معتزون بعلاقاتنا التاريخية مع المملكة ">
تونس - فرح التومي:
أجرى رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، مساء الجمعة، مكالمة هاتفية مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود, خادم الحرمين الشريفين، قدم له فيها تعازي تونس عقب الحادث الذي طال أحد مستشفيات جازان السعودية وخلف قتلى وجرحى.
وحسب بلاغ للرئاسة أعرب رئيس الدولة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ولكافة الشعب السعودي الشقيق عن أصدق وخالص مشاعر التعاطف والمساواة، داعيا الله القدير بأن يتغمد المتوفين بوافر رحمته ويسكنهم الجنان ويلهم ذويهم الصبر والسلوان وأن يشمل المصابين بفائق عطفه وأن يحفظ المملكة من كل مكروه.وكانت وسائل اعلام تونسية اسهبت في نقل تصريحات صحفية للرئيس السبسي عقب زيارته الناجحة للمملكة العربية السعودية التي حظي فيها بلقاء جلالة الملك، حيث اكد بان علاقة تونس مع المملكة العربية السعودية تعود إلى عام 1951 عندما زار الزعيم الراحل بورقيبة الملك عبد العزيز، مبيناً ان زيارته الأخيرة للسعودية هي امتداد للحلقات السابقة في هذه العلاقة. وشدد السبسي على ضرورة ضمّ الصفوف في ظلّ الوضع العربي الراهن وأمام التغيرات التي يشهدها، معتبراً ان السعودية لها ثقل يمكّنها من لعب دور هام وتوحيد الصفّ العربي الأمر الذي يقتضيه التطور ومتطلّبات المستقبل.
وبيّن الرئيس ان تونس في المقدمة فيما يتعلّق بمقاومة الإرهاب لكونها ضحية له، ولها أيضاً حوالي 500 كلم من الحدود غير المؤمنة مع ليبيا، مضيفاً ان تونس لا يمكن ان تغيب عن مبادرة لمقاومة الإرهاب، موضحا ان تونس هي في مواجهة مع الإرهاب بالأساس وستواصل مقاومتها له، ولكن ربما بإمكانيات أكبر من خلال التحالف مع دول أخرى، مشيراً إلى ان مقاومة الإرهاب ليست قضية عسكرية أو أمنية فحسب بل تستوجب أيضاً الوقوف صفاً واحداً.
وشدد السبسي الذي يعتبر ان زيارته الى المملكة كانت ناجحة جدا ومميزة على جميع الأصعدة، على ان السعودية وتونس متضامنتان ومتآزرتان، مفيداً بأن اجتماعاً سينعقد قريباً في تونس مع وفد هام من السعودية وسيهدف لتنسيق المواقف وتقوية العلاقة بين البلدين. وأقر السبسي بوجود عدد من الشباب التونسي في صفوف التنظيمات الإرهابية نظراً لارتفاع نسبة البطالة (650 ألف عاطل عن العمل) من بينهم 200 ألف من أصحاب الشهادات العليا، إلى جانب انتشار الفقر، حسب تعبيره، مضيفاً ان هذه الأمور من شأنها تغذية الإرهاب، علاوة عن وجود بعض الجمعيات التي تسفّر الشباب إلى بؤر التوتر من خلال مساعدات مالية.
ووصف هذا الأمر بـ»الخطر الداهم» مبيناً ان هذا الخطر سيستمرّ إذا لم يتمّ الضغط على أسبابه من خلال التضامن والتعاون.من جهة أخرى، قال رئيس الجمهورية إن تونس لا تتنكّر لموقفها الجغراسياسي حيث ان 75 بالمائة من علاقاتها هي مع دول أوروبا إلا أن ذلك لا يمنعها من أن تعمل من أجل محيطها العربي الإسلامي، لافتاً إلى ان العلاقات مع المحيط العربي لا تؤثر على العلاقات مع أمريكا والدول الأوروبية.
وعلى صعيد آخر، اعتبر السبسي انه إلى اليوم لا يوجد تعاون إقليمي مع تونس في مقاومة الإرهاب، وإنما يوجد تفهّم إقليمي بينما في الواقع تونس تدافع عن نفسها بمفردها، معرباً عن أمله في أن يتغيّر الوضع قريباً خصوصاً بعد زيارته للسعودية، وذلك من ناحية التنسيق بين الدول العربية لمواجهة الزحف الإرهابي.وأشار السبسي إلى ان تراجع الإرهابيين إلى ليبيا هرباً من سوريا يمثل خطراً على تونس، وعليها ان تواجهه بما يستوجب من فاعلية ولكن أيضاً من حكمة، على حدّ قوله.