بينَ عينيَّ طريقٌ موحشٌ أرخى ظَلامَهْ
وبهِ الأشباحُ تعدو كالدُّمى، دونَ استقامَةْ
كانت الأشباحُ تعدو بين نَارٍ، وَدَمارٍ
وانفجارٍ، وانهيارٍ، مثلَ أهوالِ القيامَةْ
سرتُ ما بين أسيرٍ، وجريحٍ، وذبيحٍ
قلتُ: ما هذا..؟! فقالوا: داعشٌ.. يا لَلنَّدامَةْ..!!
داعشٌ جَاءتْ بدينِ الْقَتْلِ، والحرقِ.. وجَاءتْ
بِرجَالٍ، وِنَساءٍ.. جَعَلُوا النَّحْرَ شهامَةْ..!
بين أكْوَامِ الضحايا.. داعشياتٌ حسانٌ
جِئنَ يَطْلُبْنَ نِكَاحاً من شَيَاطينِ الطَّغَامَةْ(1)..!!
أيُّها الناسُ.. أفيقوا لبني دَاعشَ فِكْراً
وسلوكاً.. دَمَّرَ الإسلامَ، واجتاحَ خِيَامَهْ
أيُّها الناسُ أَعِدُّوا لبني دَاعِشَ جَيْشاً
مَشْرِقَّياً، واحْصُروهُمْ، واكْنِسُوهُم كَالْقُمامَةْ
تِلْكَ أرضُ الله.. لا يبقى عليها دَاعِشِيٌّ
يعشقُ الموتَ انتحاراً دونَ أنْ يخشى الملامَةْ
تِلْكَ أرضُ الله.. لا يبقى عليها دَاعِشِيٌّ
جعلَ الإرهابَ ديناً، أسلمَ الجهلَ زِمَامَهْ
تِلْكَ أرضُ الله.. لا يبقى عليها دَاعِشِيٌّ
يحسبُ القتلَ صَلاةً، وصِيَاماً، وَدِعَامَةْ
يا إلهي.. كيفَ يعدو داعشيٌّ بِحِزَامٍ
نَاسِفٍ، ثُمَّ يُشَظِّي في المصلِّينَ حزامَهْ..؟!
يا إلهي.. كيفَ يرتاحُ ضميرٌ داعشيٌّ
يتمنىَّ الموتَ حتى يَجْثُمَ الموتُ أَمَامَهْ..؟!
يا إلهي.. كيفَ يعدو داعشيٌّ نحو جَمْعٍ
ليس يدري مَنْ بِهِ، ثُمَّ يرى فيه انتقامَهْ..؟!
يا إلهي.. كيف يرضى داعشيٌّ موتَ قومٍ
وهو فيهم، وعلى شِدْقيهِ آثارُ ابتسامةْ..؟!
داعشٌ حَزَّتْ رقاباً آمنتْ بالله رَبَّاً
وهي -باسمِ اللهِ- تَسْبي، وتُنادي بالزعامةْ..!
داعشٌ تمتهنُ الذَّبْحَ، وفي كُلِّ مكانٍ
فَهْوَ -في رأي بنيها- سُنَّةُ الله المْقُاَمةْ..!
داعشٌ ألْقَتْ شِبَاكاً من جنونٍ داعشيٍّ
يخطفُ الثعلبَ، والْكَلْبَ، وأفْرَاخَ النعامةْ..!
داعشٌ سِلْسِلَةٌ من مجرمي حربٍ تَوالَتْ
حَلْقَةً.. في حَلْقَةٍ من (سَيِّدٍ) حتى (أُسَامَةْ)..!
ثُمَّ آلتْ (لأبي بَكْرٍ) دعيٍّ يَتَبَنَّى
نَهْجَ فِكْرٍ خَارجِيٍّ تَحْتَ هاتيك العمامةْ..!
أَدْمَنَتْ داعشُ أَسْرَاً لِأُنَاسٍ أبرياءٍ
وانْتَهاكاً لحقوقٍ، وامْتِهاناً للكرامةْ..!
أَدْمَنَتْ داعشُ حَرقاً، وانْتِقَاماً، واسْتِلاَباً
أَدْمَنَتْ داعشُ سَبْيَاً، واغْتِصَاباً، وصَرَامةْ..!
أَدْمَنَتْ داعشُ تفخيخاً، وتفجيراً، وقَتْلاً
وانْتِحَاراً، وَدَمَاراً، وانحداراً لِلْفَدَامَةْ(2)
أَدْمَنَتْ داعشُ إِغْرَاءً، وإِغْواءً، وسِحْرَاً
لاجْتِذَابِ التُّبَعِ الأَغْرارِ من دون سآمةْ..!
أَدْمَنَتْ داعشُ رُعبَاً، وَرِيَاءً، وادِّعَاءً
ترفعُ الدينَ شِعَاراً، وهي لِلْكُفْرِ إِمَامَةْ(3)..!
كَيْفَ قامتْ داعشٌ، من أين جاءتْ بعتادٍ
وسلاحٍ، ورجالٍ..؟! قصةٌ خَلْفَ قتامةْ..!
كِيْفَ ذاعتْ.. كيف شاعتْ، كَيْفَ فاعتْ وتداعتْ
كَيفَ صارتْ قُوَّةً عُظمى على تلك الدمامةْ..؟!
مَنْ وراءَ الفتنةِ الكُبرى، ومَن أشعلَ فينا
نَارها العُظمى، وأعطى داعشَ الحمقى اهتمامهْ..؟!
هَلْ هُمْ الجِنُّ أَمْ الإِنْسُ تُرى، أَمْ كائناتٌ
مِنْ فَضَاءٍ نزلتْ.. تحملُ لِلْكَوْنِ حِمَامَهْ..؟!
داعشٌ تحملُ سِرَّاً، وغموضاً خَلْفَ لُغْزٍ
حائرٍ، لم يعرفْ الناسُ له أدنى علامةْ..!
لم نجدْ -قَطْعاً- لهذا اللغز تفسيراً قريباً
أو بعيداً.. إنه ليلٌ تجلَّلْنَا ظَلاَمَه..!
آفةُ العقلِ.. انحرافٌ نحو فكرٍ داعشيٍّ
أو إلى دربِ التَّعاطي.. نسألُ الله السلامةْ
داعشٌ بنتُ سِفَاحٍ، لا تَسلْني عن أبيها
عَالَمٌ ينفي اعترافاً بابنةٍ قَضَّتْ مَنَامَهْ..!!
(1) الطَّغَامة: الأحمق. (2) الفَدَامة: الجهل، وقلة الوعي، وضعفُ الفهم. (3) إمامة: الاسم المؤنث من كلمة (إمام).
- شعر: حمد العسعوس الخالدي