وصل الأهلي إلى درة الملاعب في العاصمة الرياض وأشد أنصاره تفاؤلاً يبحث عن الخروج بالتعادل أمام الزعيم، وكل الأهلاويين يشاطرونه هذا التفاؤل إلا رجل واحد هو السويسري الأصلع كريستيان جروس، فقد كان يرى ما لا يراه الأهلاويون ومعهم اليوناني دونيس مدرب الهلال!
تعزيز الثقة بالنفس أهم سلاح للفوز والتفوق، ومعرفة قدرات محاربيك لا تقل عن ذلك فعالية، فالمدرب الحكيم هو الذكي في تعامله مع المباريات، الذي يحسن أيضًا زرع الثقة، ويغرس شخصية الفريق البطل في نفوس لاعبيه.
ثم يأتي التعامل البارع قبل وخلال المباراة، ويكفي جروس أنه لم يخسر مع فريقه منذ بداية ارتباطه معه في الدوري السعودي. والأبلغ من ذلك أننا لا نقرأ في تصريحاته لغة الإسقاط أو النيل من الخصوم والحط من قدرهم بل يظهر اعتزازه بفريقه ويعترف بالأخطاء حال وجودها ولا يرمي بأخطائه على شماعة التحكيم أو ماشبهها من أعذار واهية.
الشوط الثاني بات لعبته المفضلة، ولا ننسى أن الظروف تخدم دومًا المجتهد خلال سير المباريات.
لاعبو الأهلي لا يقلون شأنًا عن مدربهم فقد تخلصوا من الانهزامية واللا مبالاة وتحولوا إلى قتاليين يلعبون بروح التحدي في أصعب ظروفهم مع الغيابات والنقص الأهلي ومدربه يستحقان الانصاف والإشادة.