منيرة محمد الخميري ">
عندما تلقيت الدعوة من العلاقات العامة في جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية للمشاركة ضمن فعاليات الأيام العالمية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ممثلة في مركز الجفالي وتخصيص هذا اليوم لطالبات التأهيل المهني والتمكين لتقديم الطلبات للزبونات في أحد المقاهي تمهيداً لتمكينهن في سوق العمل وأيضاً ضمن خطط الجمعية الرائعة لدمجهم مع المجتمع اهتممت بهذا الموعد أكثر من غيره وحرصت أن لا أتناول قهوتي بهذا اليوم حتى أكون في قمة حاجتي لكوب القهوة الذي سُيقدّم لي مساءً من أنامل جميلة تغريني وابتسامة منتشية بماء الغبطة والرضا تُغنيني عن أي شوكولاتة سويسرية أو قطعة كيكة إنجليزية تُقدّم لي مع قهوتي.
أدهشني ذلك الفرح والرضا القادم من وجوه الأمهات اللاتي شاركن بناتهن هذا المساء المختلف فقد أغلقن بوابات الحزن ليفتحن بوابات الفرح على مصاريعها.
تقدّمت نحوي «سارة» وتلك الابتسامة لم تفارق محيّاها منذ أن دخلت المقهى ورذاذ الفرح يطوق المكان ناولتني «المنيو» وأخبرتها بطلبي شعرت بكمية السعادة التي سكنت عينيها لتستقر بجمال .
كانت نظراتها ترسم الأمل والمستقبل الواعد وقد بدأت بكتابة الفصل الأول من قصص النجاح.
كنت فخورة جداً بكل ما هو حولي ابتداءً من «سارة « صانعة القهوة وزميلاتها لحضور الأمهات للقائمين على الفعالية لصاحبة المقهى وذلك الاحتضان الدافئ للبنات. بعيداً تماماً عن «الإعاقة» وأرفض تماماً أن تندرج تلك الكلمة ضمن كتاباتي إنما هم « ذوي الاحتياجات الخاصة»، إيماناً مني بأن الإعاقة إعاقة «فكر» وهي أصعب حالة تواجه مجتمعاتنا.
تزاحمت كثيراً حولي أسئلة ما بين صوت ماكينة القهوة وصوت الزبائن وصوت الفرح الذي يتراقص بين أكواب القهوة ماذا يعني أن يكون ابنك مختلفاً؟ ماذا يعني أن لا ترسم لابنك مستقبلاً يحمل أحلامك التقليدية؟ ماذا يعني أن تحمل ابنك عمراً دون أن تنتظر منه أن يحملك؟ ماذا يعني أن يكون مشوارك طويلاً مكتظاً بكل المشاعر الإنسانية؟
تساؤلات في إجاباتها كمية من السعادة لا تضاهي كمية حب وحنان وإنسانية وأبوة وأمومة كمية عطاء وكمية جمال أرواح.