عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف ">
وأحسن أخلاق الفتى وأجلّها *** تواضعه للناس وهو رفيع
جميل جدا أن يكون في كل بلد ومدينة رمز خيري مضيء ولامع من رموز الوفاء والتكريم لمن يستحقه من أبناء الوطن لكلا الجنسين الذين لهم بصمات وآثار حميدة تذكر، من علماء أفذاذ، وأدباء ورجال أعمال فضلاء، ونساء فضليات، بل وبتكريم حفظة القرآن الكريم، والمبدعين من كلا الجنسين، لأن القرآن إذا سكن الصدور أضاء النفوس بهجة ووقارا وسكينة، فحامل كلام الله يعرف بسماحة الخلق ولين الجانب، والابتعاد عن قرناء السوء ومجالسهم المشبوهة، ولقد أجاد الشاعر حيث يقول :
ولا تركن إلى أهل الدنايا *** فإنَّ خلائق السفهاء تعدي
ولقد سعد أحد المحسنين بتأسيس جائزة تحمل اسم جائزة حريملاء للتفوق في دورتها الأولى عام 1434هـ الذي لم يصرح باسمه رغبة منه جزاه المولى خير الجزاء، ولكن بعد ذلك طمع بعض الأخيار في المشاركة معه في الأجر بصفة دائمة فلم يمانع - جزى الله الجميع وافر الأجر والسعادة الأبدية - وصدق الشاعر حيث يقول :
إذا الحمل الثقيل توزعته *** أكف القوم خف على الرقاب
ولقد لبست محافظة حريملاء حلّتها الجميلة ابتهاجا بتشريف صاحب السمو الملكي الأمير المحبوب سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لرعاية حفل جائزة حريملاء للتفوق في دورتها الثالثة، وعند وصوله قبيل غروب شمس يوم الخميس 28/2/1437هـ كان في استقباله محافظ حريملاء الاستاذ عبد العزيز بن فهد بن معمر ورئيس البلدية المهندس خالد بن عبد الله الزيد، وأمين الجائزة الكاتب الأديب الاستاذ علي بن أحمد الشدي، وعدد من الوجهاء ورؤساء الدوائر الحكومية.. بعد ذلك اتجه إلى (مسجد قراشة) الذي يعد أقدم مسجد تاريخي في حريملاء، الذي وجه الملك سلمان - حفظه الله ورعاه - بإعادة بنائه بعدما سقط إثر هطول الأمطار الغزيرة، وتم ذلك في وقت قياسي حيث افتتحه الأمير سلطان بن سلمان - مشكورا - مساء يوم الخميس 28/2/1437هـ عند زيارته للمحافظة لرعاية جائزة حريملاء للتفوق في دورتها الثالثة، وقد سرح نظره في جنباته مُترحما على أولئك الجماعة الذين عمروه بالعبادة، وعلى طلاب العلم الذين تخرجوا منه على يد المشائخ أفواجا علماء وقضاة نفع الله بهم وبعلمهم، فهو بمنزلة الجامعة - آنذاك -، بعد ذلك شرفني بزيارة في منزلي بعد صلاة المغرب، وقد دار بيني وبينه حديث حول مكتبتي الخاصة التي تضم آلاف الكتب النفيسة المنتقاة والمخطوطات النادرة، ومئات الأشرطة الصوتية التي قد رصدناها عبر الإذاعة منذ عقود من الزمن، فهي بمنزلة أسفار الكتب بما في طواياها من الفوائد المتنوعة، وتُعدُّ مكتبة ناطقة، متمنيّاً من يرعاها الآن، وبعد رحيلي ولتكن في مهوى رأسي حريملاء، ولئلا أتمثل هذين البيتين متحسرا :
أقلب كتبا طالما قد جمعتها *** وأفنيت فيها العين والعين واليدا
وأعلم حقا أنني لست باقيا *** فيا ليت شعري من يقلبها غدا!!
فما كان منه - حفظه الله ورعاه - إلا أن وجه وأكَّد باحتضانها في مبنى يطلق عليه اسم (مكتبة عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف بمحافظة حريملاء) وتبقى مفتوحة ليستفيد منها الرواد، مع إشرافي عليها ومن بعدي من يرغب من أبناء أسرتي، وهذه لفتة كريمة من كريم لا يقدر عليها إلا أهل الوفاء أمثال سلطان بن سلمان.
تَعود فعال الخير دَأْباً فكل ما *** تعوده الإِنسان كان له طبعا
هم الملوك وأبناء الملوك لهم *** فضل على الناس في اللأواء والنَّعَمِ
ثم قام - حفظه الله - بزيارة للمدرسة الصالحية لتحفيظ القرآن الكريم التي أسسها الشيخ محمد بن صالح بن سلطان منذ أكثر من ثلاثين عاما، وكان في استقباله ابنه البار منصور بن محمد، فقام سموه بتكريم عدد من حفظة القرآن الكريم بمبالغ سخية تشجيعا منه لهم، وحافزا للتنافس في حفظ كلام الله، ثم اتجه إلى مقر المحافظة وكان في استقباله المحافظ الاستاذ عبد العزيز بن فهد بن معمر ورؤساء المراكز التابعة للمحافظة، بعد ذلك شرف الشيخ صالح بن عبد الله البراهيم في مزرعته، وبعد صلاة العشاء بدأ حفل جائزة حريملاء للتفوق بآيات من الذكر الحكيم رتلها الشاب محمد بن عبد الله المبارك، بعد ذلك ألقى الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العريني عضو اللجنة الأهلية وجائزة حريملاء للتفوق كلمة اللجنة، بعدها ألقى الدكتور منصور بن محمد الشبيب كلمة المكرمين.
بعد ذلك ألقى راعي الحفل الأمير سلطان بن سلمان كلمة ضافية شكر فيها أهالي حريملاء على حسن الاستقبال والحفاوة والترحيب، وعلى مكانة حريملاء العلمية والأدبية وقوة الترابط بينهم، مع حرصهم على تطوير بلادهم، ووعدهم بمكتب للهيئة السياحية والآثار لاحقا، بعد ذلك أعلن د. حسن بن عبد العزيز الداوود عضو هيئة الجائزة أسماء الفائزين والفائزات، وتم تسليم دروع تذكارية ومبالغ مالية، وفي نهاية الحفل قدم الاستاذ علي بن أحمد الشدي رئيس هيئة الجائزة درعا تذكاريا للأمير سلطان بن سلمان، كما قدم رئيس بلدية حريملاء المهندس خالد بن عبد الله الزيد درعا آخر من بلدية المحافظة إلى سموه الكريم، بعدها توجه الأمير سلطان بن سلمان والضيوف والمرافقين لتناول طعام العشاء.
وقد شكر الجميع راعي الحفل على رعايته وتلطفه مع الصَّغير والكبير ولسان حال كل واحد منهم يردد هذا البيت :
هذا ثنائي بما أوليت من حسن *** لازلت عوض قرير العين محمودا
- حريملاء