سلوى بنت عبدالباقي الأنصاري ">
يعيش الطلاب في هذه الأيام مرحلة الاختبارات ولا يخفى على الجميع أن هناك فئة منتسبة تواصل تعليمها وتكافح من أجل العلم والتعلم وربما من أجل الوصول إلى أهداف حياتية؛ هذه الفئة عانت بسبب الانقطاع والذي قد يكون لأسباب قهرية أو مرضية؛ وهم يعانون الآن بعد المواصلة بسبب عدم اهتمام بعض المعلمين بهم والتقليل من شأنهم والمقارنة بينهم وبين المنتظمين مع أن البعض من المنتسبين قد يكون لديه وعي وثقافة واهتمام أكثر من بعض المنتظمين لأنه يعلم جيداً أهمية التعليم وهو لم يواصل تعليمه من فراغ، بل من حرصٍ واهتمام؛ وقد لفت انتباهي وأثار دهشتي وتعجبي قول إحدى المعلمات وهي تخاطب طالبة من المنتسبات فتقول: (لن أتعب نفسي من أجل أناس ينامون طوال العام ويأتون إلينا يطالبون بالشرح لهم ومراعاة أحوالهم)!! من أدرى تلك المعلمة بحالهن؟ وهل حقاً جميع المنتسبات نيام طوال العام؟! عفواً معلمتي تمهلي ولا تطلقي الأحكام من منظورك الشخصي؛ فهناك من المنتسبات من تركن وظائفهن كي يتعلمن ومنهن أمهات التحقن بالتعليم بغرض العلم والتعلم ومساعدة أبنائهن في دراستهم؛ ومنهن من تركت الدراسة النظامية لاهتمامها بتمريض أحد والديها أوكليهما معاً؛ من قال إن مثل هؤلاء المنتسبات غير مسؤولات؟! وهل ينتسب الشخص لأجل الترفيه أم لأجل طلب العلم؟! تقول إحدى المنتسبات أفتقد ابتسامة بعض معلماتي وأشعر أنني عبء ثقيل عليهن لدرجة جعلتني أتجنب السؤال والاستفسار عن وظائفي؛ وأحياناً أرتبك لمجرد توجيهها السؤال لي لأنني أعلم مسبقاً أنها ستعاتبني وبشدة أمام الجميع وتتهمني بالإهمال واللا مبالاة؛ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل أصبح التعليم لدى بعض المعلمين مجرد مهنة؟! نعم للأسف هذا واقع مؤلم نعيشه وذلك بسبب عدم الشعور بالمسؤولية؛ فلا ينبغي للمعلم أن يكون شحيحاً بالمعلومة، بل يجب عليه أن يفرح ويستبشر إذا رأى حرص الطالب واجتهاده في الطلب وأن يقوم بتحفيزه ورفع معنوياته وأن يأخذ بيده بدلاً من تنفيره؛ وقديماً كان المعلم قدوةً ومثالاً حسناً في صبره واهتمامه وعطائه؛ لذلك كانت له هيبة واحترام وتقدير عند طلابه لأنه بمثابة المصباح الذي ينير لهم الدرب بالعلم والمعرفة:
تبارك الله إذ أعطاك مكرمة
فصرت للعلمِ قنديلا ومصباحا
إن الصبر من أهم مميزات المعلم وهو مطلب أساسي وهو نهج الأنبياء والرسل في تعليم أممهم؛ فيجب عليه أن يدرب نفسه على الصبر:
حملت هم بناء الجيل متخذاً
من درب أحمد للأمجاد مفتاحا
فآمل من جميع إدارات التربية والتعليم أن يراعوا فئة الطلاب المنتسبين بالرفع من معنوياتهم وبإيصال المعلومات لهم بأبسط الطرق ومقابلتهم بصدر رحب؛ ومساواتهم بالطلاب المنتظمين من خلال ما يلي:
1. الحرص على تسليمهم الكتب الدراسية كاملة ومبكراً.
2. التواصل معهم من خلال برامج التواصل واستدعاؤهم للحضور إذا لزم ذلك بالاتصال بهم مباشرة.
3. احترام كبار السن منهم وعدم مساواته بالصغار سناً في التعامل.
4. إحياء الأسبوع الميت ( عرفاً) للمنتسبين للمراجعة معهم، وتفهيمهم ما يصعب عليهم فهمه.
5. تشجيع المتفوّقين منهم لزرع روح التنافس بينهم.
وأخيرا تحيةً من الأعماق لكل معلم ومعلمة قام بأداء هذه الرسالة الجليلة على أكمل وجه وأدى واجبه تجاه تلاميذه ووطنه وأمته.