أمل بنت فهد
للشر أبطال وكومبارس.. مابين طباخ ومروج وأخيراً ضحية ممدة على نعش الضياع والطغيان.. ومطايا تحمل أحلام الطغاة بعبودية محيرة تأخذها لأرض التحقق.. وغالباً في رواية الشر يبقى الضحايا هم الأدوات.. والبطولة حصرية للطباخ والمروج.. ويستلمون الجوائز سراً بعد أن يعم الوباء.. وتحل لعنة الفوضى.. فلا يعرف أهل الحق من أين يبدأ الإصلاح ولا الحل.
ولأن لكل مجرى مهما بلغ طوله بداية غامضة أو واضحة.. ونبع يضخ فيه من جوفه وينشر ما عنده.. فإن الحلول تبقى ناقصة أو مؤقتة.. إلى أن تصل يد التغيير والحزم والعزم إلى طباخ السم ومروجه.. أما المسعورون تحت تأثير السم فهم جنود كثر.. من يولد منهم أكثر ممن يموت ويفنى.
والإرهاب عنف لا يقف بوجهه إلا من يتحدث لغته.. لغة القوة والقسوة والحزم.. قوة لا خيارات فيها.. دم يغسل بالدم.
لأن الإرهابي ليس الإنسان الذي عرفناه يوماً.. ويمكن للتعاطي الإنساني أن يؤثر فيه أو يردعه.. هو مخلوق غمرته غريزة القتل وتمكنت منه مشاعر الكراهية.. وفقد أبسط مقومات الإنسانية.. ومن تتلطخ يده بالدماء البريئة يبقى رهين عطش وسعار دموي لا يفيق منه.. إنسان رأى ما صنعت يده ولم تتحرك فيه الرحمة ولا المروءة ولا النخوة.. إنسان لم يعد يربطه بالواقع أي رابط إنساني.. إنسان يصعب جداً أن يعود إنساناً.. لذا لا جدوى من منحه فرصا لا يستحقها.. فرصا لن تمنحه إلا وقتاً أطول ليكمل جنونه وإجرامه.
الإرهاب لا يسمع ولا يرى إلا بردة فعل متساوية مع العنف الذي يحمله.. والأهم من هذا كله.. من هو طباخ السم ومن المروج في قصة الإرهاب التي طالت محاولاتنا للتفاهم معها؟
هم نبع الشر الذي لا بد أن نجففه.. ونردم فوهته.. هم دعاة الموت والتدمير.. هم من صنعوا تلك الأفواج المجرمة.. ولو قتل ألف فوج لن ننتهي منهم حتى نصل للرأس المدبر.. لأن التجنيد مراحل وما يظهر على السطح مجرد جنود انتهت فترة برمجتهم.. أما البقية ففي مرحلة الكمون أو مرحلة الاختيار.. لا شك أن قصاصهم سيكون له أثر تأخير أو عرقلة بعض المراحل.. لكن لن ننتهي منهم قبل أن نعرف تحديداً من الطباخ ومن المروج.
أما المتباكون على الرؤوس الإرهابية المتطايرة في ساحة القصاص.. لم يفهموا حجم الخطر الذي يسكن تلك الرؤوس.. ولم يدركوا أنهم ما عادوا أبناءً ولا إخواناً ولا أباءً ولا أصدقاءً.. ولم يستوعبوا أنهم يعدونهم أعداءً.. لو وصولوا إليهم لطارت رؤوسهم المنحنية حزناً على مصيرهم.
لذا.. بوركت يا وطناً هوى بالسيف على رقاب الخونة حينما تطاولت وطغت.. وأعلنت لأشباهها مصيرها المنتظر.