فقد الأحباب وغيابهم عن الدنيا بالموت مصيبة عظيمة تُحزن كل ذي لب وتجعل القلب يصاب بالهم والحزن والعين تدمع بكاء على فراقهم، والدنيا قد رحل عنها أناس كثير ماتوا ولم يبق سوى ذكراهم، ويوم الجمعة الموافق 7-3-1437هـ فقدت الرس شيخا جليلا وشاعرا فذاً فارق الدنيا تاركا وراءه سيرة عطرة يتغنى بها القريب والبعيد، الذي عُرف عنه منذ الصغر الكرم وحسن الخلق وطيب النفس والتواضع ولين الجانب، وإكرام الجار حتى أصبح مثلا يحتذى به في كل صفة جميلة جليلة، وقد جلست معه كثيرا ونهلت من معينه العذب وتعلمت منه الكثير من الأخلاق الحميدة والأشعار المجيدة، ولم أسمع منه ولو للحظة ذما لأحد أو انتقاصا، بل كان شديد الاحترام للصغير والكبير محبا للخير حريصا على طاعة ربه، مات - رحمه الله -والكل يبكي حزنا على فراقه مبتهلا للعزيز الغفار أن يغفر له ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولازالت ذكراه في القلوب لن تنس وسيبقى أبو سلمان - بدر بن عواد الحويفي الحربي - في قلوبنا ماحيينا وسنظل نذكره وندعو له بكل خير، وسنردد أشعاره التي طالما أطربتنا حين نسمعها أو نقرؤها، كيف لا وهو من فرض محبته علينا بحسن التعامل واللطف، عرفته أكثر عن طريق والدي رفيق دربه وصديقه فأحببته كثيرا فكان لي ولإخواني كالوالد ونحن له كالأبناء نجالسه فيمازحنا، ويتحدث فننصت لحديثه الشيق الرائع شعرا وقصصا ونصحا.
رحل عن الدنيا وغابت شمسه والحزن قد ملأ قلوبنا، والبكاء حرق أوجاننا، ولانملك حيال هذه المصيبة التي ألمت بنا وبأهله وبكل محبيه إلا أن نقول كما قال ربنا : {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } وإنا على فراقك أبا سلمان لمحزونون، وأحسن الله عزاء أبنائه وجميع أهله ومحبيه وأصدقائه، ونسأل الله جل وعلا أن يغفر له ويجعله من أهل الجنان، ومن الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون.
صالح بن عبدالله الزرير التميمي - محافظة الرس