تركي الفيصل: العالم يحارب أعراض الإرهاب وليس مسبباته.. والإمارات سبقت المنطقة في بناء مفاعلات نووية للاستخدام السلمي ">
الجزيرة - المحليات:
تطرّقت الجلسة الرابعة من جلسات المنتدى الاستراتيجي العربي إلى استشراف المستقبل السياسي للعالم العربي، واستضافت الجلسة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والبروفيسور غسان سلامة أستاذ العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية في باريس.
وفي مداخلته ذكّر سمو الأمير تركي الفيصل بتعليق لوزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل الذي تطرّق قبل وفاته إلى وضع العالم العربي، ووصفه بأنه يشبه حالته الصحية، يحتاج إلى علاج في إشارة منه إلى تداعي هذا الوضع.
وقال إن هذا الوضع سيستمر في العام المقبل، ولكن لا يدعو ذلك للتشاؤم، فالأمل كبير بشباب الأمة لأن ينهضوا بها وأن يتجنبوا ما ارتكبته الأجيال السابقة من أخطاء، فإن لم يكن لهم يد بتغيير الأوضاع فلمن تكون! فهم أصحاب المصلحة من أبناء وبناء الوطن في تحقيق ما نصبو إليه جميعاً. وحول التغيرات السياسية قال تركي الفيصل إنها كبيرة ولا شك، ومن أهمها التدخل الروسي الذي توقع أن يستمر في العام المقبل.
ولكن التساؤل هو.. هل التدخل في مصلحة سوريا؟ وقال صاحب السمو الملكي إنه رغم تأكيد المسؤولين في سوريا على ذلك، نرى أنه سيزيد تعقيد المشكلة ولا يسهم في حلها فالوضع سيستمر في تأزمه.
وأبدى استغرابه من تقاعس العالم في وضع حد للإبادة التي يقوم بها بشار الأسد في سوريا، مؤكداً أنه لا بد من معاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم وقال إن الجميع مسؤولون جزئياً عن تعرض الشعب السوري للبطش لعدم القدرة على مساعدة الشعب السوري، حيث ستبقى سوريا للأسف مسرح دماء خلال عام 2016.
وتابع الفيصل قائلاً إن الإرهاب يشملنا جميعاً ودول العالم كلها مسؤولة عن وضع حد لهذا الأمر، ولكن الطريقة المتبعة في الغرب والآن في روسيا تتمثل بعلاج أعراض الإرهاب وليس مسبباته فمشكلة العراق وسوريا موجودة في العواصم نفسها وهو ما أدى لنشوء داعش وغيرها وتمركزها ونشرها لوبائها علينا كلنا. فالقصف الجوي لن ينهي الأزمة، وأتمنى أن نسعى في العام المقبل لإصلاح الوضع في الدول المتداعية.
أما فيما يرتبط باليمن، فقال الفيصل إن دول التحالف تقوم بواجبها تجاه إخوانها المظلومين في اليمن في وجه ما قامت به ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح من لصوصية في الاستيلاء على الدولة اليمينة وحقوق اليمنيين وتوقع أن تعمل عاصفة الحزم على إعادة الوضع إلى ما يجب أن يكون عليه.
وحول العراق قال الفيصل: العراق لا يزال يعاني من تبعات تصرفات القيادات المتتالية بعد الغزو الأمريكي الذي تسبب بتدمير البنية الأساسية للدولة وساهم فيما يشهده العراق من تفكك وتشرذم وحرب أهلية، وكذلك تصرفات حكومة المالكي التي استبعدت السنة العرب، وقال إن حكومة عبادي أعلنت برنامجا لتصحيح الوضع ونرجو لها التوفيق، وعلى أرض الواقع فإن الشيء الإيجابي هو الهبة الشعبية ضد الحكومة وفي العام المقبل سيكون أثرها واضحاً وستعيد مسار الحكومة العراقية كي تستوعب الجميع ليس فقط في مكافحة الإرهاب إنما في إنماء العراق، ونرجو أن نسترجع العراق العربي الحر المسلم الذي يكون رصيداً لنا بدلاً من أن يكون عبئاً.
وحول إيران والاتفاق النووي وتصرفات إيران، قال تركي الفيصل إن عام 2016 سيشهد تعنتاً أكثر من قبل إيران بدلاً من التوافق مع جيرانها ودول العالم.
وأكد أنه يختلف مع القول إنه لا بديل للاتفاق النووي سوى الحرب، فلو أن الدول الخمس زائد واحد التي فاوضت إيران شملت دول المنطقة في المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق يتبنى حظر أسلحة الدمار الشامل في المنطقة بأكملها لكانت البديل الأمثل واللبنة الأولى لاتفاقيات أكثر ثباتاً.
وأكد الفيصل ضرورة أن يتناول أي اتفاق مسألة نزع أسلحة الدمار الشامل في المنطقة.
وأكد الفيصل أنه يجب على المنطقة بناء قدراتها في المجال النووي كي تكون قادرة على مواجهة ما سيحصل عند انتهاء مدة الاتفاقية بعد عشر سنوات أو 15 سنة، وإيران بالتأكيد تجهز نفسها لذلك، وقال: لا يجب أن نخاطر بالتغاضي عن سؤال ماذا ستفعل إيران بعد انتهاء مدة الاتفاقية ويجب أن نشرع بالتدريب والتعليم وتهيئة البنية الأساسية، كانت الإمارات سباقة في ذلك حيث شرعت ببناء المفاعلات النووية وتأهيل أبناء وطنها ويجب أن يكون لدينا القدرة البشرية للاعتماد على الذات لنكون جاهزين للمستقبل.
وتطرق إلى تكوين تحالف إسلامي جديد قائلاً: أحمد الله أنني عشت لأرى هذا اليوم الذي سيكون فيه مستقبل شبابنا وبناتنا محمياً في الدول الإسلامية وفي صدرها الأمة العربية وفي قلبها دول مجلس التعاون.
أما غسان سلامة فقال في مداخلته إنه لو توقفنا عما هو حاصل اليوم لشعرنا بمسحة من التفاؤل ففي هذه اللحظة من المفروض أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في اليمن ويتوجه وفدا الحكومة والمعارضة للتفاوض ويفترض أن يكون كيري ولافروف يتحدثان عن إمكانية بدء التفاوض بين النظام والمعارضة في سوريا.
ومن الممكن أن يتوجه الطرفان في ليبيا إلى توقيع على اتفاق يتم العمل عليه منذ سبعة يوم الخميس المقبل.
أما في العراق فاللحظة الراهنة تسمح بمسحة من التفاؤل ذلك أن الطرف الكردي في سوريا تمكن من قطع الطريق بين الرقة والموصل والجيش العراقي استعاد جزءا من الرمادي وتم تكوين تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب.
وشدّد سلامة على أن كلمة «مسحة» هي الكلمة الأساسية فليس التفاؤل كبيراً ولكنه موجود.
وقال سلامة إن السنة المقبلة ستتميز بواحد من أربعة عناصر، حيث سيكون 2016 عام الانتصارات الممنوعة وعام النزاعات المجمدة وعام التسويات المزعجة وعام النزاعات المستجدة. وأوضح سلامة أن هناك صعوبة وإلى حد ما استحالة بل منع للانتصارات العسكرية، فبالنظر إلى مناطق النزاعات نجد أن التفاؤل والتشاؤم بالانتصار لدى أطراف النزاع يختلف حتى من أسبوع لآخر، فمع تدخل روسيا تمكّن النظام من السيطرة على عدد من المناطق، بينما قبل أشهر كان النظام يعاني في سهل الغاب وإدلب.
وقال سلامة هناك نوع من الاتفاق الضمني لمنع أي انتصار عسكري واضح في أي من هذه الساحات، لذلك اختار عنوان عام الانتصارات الممنوعة.
وتابع سلامة أن 2016 قد يكون عام التسويات المزعجة إذ ليست هناك أي تسوية مثالية فكل الأطراف يجب أن تقدم تنازلات وكل عناصر التسويات التي نراها مزعجة ومقدماً مثالاً على التسويات قال سلامة اليوم نتذكر 20 عاما على اتفاق دايتون في البوسنة والنتيجة أن البوسنة بعد عشرين عاماً لا تزال ضعيفة وتواجه العديد من المصاعب.
وقال سلامة إن التسويات بطبيعتها ليست أفضل الحلول، قد تكون في ليبيا تسوية مزعجة للجميع، بحيث لن يتمكن أي طرف من تثبيت شرعيته والاستحواذ على الحكومة ونفس الشيء قد يحدث في سوريا أو العراق أو اليمن.
وتساءل سلامة كيف يمكن التحضير لهذه التسويات مجيباً بأن ذلك يتم بالقبول أن لا نصر عسكري متاح فيكون الخيار بين التسوية المزعجة والنزاعات المجمدة التي هي النزاعات التي توقف فيه القتال دون الوصول إلى تسوية فهل الأفضل في اليمن أو سوريا نزاع مجمد مثل أوكرانيا أم تسويات مزعجة مثل البوسنة؟
وتابع سلامة أن العام المقبل قد يكون عام النزاعات المستجدة غير القائمة اليوم ولكن قد نراها، وبدأنا نرى نزاعا منذ فترة بين تركيا وروسيا تمثل في إسقاط الطائرة الروسية والأحداث في بحر إيجه ومضيق البوسفور وغيرها.
هذا النزاع يمكن أن يمتد إلى كردستان العراق وإلى الحدود بين أرمينيا وأذربيجان وقد يمتد إلى آسيا الوسطى وقال سلامة إن هذا نزاع مستجد لا أرى له حلاً سريعاً وقد يستفحل قبل أن ينطفئ، ولكن إمكانية حدوث حرب لا يريدها أحد نتيجة سلسلة من الأخطاء غير مستبعد.
وأخيراً نرى أن هناك توترا متزايدا في وادي النيل حول سد النهضة نتمنى أن يبقى اقتصاديا فقط ولا يتطور إلى أكثر من ذلك.
وتابع سلامة قائلاً إن العام المقبل قد يكون عام عجز متزايد للمنظمات الإقليمية في لعب دور مفيد، فهناك تعثر في تأثير جامعة الدول العربية على الأحداث وهذا ينطبق على أوروبا حيث هناك صعوبات في التفاهم الأوروبي حول الإرهاب والنازحين وحتى في حلف شمال الأطلسي، حيث لم يتضامن مع تركيا كما كان متوقعاً مع دولة عضو فيه. وأضاف قائلاً إن العجز في عمل المنظمات الإقليمية قد يقابله زيادة في قدرة المنظمات الدولية، حيث قد يكون للأمم المتحدة دور أكبر، موضحاً أنه سيتم اختيار أمين جديد للمنظمة الدولية خلال العام المقبل، وهو ما يشكل مؤشراً على جدية الدول في العمل مع بعضها لحل النزاعات فإذا اختيرت شخصية عادية لن يكون هناك رغبة قوية لدى الدول في أن يلعب مجلس الأمن والمنظمة الدولية دوراً مهماً.
وحول مستقبل السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية بعد الانتخابات قال سلامة إن أوباما شكّل بسياساته الانكفائية وسعيه لعدم التورط في الحروب بدل بدأها وعدم الاندفاع في التدخل لأن النتيجة كارثية كما حصل في العراق عند التدخل المباشر وفي ليبيا عند التدخل غير المباشر وعند عدم التدخل.
هناك من يرى هذه العقيدة أنها مع رحيل أوباما ستتحول إلى توجه تدخلي جديد، وهناك رأي آخر يقول بتعمق هذا التيار الانكفائي في المجتمع الأمريكي.
وفي إجابة عن سؤال حول الإرهاب والتحالفات الدولية ضده قال تركي الفيصل إنه يتمنى أن يكون لهذه التحالفات تنسيق في تحديد أسباب المرض وليس عوارض المرض، فإن لم يكن هناك إصلاح في دمشق ستبقى داعش وغيرها وتجد مجالا لاستقطاب المتطوعين من جميع أنحاء العالم، وإن لم يكن هناك علاج للوضع في طرابلس ستستمر ليبيا في أزماتها.
وقال إن هناك توجها إلى إدارة الأزمات بدل إنهائها أو حسمها، والمثال الأكبر فلسطين الأزمة القائمة منذ أكثر من 70 عاما ولا تزال قائمة، بينما الحلول واضحة وهو حل الدولتين بالاتفاق على الحدود المشتركة ولكن ليس هناك إرادة سياسية فشخص مثل وزير خارجية أمريكا يقضي نصف وقته من أول سنتين في عمله في العمل على هذه القضية ويقوم بعشرات الرحلات إلى المنطقة دون نتيجة لأنه همه إدارة الموضوع بما يحفظ مصالح الإدارة الأمريكية وليس حسمه.
وينطبق ذات الوضع على سوريا حيث نرى أنه يفرض على الشعب السوري أن يتفاوض مع من يقتله وكل الاجتماعات تسعى لإجلاس وفود من المعارضة مع ممثلي الأسد للتفاوض على مستقبل لا يحدد مصير الأسد أو غيره.
وتابع قائلاً إنه ليس هناك إرادة سياسية لحسم الأزمات، فالأزمات يجب أن تحسم ولا أن تدار، فعلاج الإرهاب لا بد من وجود حسم يشمل الذهاب إلى الإرهابيين في معاقلهم وتطهيرها وإن احتاج الأمر التضحية بالنفس، فنحن مستعدون لذلك وهو ما نقوم به في اليمن.
وحول ذات الموضوع قال غسان سلامة إن داعش ليست الخصم الأول لأي شخص يدعي أنه يحاربها، في معظم الأحيان هي الحجة التي تسمح للأطراف بالتدخل لمحاربة خصومها، فمنذ فتح قاعدة انجرليك فإن إقلية من الطلعات الجوية تستهدف داعش والباقي يستهدف حزب العمال الكردستان، وفي حالة روسيا كانت قلة ضئيلة من الضربات موجهة ضد داعش والباقي ضد المعارضة في سهل الغاب وإدلب ومناطق ليس لداعش وجود فيها. أما النظام السوري فأقل من 10 في المائة من ضرباته موجهة ضد داعش.
وتابع غسان سلامة قائلاً إن كل العالم ضد داعش على الورق، ولكن الكل يستخدمها للتدخل في سوريا والعراق لمحاربة خصومهم، فهي ليست العدو الأول لأحد، إنما العدو الثاني والثالث، ولو نظرنا إلى التحالفات فإن تحالف أمريكا عمره سنة و3 أشهر، وتحالف روسيا عمره بضعة شهور، والتحالف الإسلامي الجديد عمره يوم، وأكد أهمية التحالف الإسلامي وضرورته وضرورة إبراز جهود الدول الإسلامية.
وأضاف أن المسألة ليست في تعدد التحالفات إنما في وضع داعش في خانة العدو الأول. وقال إن المعارك الحقيقية الأقوى مع داعش حصلت مع أكراد سوريا، وذلك لأن وضعهم متميز، حيث تدعمهم أمريكا وروسيا معاً، وهو وضع استثنائي، ولكن هناك حدوداً لقدرة انتشار العنصر الكردي في سوريا.
وفي العراق كانت هناك مشكلة أخرى هي تفضيل حشد طائفي ضد داعش يقوي داعش على الجيش العراقي الوطني، فطريقة المحاربة قد تزيد الخصم قوة.
وحول إمكانية مشاركة الدول العربية في عمليات برية قال تركي الفيصل إن المشاركة العربية الأرضية يمكن أن تتم بالتنسيق مع الآخرين مثل أمريكا أوروبا الدول العربية وتركيا وروسيا إن أرادت، وهذا إن صدقت النوايا.
وأضاف الفيصل لدينا الرغبة والإصرار على محاربة داعش لأنها البذرة الفاسدة التي خرجت من قمقمنا فمسؤوليتنا محاربتها والقضاء عليها، ونحن صادقون في ذلك، وإن أتى الآخرون للعمل معنا فيما نحن مقتنعون به فلا تكون محاربة داعش بالقصف بالقنابل والصواريخ أيا كان نوعها بل يجب أن نعمل على الإبادة الفكرية وذكّر الفيصل بكلمة الملك عبدالله لشيوخ المملكة بضرورة محاربة فكر داعش، ونرى هذه التوجهات في جهود السعودية وجهود الأزهر وجهود دولة الإمارات بمواجهة الفكر المتطرف، ولكن إن لم يتم إصلاح دمشق وبغداد فكل العلاج ناقص، فأكبر محفز لداعش تصرفات بشار الأسد والحشد الشعبي الطائفي، وهي ما تنمو عليه داعش وتستفيد منه، فلا علاج إلا في العواصم، وبدلاً من إعطاء مسكنات للجرح يجب علاج الجرح. واختتم غسان سلامة بالحديث عن استمرار الطابع الإقليمي للنزاعات في المنطقة والتساؤل حول هل ستعود القوى العالمية للتدخل من جديد، فقال إن هناك فرقا بين الرغبة والقدرة، فقد يكون لدى البعض رغبة ولكن القدرة محدودة، وقدّم مثالاً عن الجيش البريطاني الذي لا يتجاوز قوامه مائة ألف عسكري؛ أي ما يساوي ربع أحد جيوش المنطقة، فلا توجد لدى فرنسا أو بريطانيا قدرة على الدفع بجيوشها، خاصة أن قسماً منها ينتشر في العمليات الدولية وعمليات الأمم المتحدة وحتى للعمليات الداخلية، وليس لديها القدرة على إرسال القوات. وبالعكس في دول المنطقة الإقليمية هناك رغبة وقدرة فإيران هناك رغبة دون أي شك، وهناك عقيدة تقول إنها محاصرة بأطراف معادية، ولذلك يجب أن تكون في كل مكان وبالنسبة لها كلفة التدخل قليلة جداً، لذلك ليس هناك علاقة بين الإفراج عن الأموال الإيرانية ومستوى التدخل؛ لأن الأمر لم يكن أساساً مكلفاً لإيران، فما عليها سوى أن تؤهل وتدرب البعض الذين سيعملون إلى جانبها.
أما في حالة تركيا، فهناك أحزاب تريد الانسحاب من الساحة الشرق الأوسطية، ولكنها توغلت في سوريا والعراق لدرجة أنها إن انسحبت سيكون ذلك انهزاماً، وفي اليمن، سيستمر التحالف إقليمي في تأثيره وسيستمر الاتجاه في أقلمة السياسية والأزمات.