فنادق «البندقية» تفتح الغرف «الحلال» لجذب السياح المسلمين ">
الرياض - محمد السهلي:
تسعى فنادق بمدينة البندقية «فينيسا» السياحية الشهيرة، شمالي إيطاليا، إلى جذب المزيد من السائحين المسلمين، بتوفير غرف «حلال» مخصصة لهم.
ومن المقرر أن تتوافر بالغرف سجادات للصلاة وإشارات إلى اتجاه القبلة ومواعيد الصلاة، أما الصابون ومستحضرات الاستحمام فستكون خالية من أي دهون خنازير، وكذلك سيمنع وضع أطعمة من لحوم الخنازير أو المشروبات الكحولية في الثلاجات بتلك الغرف.
وتأتي تلك الإجراءات، بموجب اتفاق بين «جمعية أصحاب فنادق فينيسيا» وجمعية «حلال إيطاليا» الإسلامية، وفق ما أعلنته ستيفانيا ستيا، نائبة رئيس جمعية «أصحاب فنادق فنيسيا».
وقالت ستيا، في تصريحات نقلها موقع «لوميساج دو إسلام» الفرنسي، المعني بنقل أخبار المسلمين في مختلف أنحاء العالم، : «فينيسا مدينة سياحية رئيسية بإيطاليا، ترحب بالزوار من مختلف أنحاء العالم، ومنهم المسلمون الذين سنعمل على أن يستمتعوا بإقامة مريحة. سيتم تكييف بعض الغرف بالفندق بحيث تتفق مع تقاليد عملائنا المسلمين». وأضافت: «السياحة كانت دائماً القوة الدافعة للاقتصاد بإيطاليا، جميع دول العالم تخطط لجذب السائحين، وأردنا من خلال الاتفاق أن نؤكد على الانفتاح الثقافي لفينيسيا، تجاه كافة الديانات والثقافات الأخرى المختلفة عن عاداتنا وتقاليدنا.. يجب علينا أن نرحب بالضيوف الذين اختاروا مدينتنا لقضاء عطلاتهم، وذلك بتوفير كل ما قد يحتاجونه».
ويبلغ عدد المسلمين المقيمين في إيطاليا نحو مليون شخص، فضلاً عن عدد غير معروف من المقيمين بصورة غير قانونية، وملتمسي حق اللجوء، ويتولى قرابة 700 مركز إسلامي أمور الأقلية المسلمة، ويبلغ سكان إيطاليا 61 مليون نسمة.
السياحة الحلال في الخليج
وقال لوكالة «د ب أ» الخبير السياحي معتز الخياط: إن منطقة الخليج تشهد تزايدا في مشروعات الفنادق الصديقة للأسرة، لتستوعب إقبال العائلات عليها، لكون هذه الفنادق تحافظ على تقاليد الأسرة العربية.
وأضاف: «أظهرت دراسات عديدة أن النسبة الأكبر من الأسر العربية تتطلع دائما إلى الإقامة في فنادق تراعي تقاليد المنطقة الخليجية، وبالتالي فإن تشييد هذه الفنادق جاء تنفيذا لرغباتها، وروعي في تنفيذها أن توفر خصوصية للأسر، بحيث يشعر أفرادها دائما بأنهم يقيمون في بيوتهم». ولفت الخياط إلى أن نسبة الإشغال في هذه الفنادق تزيد على 90% في كثير من المواسم، لما توفره من أجواء عائلية، إلى جانب أن هذه الفنادق لا تقل أهمية عن الفنادق الأخرى من حيث توفير نواد أو صالات رياضية للكبار والصغار، فضلا عن أماكن مميزة خاصة لتنمية مواهب الأطفال الصغار وتأمين ألعاب مناسبة لهم.
ودعا الخياط إلى مزيد من الاهتمام ببناء هذه الفنادق، بما يسهم في ازدهار السياحة وارتفاع عائداتها خليجيا. وأفادت شركة أورباكون للمقاولات أنها تتوسع في تشييد فنادق صديقة للأسرة تلتزم بعدم تقديم المشروبات الكحولية، ومن بينها فندق هيلتون - دبل تري وفندق مول قطر في منطقة الريان، وفندق آخر في منتجع جزيرة البنانا في قطر، موضحا أن هذه الفنادق تطبق جميع المعايير التي تحترم عادات وتقاليد الأسرة العربية والخليجية.
من جانبه، قال أنطوان صايغ، رئيس شركة غلوريا لإدارة الفنادق والمنتجعات، أن مصطلح الفنادق الصديقة للأسرة، يطلق على الفنادق التي تمتنع عن تقديم المشروبات الكحولية ولا تضم صالات رقص، مشيرا إلى أن هذا النمط يرضي قطاعا كبيرا من العائلات الخليجية.. وبات الخليجيون يبحثون عنه قبل سفرهم للسياحة في الدول العربية والآسيوية.
فنادق «حلال» للمنقبات في تونس
اختارت بعض الفنادق التونسية تقديم منتج مغاير وخاص، فنادق إسلامية أو «حلال»، تستقبل المحجبات والمنقّبات والعائلات المتدينة، ولا توزع الخمور، وتمنع الاختلاط بين الجنسين. واختارت هذه الفنادق تخصيص مسابح خاصة للنساء وأخرى للرجال، وتنظيم سهرات دينية وفضاءات لأداء الصلاة.
وعلق على ذلك صاحب وكالة أسفار يدعي هشام قيدره، مختص في جلب النزلاء إلى الفنادق الإسلامية، وصاحب الفكرة، أن هذه التجربة خلقت حركة خاصة وإقبالا غير عادي، ساهم في تشغيل اليد العاملة. وتابع: «تصلنا يومياً طلبات من قبل عائلات تونسية، ومهاجرين تونسيين في السعودية واميركا وفرنسا، وفي دول مجاورة كالجزائر وليبيا وجل هؤلاء يرغبون في الاستفسار عن الفندق أو الحجز». وأشار إلى انه وصلتهم بعض الانتقادات من بعض النزيلات المنقبات، بخصوص الموسيقي الغربية، وهم يأخذون الملاحظات بعين الاعتبار لتطوير التجربة.
حتى طوكيو تقدم الأكلات الحلال
ذكر مدير اتحاد شركات الحلال في اليابان أن قطاع الفنادق والمطاعم كان يعتمد بقوة على الصينيين لكنه يسعى حاليا لدخول أسواق البلاد الإسلامية.
وقال توموهيرو ساكورما، لما كانت السوق الصينية ضخمة اتجه الجميع إليها لكن بمجرد أن بدأ التراجع فكروا في مكان آخر فاكتشفوا أن العالم الإسلامي هو أكبر سوق. وأضاف ساكورما أن تناقص سكان اليابان زاد تفاقم المشكلة. وقال لم يكن الناس حتى الآن يساورهم قلق بخصوص الدين لكن مع تراجع معدل المواليد يتناقص عدد سكان اليابان ويقل الإنفاق بوجه عام. استوجب ذلك تفكيرا جادا في اتجاه جديد للمبيعات.. العالم الإسلامي والطعام الحلال.
ولا تقتصر المساعي لجعل اليابان مكانا أكثر ترحيبا بالمسلمين على الفنادق الكبيرة بل بدأ بعض المطاعم الصغيرة بسوق الأسماك في طوكيو يقدم أطعمة تتفق مع قواعد الشريعة الإسلامية.