علي صالح الفهيد ">
انقضت أيام ملتقى ومعرض السلامة المرورية الثالث الذي عقد في الدمام من 11 صفر إلى 13 صفر، ونظمته الجمعية السعودية للسلامة المرورية (سلامة) بالتعاون مع جامعة الدمام، وأرامكو، ولجنة السلامة المرورية. وقد شاركت فيه بعض الجهات الحكومية والخاصة، وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف تحت شعار «الشباب والسلامة المرورية». وقد اختارت الشباب؛ لأن أغلب الضحايا منهم؛ ولأنهم معرضون بدرجة أكبر لتشتت الانتباه جراء انشغالهم بالهاتف الجوال والموسيقى خلال القيادة، وأهم مخالفاتهم المرورية السرعة.
وفي إحدى محاضرات الملتقى أشار الدكتور محمود البديوي عضو مجلس الشورى إلى دراسات تفيد بوفاة شخص في المملكة كل 70 ثانية، بسبب الحوادث بمعدل 21 وفاة يوميًا بمعدل 7661 وفاة سنويًا. وبعد هذا الكم الهائل من الحوادث والضحايا أفلا تستحق هذه الأرقام نظرة تأمل وتدبر؟ خاصة أنها في ازدياد، وأن تتضافر الجهود الحكومية والشعبية؛ لوضع إستراتيجية محكمة عاجلاً تطبق على فترات زمنية للتقليل من الحوادث، والضحايا، والخسائر المادية، وجعل السلامة المرورية هدفًا للجميع، وألا تكون مجرد فكرة، بل وعي، وعلم، وخلق، وفن، وعادة يتعلمها الفرد ويطبقها من الطفولة إلى الكهولة.
ورؤيتي أن محاور المسؤولية عن السلامة المرورية تتمثل في ثلاثة محاور: الأول وزارة الداخلية ممثلة بالمرور، الذي عليه وضع خطط السلامة المرورية، وتنظيمها، وتطبيقها، والإشراف عليها متابعتها. والمحور الثاني يمثله الشركات التجارية، مثل: ساهر، ونجم، والتأمين، وأن تكون مساهمتها فعالة من باب الشراكة الاجتماعية مع المجتمع. والمحور الثالث وهو الأهم الأفراد، ويتمثل دورهم بالسماح لهم بإنشاء جمعيات السلامة المرورية، وحثهم على التطوع فيها، وتوعيتهم، وأن يكونوا فعالين لا مستقبلين فقط، وكذلك رفع ما يرونه مناسبًا للجهات المسؤولة وغيرها.
ولله الحمد ظهرت بوادر مشروعات جديدة، وجميلة عنها مثل: إنشاء الجمعية السعودية للسلامة المرورية (سلامة)، وجائزة المنطقة الشرقية للسائق المثالي، وبرنامج قيادتي الإلكتروني الذي يطبق إجباريًا على طلاب جامعتي الدمام، والملك فهد للبترول والمعادن. أخيرًا وليس آخر ما كشف عنه المتحدث الرسمي لإدارة التعليم في الشرقية سعيد الباحص أن الإدارة ستطلق برنامجًا جديدًا يُعنى بالسلامة المرورية في مدارس التعليم، كما ورد في جريدة الشرق العدد 1449يوم الأحد 10 صفر.
إن السلامة المرورية يجب أن ينظر لها نظرة شاملة لا تخص فئة، أو جهة دون أخرى، بل هي مسؤولية الجميع، وأن يقوم كل منا بدوره وخصوصًا الإعلام، وخير من قام بدوره في تغطية الملتقى والمعرض جريدة الشرق التي غطتها بمساحة كافية يوميًا من الأحد 10 صفر إلى الخميس 14 صفر فلها الشكر.
ومع ذلك سنتفاءل كما تفاءل الأمير سعود بن نايف في حفل افتتاح ملتقى ومعرض السلامة المرورية الثالث بقوله: أنا متفائل بإمكانية تغيير السلوك المروري من تهور إلى رقي حتى تصبح شوارعنا آمنة بإذن الله.
ومسك الختام لنجعل السلامة المرورية تربية نتعلمها، وعادة نطبقها من الطفولة إلى الكهولة.