العلمية المقدمة في هذا المنتدى إلى (223) كحصيلة نتاج هذا العام، كما تم من خلال إدارة الابتكار ونقل التقنية في المركز التعرف على ما يزيد عن 30 فكرة قابلة للتسجيل كاختراع.
كذلك أنهى المركز مشروع تحديد خارطة الجين البشري على عدد من السعوديين، وتم اكتشاف تغيرات جينية جديدة لبعض أنواع السرطان، وجار الآن استهداف هذه الجينات بمركبات علاجية تثمر - إن شاء الله - عن ولادة أدوية جديدة خلال السنوات القادمة بعد مرورها بالتجارب ابتداء من المختبر مروراً بالتجربة على الحيوان ثم الإنسان.
لا يخفى على سموكم الكريم أن جميع العلاجات والأدوية المتداولة في المراكز الصحية سواء كانت عقاقير طبية أو عمليات جراحية هي نتاج لسلسلة طويلة من الأبحاث العلمية، وحان لنا أن نسهم في بناء هذه السلسلة، بل وفي تصنيع وتسويق المنتجات الناجحة والناجمة عن هذه السلسلة من الأبحاث لنكون قد حققنا بذلك الهدف الرئيس من الأبحاث، وتكون رافداً حقيقياً للاقتصاد في المملكة.
وأضاف العسكر أن المركز يضم بين جنباته أحد أكبر البنوك الحيوية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى بنك دم الحبل السري الذي حصل على شهادة الاعتماد الدولية مؤخراً فيما يتعلق بجودة المنتج.
إذ نسعى من خلال هذه البنوك الحيوية إلى تخزين عينات تجرى عليها أبحاث متنوعة بهدف الكشف عن مسببات الأمراض وطرق علاجها، إضافة إلى السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية التي شرفتموه سموكم الكريم برئاستكم الفخرية له تعبيراً لدعمكم لمثل هذه المشاريع الإنسانية الوطنية، حيث تمكن السجل من ضم 15000 متبرع (خمسة عشر ألف متبرع متطوع)، وتم بالفعل استخدام الخلايا الجذعية لبعض من المتبرعين المتطوعين في عمليات زراعة لمرضى يعانون من سرطان الدم، وتحقق بالفعل شفاؤهم بتوفيق من الله ثم بفضل وجود السجل.
والمركز يضم مشروعين في ريادة الأعمال تم احتضانهما في حضانات بادر التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إذ يعتمد المشروع الأول على إنتاج مواد طبية تستخدم في المختبرات الطبية ونسعى في المرحلة القادمة لتسويقها محلياً، فيما تم في المشروع الآخر إنشاء مركز للتكافؤ الحيوي الذي نسعى من خلاله لإيجاد بدائل للأدوية الأصلية بالفاعلية نفسها وبتكلفة أقل.
صاحب السمو.. استطاع مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية خلال فترة وجيزة أن يصبح مؤسسة للأبحاث الطبية مترامية الأطراف من شرق المملكة إلى غربها، مكملاً لمنظومة الحرس الوطني الصحية التي بدأت برعاية وخدمة المريض بمستوى عال، ثم بخلق بيئة أكاديمية تخرج منها كوادر طبية ووطنية مميزة، وانتهاء لخلق بيئة بحثية علمية تسعى إلى الريادة في مجال التطوير والبحث العلمي وإلى إعادة مجد هذه الأمة العلمي ونقل بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية من مصاف الدول المتطورة إلى مصاف الدول المتقدمة المعتمدة بشكل كبير في اقتصادها على الاقتصاد البحثي الابتكاري المعرفي. وهذا ما كان ليتحقق لولا الدعم اللامحدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - والإشراف والتوجيهات المستمرة من سموكم الكريم.
كلمة مدير الشؤون الصحية
بعد ذلك ألقى معالي مدير الشؤون الصحية بالحرس الوطني د. عبدالمحسن القناوي كلمة قال فيها: أصبحت الحاجة إلى البحث العلمي في وقتنا الحاضر أساسية في بناء حضارة الأمم ونهضتها، وأصبح العالم في سباق متواصل وتنافس مستمر للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المثمرة التي تكفل الراحة والرفاهية للإنسان وتضمن له التفوق في جميع مجالات الحياة.
فقد أدركت الدول المتقدمة أهمية البحث العلمي وعظم الدور الذي يؤديه في التقدم والتنمية.. باعتباره الدعامة الأساسية للاقتصاد والتطور.
ويُعد البحث العلمي ركناً أساسياً من أركان المعرفة في كافة ميادينها، كما يُعد أيضاً السمة البارزة للعصر الحديث، فأهمية الأبحاث الطبية تكمن فيما يتم التوصل إليه من نتائج ومخرجات ذات قيمة علمية عالية تقود إلى (الإبداع).
واختتم د. القناوي كلمته بالقول: ومن هذا المنطلق تحرص الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني على تطوير الخدمات المقدمة الصحية والأكاديمية والبحث العلمي، حيث تساعد الأبحاث الطبية على إيجاد الحلول للكثير من المشكلات الصحية، وذلك في مجال التشخيص، العلاج والوقاية، مما يسهم في تعزيز وتحسين الرعاية الطبية التي تسعى إلى تحقيقها حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- ودعم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
كلمة سمو الأمير
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله كلمة قال فيها:
إنه لمن دواعي سروري أن يتجدد لقائي بكم في هذا اليوم المبارك، في انطلاق المنتدى السنوي السادس للأبحاث الطبية الذي ينظمه مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، وأحمد الله عز وجل أن وفقنا جميعاً إلى أن نبدأ في قطف ثمار هذا المشروع البحثي الوطني بفرعيه في جدة والأحساء، بفضل الله أولاً، ثم بفضل رؤية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - والذي نتشرف أن يحمل المركز اسمه الغالي، وهو من أمر بإنشائه، ليكون رافداً جديداً للنشاط البحثي والعلمي في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، إلى جانب تكامله مع مختلف مؤسساتنا الطبية الهادفة إلى تقديم أفضل رعاية لإنسان هذا الوطن المعطاء.
وأضاف سموه: إن استمرار الدعم الكبير لهذا المركز البحثي المتخصص في الجانب الطبي، لهو دليل قاطع على حرص حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - على هذا المشروع، وعلى مختلف المشاريع الصحية والبحثية التي من شأنها أن تحقق أعلى المقاييس العالمية، في وقت نحن أحوج ما نكون إلى توفير التنمية الصحية الشاملة لخدمة الوطن والمواطن في المقام الأول.
واختتم سموه كلمته قائلاً: إن اهتمام وزارة الحرس الوطني بهذا الجانب الحيوي، يأتي انطلاقاً من إيماننا جميعاً بأن البحث العلمي يُعد عنصراً أساسياً في بناء المجتمعات وتقدمها ونهضتها، لاسيما ونحن نرى تسارع الاكتشافات العلمية في جميع جوانب المعرفة، وفي الجانب الطبي تحديداً، وهذا يدفعنا إلى دعم مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية - التابع للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني - ليتبنى دوراً أشمل وأكثر فائدة للبحث العلمي، في سبيل حصول المواطن على أفضل الخدمات الصحية التي من شأنها أن تحقق الأهداف العلاجية والرعاية المتكاملة، وستكون وزارة الحرس الوطني - بمشيئة الله - داعماً لكل ما من شأنه تحقيق أفضل مستويات الرعاية الصحية الشاملة في مختلف أرجاء الوطن، وستحرص الوزارة دوماً على تعزيز دورها الوطني الشامل في مختلف المجالات.. شاكراً لمركز الملك عبدالله للأبحاث والعالمين فيه على جهودهم.
سموه يعلن عن تبرعه
بعد ذلك أعلن سموه عن تبرعه بمبلغ مليون ريال سنوياً للفائزين المتميزين والمبتكرين للأبحاث الطبية، دعماً وتشجيعاً لهذه القدرات المتميزة من أبناء الوطن.
ثم سلَّم سموه جوائز الابتكار للفائزين.
وقد حضر الحفل عدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين في الحرس الوطني.