ناصر الصِرامي
لا تختلف كثيراً دعوة رجل الأعمال والنساء الأمريكي دونالد ترامب، -أبرز المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 إلى «وقف دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة»، لا تختلف كثيراً عن دعوة تنظيم القاعدة الإرهابي السيىء الذكر «لاخراج الأمريكان من جزيرة العرب».
فالمرشح الأمريكي يدعو لإيقاف دخول المسلمين كمرحلة أولى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن نعرف دائما ان الافكار المتطرفة لا تتوقف عن التمدد نحو المزيد من التطرف، هذه الدعوة سيتبعها تلقائيا دعوة طرد المسلمين من شبه الجزيرة الأمريكية، بعد منعهم من القدوم اليها!
فترامب المتطرف يدعو إلى وقف تام وكامل لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، في بيان صدر من حملة ترامب الرئاسية بعنوان «بيان دونالد ترامب لمنع الهجرة الإسلامية».
ولم يوضح البيان- حتى الآن على الأقل- ما إذا كان المسلمون الأميركيون مستهدفين أيضا، لكن تطرف ترامب يتمدد ،وسيصل لهم بلا شك.
وسبق أن قال عن المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، إن عدداً كبيراً منهم يكن الحقد للأميركيين.
وأضاف «من أين يأتي هذا الحقد ولماذا؟ يجب أن نحدد ذلك، وحتى نكون قادرين على تحديده وفهم هذه المشكلة والتهديد الخطير الذي يمثله، لا تستطيع بلادنا أن تبقى ضحية هجمات إرهابية من قبل بعض الناس الذين لا يؤمنون إلا بـ(الجهاد) وليس لهم أي احترام للحياة الإنسانية».
ورغم ان ترامب الذي يلعب على وتر «الإسلاموفوبيا» بشكل خطر، لاستقطاب اليمين الأميركي المتطرف، فاز على ما يبدو بعد تصريحه الأخير بألقاب عديدة منها العنصري والفاشي وموسوليني الجديد، ومحب المسلمين الأغنياء فقط، إلا أن اللقب الأبرز هو «الفوهرور الجديد» أو «هتلر الجديد».
صحيح ان العديد من المرجعيات السياسية في الولايات المتحدة تبرأت من تصريحاته، واصفة إياها بالعنصرية، بما فيهم حزبه، وحتى أن البيت الأبيض أكد أن تصريحات ترامب عن المسلمين لا تؤهله للترشح للرئاسة.
إلا انه وبالرغم من ردود الافعال الكبيرة المعارضة لطرح المرشح الأمريكي المتطرف ،ومعارضته للدستور الأمريكي، الا اننا يجب كمسلمين ان نأخذ هذه الدعوة بجدية ، كم يجب ان ننظر للمؤيدين للمرشح الرئاسي وردود افعالهم على هذه الدعوة بشكل جدي.
انها وان كانت تظهر حجم الانزلاق الخطير والانساني واللا اخلاقي، في الثقافة الأمريكية الشعبية والسياسية التي نعرفها، إلا أنها تظهر حجم الكراهية التي وصلت لمراحل استثنائية ضد المسلمين والعرب.
يجب أن لا ننسى أيضا أن هذا الترمب يحظى بنحو 60 في المائة من أصوات الجمهوريين،- طبعا هذا قبل تصريحاته الاخيرة- قد يخسر بعضها نتيجة تصريحاته الهستيرية هنا وهناك، لكنه بالون اختبار مهم لنا لندرك إلى أي حضيض وصل حال المسلمين حول العالم بفضل القاعدة وداعش والنصرة وحزب الله وكل المليشيات الإرهابية المحسوبة على الاسلام، وبسبب هذا الإرهاب الذي يمارس في العالم باسم الاسلام. ومخطئ من يعتقد ان العالم يفرق كثيرا بين الإرهاب السني أو الشيعي، القاعدي أو الداعشي، العربي أو الإسلامي.. كلهم عنده في الإرهاب سواسية كاسنان المشط -للأسف.
وبغض النظر عن استعراض ترمب الخطر جدا، إلا أن حجم الكراهية للمسلمين في العالم يزداد بشكل يطال كل أنصاره وأتباعه في العالم، الفضل يعود للمتطرفين والإرهابيين والمبررين والصامتين من أبنائه..!