د. سعود المصيبيح ">
نشرت المقالة في 19 أبريل عام 2009 وكانت أول مقالة عن كتاب الدكتور العيسى ثم كتب معالي الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله- مقالة عن الكتاب بعنوان امنعوا هذا الكتاب الخطر وذلك في 21 يوليو 2009.
المقال بعنوان (كتاب الموسم)
قرأ د. أحمد العيسى مئات الكتب والتقارير والبحوث والدراسات والأوراق العلمية عن التعليم ودوره في تنمية المجتمعات ودرس دراسة أكاديمية في مجاله وعمل في الجهاز الحكومي عميداً لكلية جامعية ثم عمل ولا يزال يعمل مديراً لجامعة أهلية هي جامعة اليمامة وتكوّنت لديه رؤية في أهمية التعليم لتطوير الوطن وإنمائه وألا نهضة لأي مجتمع في قيمه وأخلاقه وإنتاجه وتقدمه إلا بالتعليم، ولهذا كتب كتابه إصلاح التعليم في السعودية بروح الوطني المخلص الصادق الذي يرى كيف تنفق حكومة وطنه المليارات لتطوير التعليم وبناء المجتمع ومع ذلك يكون الفاقد كبيراً والمخرجات ضعيفة وتأتي نتائجنا في الاختبارات العالمية مع الدول الأخرى في مراتب محزنة ومؤلمة لا يقبلها أي مواطن مخلص مهما كانت التبريرات ويشخص الدكتور أحمد المشكلات بقلم الخبير العميق الرؤية مع صراحة كبيرة قد توقعه فريسة التأويل وسوء الظن لمن يرى في طرح أحمد تحريكاً للراكد وبالذات في ثوابت يرى البعض الحديث عنها جرأة غير مقبولة مطلقاً مثل الحديث عن وثيقة سياسة التعليم وغير ذلك.. ويعرض د. أحمد حجم المقررات الدراسية وما يدرسه الطالب وضعف المعلم وضعف الإدارة وبيروقراطية الجهاز التنفيذي الذي يدير العمل ويطالب بإلغائه ويطرح أفكاراً غير مسبوقة عند المنظرين ومفكري التنمية ولكنها مطروحة عند التربويين ومن زاره اطلع على تجارب الدول الناجحة واعتمادها على التعليم في نهضتها وتطورها... وينهي د. أحمد كتابه المميز بأن التعليم هو الأساس في بناء المجتمع وسبب كل نهضة وإصلاح مع تقديره لجهود الدولة ورغبتها في تطوير التعليم بإطلاقها لمشروع العشرة مليارات لإصلاح التعليم ولكن يطرح تساؤلات حول كيفية الوصول لهذا الهدف النبيل.
أتفق مع د. أحمد في كثير مما طرحه وأختلف مع بعض الأشياء ولكنني أقرأ كثيراً من الكتب في تنمية المجتمعات لكن يبقى كتاب د. أحمد العيسى الصادر في دار الساقي أفضل كتاب قرأته هذا الموسم؛ فهو من الكتب التي تهزك من الداخل وذكِّرني بكتاب حياة في الإدارة للمواطن المبدع د. غازي القصيبي ولهذا ما أكثر الكتب وما أكثر الورق ولكن بعضها لا يسوى ثمن الورق الخالي الذي كتبت عليه... وقد حصلت على الكتاب من معرض الكتاب في الرياض ولجرأته لا أتوقع وجوداً له قريباً في السوق المحلية.
وجميل أن تكتب مقالاً في كتاب يتم تأليفه وتشيد به ثم يتم تعيين المؤلّف وزيراً للتعليم بعد ست سنوات تقريباً ويحظى بالثقة الملكية. وفَّقه الله وأعانه.