أوراق تساقطت في بداية موسم الخريف.. أشجار انهارت في مقبل الشتاء.. وورود ذبلت في صقيع الصباح.. أنفس انجرحت مع كل قصة مساء..

وقلوب اشتعلت وأبى النسيان أن يغمرها.. وقصص طواها الزمان دون أن ندركها.. أبطال يختالهم الوقت من بين أيدينا.. يرحلون.. وكل الآلام والأحزان تهيج معهم.. حباً وشوقاً لهم.. لا نعرفهم.. ولكنهم أبطال رخصت أرواحهم أمام الوطن.. لأنهم قلوب تستحق الدعاء.. لأنهم أسماء يستشعر لها البدن.. وتقف الأحاسيس احتراماً وتقديراً لهم.. لربما لم نعرفكم يوماً.. ولكن نعلم أننا بخير.. لأن الله معنا.. ولأنكم كنتم هناك.. لأنكم كنتم الجدار الذي يحمينا.. وكنتم الغطاء الذي يخفي عنا مخاوفنا.. لربما حزنتم فقط لفرحنا.. فالكلمات تتوقف هنا.. والأشعار تنهار هنا.. والقصائد تفقد معنوياتها هنا.. أمامكم كل شيء يبقى ناقصاً.. يبقى بلا روح.. يبقى مؤلماً كما الجروح.. ترحلون.. ولكن القلوب الطاهرة أبداً لا ترحل.. لكم أود أن أقبل تلك اليدين وذلك الرأس الذي يملؤه الشيب.. لكم أود أن أقبل أمك.. وأهمس في أذنها لا تبكين.. فأنتِ أنجبتِ بطلاً سنظل نتذكره.. فأنتِ أنجبتِ إنساناً تكمن في داخله أجمل المشاعر.. ستقف أيدينا كل مساء لأجلهم.. فلا تبكون.. لأن الأثر الطيب هو أجمل شيء في الدنيا.. ولأنهم رحلوا شهداء.. في سبيل الوطن.. فهل أجمل من موت الجهاد موت.. إلا أننا لا بد أن تدمع أعيننا.. ولكن ليس حزناً.. بل فخراً.. وحباً لكم.. أنتم الشرفاء الذين تعتز الأرض بهم.. فيا لفخر المملكة لأنكم من أبناء هذا الوطن.. ويا لفخركم أنتم لأنكم رحلتم لأجل وتحت سماء هذا الوطن.. سنحتفظ بكم قصة جميلة لأطفالنا.. ومثلاً صادقاً لكبارنا.. وإحساساً جميلاً لشعرائنا.. فأنتم جمال هذا الوطن.. أجمل شيء هو أن تحافظ على أصلك.. هو أن تفدي روحك لأجل وطنك.. أنتم نلتم هذا الشرف فطوبى لكم.. كم رواية أبكتنا ولعها بلا فائدة.. وكم من قصة حب غمرتنا وهي تافهة.. فأنتم أجمل قصة وأبدع لوحة.. وأصدق خاطرة.. وأتقن قصيدة.. فإلى جنان الخلد بإذن الله.. يا شهداء الوطن..

- القصيم