د. عبدالعزيز الجار الله
أعلن أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر: أن مشروع الرياض تخطى مراحله الصعبة وبدأت معالمه تظهر على السطح . (وسائل الإعلام الجمعة الماضية) يأتي إعلان الأمير فيصل بصفته أميرا للرياض، وبصفته رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض،وأيضا بصفته رئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض (القطارات والحافلات)، بهذا ينتقل المشروع من مرحلة إلى أخرى بخطى ثابته وإنجاز (26) في المئة من إجمالي أعماله، هذه التطمينات من رئيس لجنة القطارات والإعلان عن تجاوز الربع الأول من المشروع تعني بشائر لمراحل حرجة من المشروع وولادة شاقة, وبالتالي فإن الرياض بمسؤوليها وسكانها سيتنفسون الصعداء، وتزول المخاوف والعودة إلى الاستقرار والاطمئنان على نجاح العمل، كانت هناك مخاوف حقيقية أن تخفق آلة الحفر العملاقة أو تغيب أو تغوص في ظلمات: فجوات، دحول، كهوف الرياض الرسوبية. فالمخاطر هي تحذيرات جيولوجية من أن بعض مناطق الرياض تقوم على كهوف ذات فوهات واسعة، وأن بعض مجاري أودية الرياض الأخدودية هي صدوع زلزالية قديمة.
الأمير فيصل حبس أنفاسه كما هي حال المدينة نفسها وفريق العمل، الجميع حبس انفاسه حتى تم اجتياز أصعب المراحل وأكثرها خطورة الحفر على أعماق (25م) تحت الأرض تعلوها المباني والمنشآت والسكان، مثل هذه الحالة شهدتها مدن وعواصم عالمية لما تسميها بالجراحات الدقيقة والعمليات الخطرة،التي تتطلب حبس الأنفاس بكامل سكان المدينة لكننا بالرياض لم نشعر بها لأننا أعتدنا على الصمت الإعلامي والسكوت في العمليات الصعبة وهي منهجية وسياسات عمل ناجحة في بعض الحالات لكن وقعها كارثي في حالات الإخفاق.
سكان مدينة الرياض يشعرون بالضيق والاستياء من الزحام والاكتظاظ في شوارع مغلقة وتحويلات ضيقة ومتعرجة وتباطؤ في حركة السير واختناقات مرورية في معظم ساعات اليوم ،على الرغم أن هؤلاء سكان الرياض هم الشركاء الحقيقين للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، المشرفة على النقل العام (القطارات، الحافلات) التي تسعى إلى خدمتهم وجعل حياتهم أسهل وأكثر استمتاعا، لكنهم مع المشروع يشعرون بعزلة معلومات عن من سيحقق لهم بإذن الله القفزة التي ستغير نمط وحياة وثقافة سكان مدينة الرياض، قفزة إلى الأفضل بعوائدها الاجتماعية والاقتصادية والحضارية، فهل ستنتهي العزلة الإعلامية؟.
يا هيئة الرياض، الهيئة المحبة لمدينتها هؤلاء - سكان الرياض - هم الشركاء والعملاء الدائمين والمستفيدين من الخدمة والمشغلين والمسوقين لدورتها الاقتصادية، فكان من المفترض أن يرافق مشروع القطارات بعضا من البرنامج التعريفية وإعلامية تستمر حتى بعد تشغيل المشروع.