فهد بن جليد
الخواجات يضحكون أكثر من العرب، هل هم أكثر سعادة منا؟ أم أننا نبحث عن النكد والحزن وكأن السعادة مخطوفة من مجتمعاتنا؟ لذا تغيب تعابير ونشوة الفرح عن مُحيانا، ونُصِّر على استبدالها (بالصمت) غالباً؟ وكأن الصمت يعني في ثقافتنا السعادة؟!
في المدرسة لا يتعلّم الطلاب كيف يكونون سعداء، في البيت أيضاً يُحذِّرون الصغار من كثرة الضحك (بلا سبب) ويربطونه (بقلة الأدب)، دائماً أنت مدعو لعدم إظهار سعادتك أمام الآخرين (خوفاً من العين) و(الحسد)، حتى الزيجات والأفراح أفضلها (أقلها فرحاً وبهجة)...!
بعد كل هذا من الطبيعي جداً أن يخرج لنا جيل (يفرح بصمت)، ولا يعرف كيف يستمتع باللحظات السعيدة في حياته، بالمُقابل نحن نَحزّن من قلب، ونجيد تقمّص الشخصية (التعيسة) في تقلبات حياتنا اليومية، بمجرد مرورناً بلحظات مُحزنة..؟!
حاول أن تضحك من (قلبك)، وترقب ردود فعل وتعليقات من حولك حتى وهم في نشوة السعادة: (ربنا يستر)! الله يعديها على خير، الله يكفينا شر هذا الضحك، خير إن شاء الله خير..!
من الأخطاء الكُبرى لدينا الاعتقاد بأن السعادة مرتبطة بالخلو من الهموم والمشاكل!
العلماء والباحثون والفلاسفة في مختلف الثقافات العالمية اتفقوا على أن السعادة لا تعني غياب المشاكل، بل هي القدرة على التعامل مع هذه المشاكل، فالسعداء حياتهم ليست مثالية، ولكنهم قرروا فقط أن يعيشوا لحظات سعيدة لن تتكرر، لأنهم علموا بأن السعادة قرار داخلي وشخصي، فلا يمكن أن يمنحك أحدهم السعادة، بمعنى لا تنتظر أحداً لتكون سعيداً، وتذكّر أن أفضل طريقة لنسيان السعادة هي البحث عنها عند الآخرين، فالحزن يعني أن تكون أسيراً للماضي، بينما السعادة تعني أن تفكر وتتطلع لمستقبل واعد!
نحن بحاجة أن ننشر السعادة بيننا، ونؤكّد أنها حق يستمتع به جميع أفراد المجتمع بمختلف ظروفهم المادية والاجتماعية، فلا علاقة بين السعادة والغنى، والفقر والتعاسة، وكان الله في عونك لأن محاربي السعادة بيننا أكثر من ناشريها، فهناك من يستكثر عليك الضحك، ويدعوك لمراجعة نفسك.. وربما تركك تبكي بحجة أن تغسل ما في خاطرك من هموم!
العنوان أعلاه جزء من القصة، ربما هو من جعل البعض يكملون (قراءة المقال) بحثاً عن الحزن فيه؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.