موضة قذف قيادات الحوثي بالأحذية تتواصل ">
الجزيرة - صدام أبو عاصم:
تحولت عملية قذف قيادات الحوثي بالأحذية إلى موضة في الأوساط اليمنية المختلفة حيث يقوم بها نشطاء وطلبة ونساء في أماكن وأزمنة مختلفة منذ إحكام سيطرة الميلشيات على العاصمة اليمنية مطلع العام الجاري.
ومنذ أن رمت صحفية يمنية حذاءها في وجه حمزة الحوثي أحد أعضاء وفد جماعة الحوثي للتفاوض في جنيف في الـ18 من يوليو الماضي أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تزخر بشكل شبه يومي بقصص ومشاهد لطلبة يمنيين يقذفون الأحذية في وجوه قيادات تربوية حوثية.
الأحد الفائت، تعرض وفد لجماعة الحوثي لموقف محرج أثناء زيارته لإحدى مدارس محافظة عمران شمالي اليمن. وبحسب مصادر محلية فإن طلاب مدرسة الفاروق بمنطقة حجز عمران رشقوا الوفد الحوثي بالحجارة. وأضافت المصادر: وهتف الطلاب بصوت واحد ومرتفع «لا حوثية بعد اليوم».
وبعدها بيوم واحد فقط، وفي ثانوية «الأندلس» للبنات بصنعاء، حدث قصة مشابهة حين طردت الطالبات قيادات مكتب التربية التي زارت المدرسة رفقة قيادات حوثية وكانت هناك أوامر لترديد شعار «الصرخة» الخاص بالمليشيات.
وهذه الحادثة ليست الأولى حيث انتفضت عدة مدارس في صنعاء وحجة وإب وغيرها من المحافظات رفضًا للزيارات الحوثية التي تأتي في إطار سعيهم الحثيث لتجنيد الأطفال والدفع بطلاب المدارس لجبهات القتال.
لكن ورغم تكرر الحوادث المشابهة هنا وهنا ما يزال مشهد قذف طلاب ثانوية الكويت بصنعاء بالأحذية والحجارة باتجاه رئيس ما تسمى بـ«اللجنة الثورية» محمد الحوثي متصدراً مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام.
ومن يوم لآخر، يظهر فيديو جديد وواضح لحظة انتفاضة الطلبة في وجه القيادي الحوثي ومن معه من مسؤولين، حيث فروا هاربين بعدما قذفتهم الطلبة بالحجارة وبالأحذية وهي تردد النشيد الوطني اليمني.
وتداول نشطاء على الإنترنت مقطع فيديو جديد للحوثي وهو يتحسس رأسه حين انتفض الطلبة ورموه بالحجارة قبل أن ينسحب خارجاً من ثانوية الكويت التي تعد من أهم المدارس الثانوية بالعاصمة صنعاء.
وكان طلاب مدرسة الكويت رفضوا ترديد شعار «الصرخة» أثناء زيارة أحد قيادة المليشيات مطلع الأسبوع الفائت بصنعاء.
وذكرت مصادر طلابية لـ«الجزيرة» أن زعيم ما يسمى «اللجنة الثورية» المدعو محمد علي الحوثي خرج هارباً من المدرسة بعد أن انتفض الطلبة في وجهه هو ومن معه من إدارة المدرسة التي جمعتهم ليلقي عليهم المدعو الحوثي كلمة.
وروت المصادر تفاصيل ما حدث قائلة: جاء محمد الحوثي في الحصة الثانية هو ونائب وزير التربية ومدير مكتب الأمانة فقام المدير بإخراج جميع الطلاب للساحة المدرسة لإعادة الطابور ومن ثم إلقاء للمدعو الحوثي فلم ينتظم الطلاب ولم يهدؤوا إطلاقا كما لم ينصتوا.
وأكد طلاب كانوا حاضرين أن المدعو الحوثي ألقى كلمة هاجم فيها ما وصفه بـ«العدوان» ودعاء الطلاب إلى الدفاع عن الوطن لكنه لم يستطع إكمالها بعد أن أحدث طلاب المدرسة فوضى كبيرة اعتراضًا على ما جاء في الكلمة.
وزادت الانتفاضة داخل المدرسة حين حاول أفراد المليشيات إجبار الطلبة على ترديد شعار «الصرخة» لكن وبشكل مفاجئ، أسكتهم الطلاب ورددوا النشيد الوطني وشعار «بالروح بالدم نفديك يا يمن».
وأكد شهود عيان أن مجاميع مسلحة حاولت الاعتداء على الطلبة لكن لم يفلحوا في مواجهة انتفاضة مئات الطلبة لينتهي الأمر بمغادرة قيادة المليشيا ومن معها وهي خائبة، في مشهد يعبر عن كبر وعي الطلبة اليمنيين بأهمية استعادة الدولة الشرعية ورفض الانقلابيين.
وحاز هذا المشهد التحرري على إعجاب الكثير من المراقبين اليمنيين حيث اعتبروه بداية لانتفاضة ضد المليشيات في العاصمة صنعاء التي ستبدأ من جيل الطلبة الذي يرفض جيداً العودة إلى الماضي إلى الكهوف فيما هو جيل يحلم بمستقبل أفضل مثل غيرهم من الجيل المشابه لهم في دول العالم.
وما يزال كبار الكتاب والمغردين اليمنيين يتناولون الموضوع بنوع من التباهي والفخر في إشارة واضحة إلى الخزي والعار الذي يقف فيه الحوثيون ومن معهم طالما الجميع في اليمن بات يرفضهم بمن في ذلك الطلبة.