سعد الدوسري
سبقني الزميل محمد السحيمي، كاتب المركاز الرئيس بجريدة مكة، في الكتابة عن ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية، ومن سبق لبق، خاصة أنني «عليمي» في شؤون الجياد، وأنه لم يسبق لي أن امتطيت صهوتها إلاَّ مرة واحدة، في السبعينات، في محيط الأهرامات المصرية، بغرض التصوير الفوتوغرافي، حيث يرفع السائح يده، هو ورفيق سفره الممتطي صهوة جواد آخر، وكلاهما (أي الجوادان) من بند الأجور، لكي تلامس أياديهم قمة هرم منقرع!
ما حمّسني للزيارة الأولى للميدان، هو الأحاديث التي تكررت عنه في بعض البرامج التلفزيونية، والتي أظهرت أنه متنفس عائلي جميل، مما جعلني أشجع أمي وبعض أفراد عائلتي للذهاب إليه، خاصة أنه لا يبعد عن وسط مدينة الرياض أكثر من 30 كلم. وأثناء هذه المسافة، كنت خائفاً من أن تكون الدعاية مختلفة عن الواقع، مما سيضعني في موقف محرج مع القبيلة الموقرة، التي وعدتها بنهار «جمعاوي» بديع، لكن الله سلّم، إذ وجدنا أنفسنا وسط تجربة مميزة، استمتعنا بكل تفاصيلها. ويبدو أن القائمين على المشروع، استفادوا من تجارب المتنزهات العائلية، فأحاطوا بكل شئ؛ النظافة والأمن والمطاعم والمصليات. وكان لوجود الأسر المنتجة ومسرح الأطفال، دورٌ في إضفاء مساحة من الرضا والمتعة لرواد الميدان، الذين سيتابعون بين كل فترة وأخرى، السباقات المثيرة والمتتالية للخيول العربية الأصيلة.
لا شك أن الميدان إضافة مهمة لأهالي الرياض ولزوارها، بشرط ألّا يكون «مرشدهم» هو محمد السحيمي، لأنه سيتركهم لمتابعة بطولات فرسه الشهيرة «حمدة»!