إعداد - عبدالله الضراب:
سبق تحديد بداية الطريق بعد حجر اليمامة بدايةً بالحبلِ وقاراتهِ التي اخترتُ أنه قري الملقا (قري عبيد) وقارات..
الحبل اللواتي دون هذا الموقع بما يقارب الكيلو متر للقادم من حجر (مركز الرياض القديم) ثم يلي هذا المنزل البالدية التي سبق ان اخترت أنه موقع القصير الواقع جنوب غرب صلبوخ ولكني الآن أرجح أنه موقع الفاقعة كما هو اختيار الأستاذ عبدالله بن خميس -رحمه الله-.
معنى الغمُيم:
قال ياقوت في معجمه ج 4 صفحة 215: (الغميّم تصغير الغميم بمعنى المغموم...).
وقال محمد بن أبي بكر الرازي في مختار الصحاح صفحة482: (... ويقال غم الهلال على الناس إذا ستره عنهم غيم أو غيره..).
ومما مضى يتضح أن المعنى يدور حول الستر والتغطية وموقعنا الذي اخترت أنه الغميم وهو ماء الخاتلة يقع في شعب غير مكشوف بل مغطى من أغلب جهاته ومنخفض مستور طبعياً (طبوغرافياً) فلعله من هنا اكتسب تسميته بالغميّم وكما قال علماء اللغة: المعاني مأخوذة من المباني.
المتقدمون والغميّم:
- قال السكري (نقلاً عن معجم البلدان ج 4 صفحة 215): الغميم ماءٌ لبني سعد ذكر ذلك في شرح قول جرير:
يا صاحبي هل الصباح منير
ام هل للومِ عواذلي تفتير
إنا نكلفُ بالغميم حاجة
نهيا حمامه دونها وجفير
ليت الزمان لنا يعود بيسره
ان اليسير بذا الزمان عسير
- وقال صاحب بلاد العرب ص 328 في خضم وصفه لطريق حجر إلى الكوفة:
(فإذا خرجت من البالدية وردت ماء يقال له الغميم لبني سعد ان وردته وإلا طويته حتى تجزع بطن وادٍ يقال له العتك لبني سعد).
- وقال نصر الأسكندري في كتاب (الأمكنة والمياه والجبال والآثار) ج 2 صفحة 303:
(الغميم وبضم الغين وفتح الميم: وادٍ في ديار حنضله بن تميم).
ولعل الصحيح ما قاله نصر أن الغميم في ديار حنضله لأن ما قاله السكري والأصبهاني في كتاب (بلاد العرب): أن الغميم من ديار سعد يخالف ما ذكره الأصبهاني نفسه في كتابه (بلاد العرب) ص 328: (.. العتك وهو واد يجيء أعلاه من ناحية الفقء ثم يشق حتى ينتهي إلى ناحية الغميم وليس لسعدٍ عن يمينه ولا عن يساره شيء إنما لهم بطن الوادي..).
فكيف يقول إن وردته (أي الغميم) وإلا طويته حتى تجزع بطن واد يقال له العتكُ، ثم يقول بعد ذلك ليس لسعد عن يمينه ولا عن يساره شيء إنما لهم بطن الواد فالغميم بهذا الوصف عن يمين العتك وهو العتك الأعلى فكيف تكون وهذا وصف موقعها من ديار سعد إلّى إن كان صاحب كتاب (بلاد العرب) يقصد أن الذي ليس لسعد عن يمينه ولا يساره شيء إنما لهم بطن الواد أي واد العتك الأسفل لا الأعلى.. وهذا بعيد.
ومن المعلوم أن العتك الأعلى يفضي في الملتهبة شمال وغرب الخاتلة وهذا يعزز ويؤيد اختياري انها الغميم.
- ويقول ياقوت الحموي في كتابه المشترك وضعاً المفترق صقعاً: (باب حسي خمسة مواضع: بكسر الحاء وسكون السين والياء: الأول: حسي ذي تمنى نخل لبني العنبر باليمامة، الثاني: حسي الغميم).
وهل مياه خاتلتنا الّى أحساء فهي إذا الغميم.
المعاصرون والغميّم:
لم يحدد الشيخان حمد الجاسر وعبدالله الخميس -رحمهما الله- موضع الغميّم بينما حدده الأستاذ: عبدالله الشايع في كتابه (الطريق التجاري من حجر اليمامة إلى الكوفة). أنه الحسي، ومن وجهة نظري أن الحسي والخاتلة فرسا رهان ولكني ملتُ إلى الخاتله لانطباق الوصف الطبعي (الطبوغرافي) للخاتله على معنى الغميّم -كما أسلفت- ومناسبتها للسمت من حجر اليمامة (مركز الرياض القديم) وإلى تمرية (تمر قديماً) وتمير وهي المحطات القادمة لتاجر الكوفة بعد الغميّم فإن الذهاب إلى الحسي يُبعد المسافة إليهما ويؤيد ترشيح الخاتلة الأقرب منهما لتكون الغميّم.