محمد الشهري
** في هذا الوقت الذي تخوض فيه بلادنا حرباً ضروساً حماية لحدودها، ودفاعاً عن ترابها ومقدساتها، من عدو (همجي) مجنّد ومصنوع من قِبل قوى شريرة توارثت الحقد على بلادنا ومقدساتنا الجيل بعد الآخر منذ عهد أبو لؤلؤة المجوسي حتى اليوم.
** ورغم ضراوة هذه الحرب، وعطفاً على كونها على حدودنا، علاوة على كونها بمواجهة عصابات وتكوينات مرتزقة مدعومة بقوة من بقايا تشكيلات عسكرية فاعلة بقيادة المخلوع الخائن لوطنه وأمّته ومِلّته.
** إلا أن أبطالنا البواسل الذين يقدمون النفس والنفيس على الثغور، فداءً لدينهم ووطنهم وأهليهم، لم يجعلونا - كمواطنين - نشعر ولو للحظة بويلات الحروب التي عادة ما تلقي بظلالها على حياة المجتمعات التي تخوض قواتها الحروب على حدودها، وذلك لأن من يقوم بمهمة الذود عن حياض وحدود بلادنا ومقدساتنا، هم من صفوة الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لذلك هم يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل نيل شرف حماية ورفعة راية (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله)، ولكي تظل (مكة وطيبة) كما أرادها الله جل جلاله، ملاذاً ومأوى لأفئدة مليارات الرُّكّع السجود من شتى بقاع المعمورة.
** اللهم احفظ بلادنا من كيد الأعداء، وبارك بسالة أبطالنا وقواتنا المرابطة على الثغور، وتقبل من بذلوا أرواحهم وقضوا نحبهم من الشهداء.
هكذا هم؟!
** صيّادو (الغدرة) الذين طاروا في عجة ما قاله اليوناني (دونيس) في أعقاب لقاء الهلال والأهلي عن التحكيم، لم تسعفهم قدراتهم المبنيّة أصلاً على انطباعات مزوّرة (اختاروا أن يظلوا أسرى لها إلى ما شاء الله؟!!).
** فلم ينحوا جادّة الوصول إلى ما قصده من كلامه سواء بتفنيده وتبيان جوانب المغالطة فيه إن وجدت، أو باستنكاره باعتباره ليس من صلاحياته مثلاً، ولكنهم ذهبوا - كالعادة - إلى حيث يقودهم سوء الوازع، وخبث استمراء القفز على الوقائع الماثلة، ليستقرّ بهم المقام عند (مرابط أفراسهم) المتمثلة في توجيه الدفّة باتجاه مقاصدهم هم وليس مقاصد المعني بالأمر!!.
** ذلك أننا لم نشاهد (دونيس) يحتج على حكم اللقاء إلاّ في حالة واحدة كانت مفصليّة وجديرة بالاحتجاج، ألا وهي: عدم إقصاء (المسيليم) بالبطاقة الحمراء على إثر إعاقته لـ (ادواردو) المنفرد بالمرمى تماماً؟!.
** تلك الحالة المفصليّة - المشروعة - كانت كفيلة بوضع الأمور في نصابها، وهو ما استدعى غضب اليوناني، وغضب كل من ينشدون العدالة وشرف التنافس بعيداً عن أهواء ورغبات عشاق اجترار حكايات (الجدّات) التي ابتكرتها وزوّرتها مدرسة (أبو مُرّة) منذ عقود بقصد تشويه منجزات ونجاحات الزعيم، ليس إلاّ؟!!.
** هذا عدا عن أن الرئيس النصراوي الحالي، والرئيس الأهلاوي السابق، قد تحدثا بمثل ما تحدث به دونيس وأكثر وبإسهاب في هذا المنحى، وعدّ ما قالاه في حينه من نوادر ورؤوس الحِكَم.. مع ملاحظة أن انحيازهما للحكم المحلي في حينه إنما جاء على خلفيات مكاسب تحققت، بينما جاءت صرخة دونيس نتيجة أضرار لحقت بفريقه؟!!.
بشارة أهلاوية؟!
** خلال الموسم الماضي الذي سبقه حظي النصر بدعم مادي ومعنوي منقطع النظير من لدن عدة جهات رسمية ومعنيّة، ومن لدن غالبية الإعلام المرئي والمقروء، وهو ما عُرف بالدفع الرباعي، وهكذا كان الوضع خلال موسم الفريق الفتحاوي، وإن بدرجة أقل بكثير مما حظي به نظيره النصراوي بطبيعة الحال.
** الداعي لاستذكار بعض ما حصل خلال المواسم الثلاثة المتتالية الماضية، إنما أيقظه التعامل الذي يحظى به الفريق الأهلاوي هذا الموسم على أكثر من صعيد وأكثر من جانب، والذي يعزوه الكثير من العارفين ببواطن الأمور إلى اختلاف لون المنافس هذا الموسم عنه في الموسم الماضي؟!!.
** فها هي البوادر تهطل باتجاه موسم أهلاوي استثنائي مدعوم، لعل أكثر جوانب ذلك الدعم وضوحاً للعيان هو تنصيبه على رأس القائمة متصدراً على الرغم من أن الدور الأول من الدوري لم ينقضِ بعد؟!.
** فإذا كان هناك من يرى أن هذه (المنحة) غير ذات قيمة بحسابات المنطق على اعتبار أنها تأتي على طريقة تسويق المحصول فيما الزرع ما يزال في مرحلة (العصيف)، خصوصاً أن نظام الاحتكام للمواجهات المباشرة بين الفريقين المتنافسين لا يُصار إليها إلاّ في حال التساوي نقطياً بين الفريقين في آخر جولة من الدوري، عندها يتم الاحتكام للمواجهات المباشرة.
** غير أن على الطرف الآخر من يرى أن لهذه (المنحة) مالها من المؤشرات والدلالات التحفيزية والمعنوية والتبشيرية، ولاسيما وقد نجحت مثل هذه الممارسات خلال الموسم الماضي والذي سبقه في توجيه دفّة الأمور إلى حيث المبتغى؟!.
** فمن ينجح في نهاية المطاف، أصحاب (المنح والنِحَل)، أم (المتوكلين على الله)؟؟.