1.5 كيلو جرام معدل إنتاج النفايات المنزلية الصلبة يومياً للشخص بالمملكة ">
الدمام - فايز المزروعي:
حذَّر مختصون من المخاطر البيئية للنفايات المنزلية التي تمتد لتلوث الهواء والمياه الجوفية والسطحية، بالإضافة إلى التربة المحيطة. وأوضح الدكتور أسعد الذكير من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، خلال محاضرة «الإدارة المستدامة للنفايات المنزلية» التي نظمتها أمس الخميس لجنة البيئة في غرفة الشرقية، وأدارها رئيس اللجنة طلال الرشيد، أن معدل إنتاج النفايات المنزلية الصلبة في المملكة يتراوح بين 0.8 و 1.5 كيلو جرام في اليوم للشخص الواحد، مشيرا إلى أن مكونات النفايات في مدينة جدة مثلا تمثل 48 بالمئة مواد عضوية و4 بالمئة زجاج، و21 بالمئة أوراق، و6 بالمائة معادن، و13 بالمائة بلاستيك، و8 بالمائة مواد أخرى.
وقال الذكير: «إن متوسط إنتاج الفرد بالمملكة للنفايات الصلبة في اليوم حسب الاحصائيات المتوفرة تصل الى 1.25 كيلو جرام»، لافتا إلى أن أبرز المخاطر البيئة من ذلك تتلخص في استهلاك الموارد الطبيعية كالأراضي والطاقة، وتدهور الصحة العامة جراء تصاعد الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والاصابة بالأمراض، إلى جانب تأثر النواحي الجمالية للساحات والمباني، وإمكانية تسببها باندلاع الحرائق.
وعن الوسائل الحالية لإدارة النفايات المنزلية في العالم، أكد الذكير أن هناك آلية واحدة متبعة في هذا الشأن تتمثل في: التقليل من النفايات عند المصدر، وإعادة استخدام النفايات وتدويرها، والمعالجة العضوية، والمعالجة الحرارية، والردم الصحي، مشيرا إلى أن الهرم المقلوب يعد من أفضل الوسائل المتبعة في إدارة النفايات، والذي يتمثل بالتخلص النهائي من النفايات، ومعالجتها، وإعادة تدويرها، وبالتالي التقليل منها.
وعن التحديات التي تواجه إدارة النفايات المنزلية الحالية، لفت الذكير إلى عدة تحديات ساهمت في زيادة عالية في حجم وكمية النفايات وتنوع مكوناتها، وبالتالي عدم قدرة الأساليب الحالية من استيعابها لإرتفاع تكلفة إدارتها.
وأضاف: «إن أبرز تلك التحديات هي التوسع العمراني، وزيادة الكثافة السكانية، والتغير في أنماط الاستهلاك من حيث الإقبال المتزايد على شراء البضائع وخاصة السلع الاستهلاكية، بالإضافة إلى التطور التكنولوجي السريع وغياب الإدارة المتكاملة للنفايات المنزلية، ونقص المرافق المتخصصة لإدارة النفايات، وأيضا نقص التشريعات وحملات التوعية البيئية».واقترح الذكير عدة خطوات لتحسين إدارة النفايات المنزلية منها: وضع إدارة متكاملة للنفايات المنزلية، وتوفير تسهيلات تدوير ومعالجة عن طريق تشجيع الاستثمار في مجال تدوير النفايات، وتحسين الوعي البيئي لأفراد المجتمع، إلى جانب إصدار تشريعات منظمة تتعلق بتقليل النفايات وتعزيز آلية المراقبة.
من جهته قال مدير الإدارة العامة للنظافة في أمانة الأحساء المهندس فهد الزهراني، إن هناك عدد من المشاريع التي تعمل عليها الأمانة كحلول مستدامة للتخلص الآمن من النفايات والمخلفات، مشددا على ضرورة التعاون بين السكان والأمانات والشركات للحفاظ على البيئة من آثار التخلص غير الآمن وغير الحضاري من النفايات.
وأشار الزهراني إلى أهم الحلول المستدامة التي قدمتها أمانة الاحساء للتخلص الآمن من النفايات والمخلفات والتي تشمل: دعم منظومة الإدارة السليمة للنفايات من بداية عملية الجمع والنقل، وذلك من خلال عقود النظافة الجديدة، كما تم إنشاء مردم بيئي هندسي للنفايات بالأحساء مطابق للاشتراطات البيئية، كذلك سوف يتم إلغاء جميع المرادم الفرعية الواقعة بمدينة الأحساء، وإنشاء مصنع لتدوير الإطارات بطاقة إستيعابية تصل إلى 41.6 طن يوميا، بالإضافة إلى أنه يجري حاليا إنشاء محطة فرز النفايات المنزلية بالمردم الجديد بطاقة استيعابية تصل إلى 500 طن يوميا، كما يجري طرح مشروع بيئي استثماري لتدوير أنقاض الهدم والبناء، وأخيرا تعمل الأمانة حاليا على شراكة مع إدارة التعليم، تهدف من خلالها إلى تعليم الطلاب كيفية الفرز وأهميته من المصدر كخطوة استباقية قبل التطبيق.