عبدالله بن حمد الحقيل ">
للتربية دور مهم في رعاية الطفل وتكوينه وبناء علاقة متميزة معه، من خلال وسائل شتى، تبدأ بمخاطبة وجدانه وحسه ومشاعره، ثم تخاطب عقله وفكره، ولقد أولى الإسلام النشء عناية خاصة واهتماما بالغا ووجههم التوجيه السليم، ووضح طرق الخير وسبل الصلاح ومسالك البر والهدى والاستقامة مع توفير التعليم الهادف على أساس راسخ من الإيمان بالعقيدة وتعاليم الدين الحنيف، ليكون ذلك قرة لهم وتحصينا لهم من الانحراف، مع تقديم التوجيه السليم والزاد الفكري والتربوي المناسب بأسلوب قصصي جذاب، يشد انتباههم ويرسخ مفاهيمهم، وهنا تبدو أهمية وضع واختيار كتب الأطفال، بحيث تكون ذات مغزى تربوي مهم، وتتناسب مع نموهم وقدراتهم لإيجاد التجاوب والتفاعل المطلوبين، وألا تكون بعيدة عن دينه وتراثه وحضارته وأصالته، حتى يتسنى له استيعابها وفهمها فهما واعيا، وتنمية الإبداع عند الأطفال من خلال برامج تدريبية، تعمل على توسيع الآفاق المعرفية للطفل وجعله يشعر بالسعادة والرضا.
ولقد اهتم المربون بإشباع حاجات الطفل الروحية والنفسية والارتقاء بروحه وأخلاقه وبث القيم الكريمة فيه، وغرس روح الثقة والشجاعة واحترام الآخرين وحب الخير ونبذ الشر.
وفي إطار هذه الأهداف يحرص المربون على إثارة خيال الطفل لخلق روح الطموح والابتكار وتوجيهها توجيها سليما وتزويده بخبرات عملية مفيدة.
إن قضية تربية الصغار من القضايا الأساسية التي تتصدى لها اليوم البحوث والدراسات التربوية والنفسية في كثير من دول العالم، وذلك نظرا للدور الكبير والمهم الذي يؤمل في رجال الغد وشباب المستقبل، ولكم وجدنا الكثير من النصائح والوصايا التربوية التي يحرص أولياء الأمور على توضيحها لمؤدبي أولادهم وهي نصائح وتوجيهات تربوية سديدة، ومن ذلك ما قاله عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده: ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنته والقبيح ما استقبحته، علّمهم كتاب الله وروّهم من الحديث أشرفه، ومن الشعر أعفه، ولا تكرههم على علم فيملوه، ولا تدعهم فيهجروه، ولا تخرجهم من علم إلى علم حتى يحكموه، فازدحام العلم في السمع مضلة الفهم، وعلّمهم سير الحكماء، وهددهم وأدبهم دوني، ولا تتكل على كفاية منك، واستزدني أزدك الله -إن شاء الله تعالى-.
في هذه النصيحة يبرز الأسلوب التربوي الذي ينبغي للمعلم أن يراعيه في التعليم، فهي منهج تربوي سديد، تبرز وتمثل ما للتربية من أثر في توجيه النشء الوجهة السليمة، وفي ثنايا كتب التراث اهتماما بفضائل التربية، ونصح الصغار والمربين، وما يحتاجون إليه في تأديب الأبناء وحسن المعاملة والحزم ومراعاة حالاتهم النفسية والصحية، إلى غير ذلك من التوجيهات التربوية السديدة، في إطار المعايير الدينية والاجتماعية، وبعد: فإن المعلم الناجح هو من يعمل على رعاية النشء ويكون شديد الاهتمام بسلوكهم والأخذ بأيديهم وتطوير مهاراتهم واتجاهاتهم وفق العملية التربوية المتوخاة لتحقيق الغايات التعليمية المنشدة والأهداف التربوية القويمة وإعداد النشء الصالح للحياة على أساس من الدين والفضائل والأخلاق والتربية المثلى، والعمل على رسم المسارات الإيجابية للعمل التربوي المثمر، والارتقاء بأدائه على الوجه الأكمل.