دمي وهمهمة الفؤاد ">
مَرةً أخرَى تُحَيِّيني من عَلٍ ذِكرَى،
مَرةً أخرَى تُغامِرُ ثَورةُ الأحلامِ جامِحةً،
تُغيِّرُ رُقعةُ الشَّطَرَنجِ حالتَها،
إحالتَها
تُلوِّحُ قامَةُ الدُّنيا بِطَلعَتِها،
وتَنشُرُ صندلَ الأفراحِ، تَكتبُ في ثنايا الطِيبِ نَشوَتَها،
تُنادِي من قريبٍ للضُحى مَهْلاً،
أفِدني عن ضيائكَما تَسرَّبَ من شُعاعْ،
شَمسُ المَدِينةِ رَتَّبتْ في ظِلِّها هَمْسَاً
يُرِيقُ الشَّدوَ في سَمَعٍ تَشنَّفَ باللحونِ
مُقاوِماً قَهرَ السُّهادْ،
قَلبي يَزِيدُ مِساحةً
وَطَني علَى نَسَقٍ مُضادْ
ما بَيْنها حُجُبٌ وَرَهْطٌ من دَمِي
–مُتأصِّلاً فيما يَمُورُ علَى دَمِي –
مُتأسِّياً بِهَوىً لَديَ بِما نَزفتُ من الوِدادْ
ما بَيْنَنا.. ولَربَّما نَذْرٌ لهَمْهَمةِ الفؤادْ
مَرةً أخرَى تَجاوَزتِ الحَواسُ مَسامَها
وأوَغَلتْ جِهةِ انتشارِ العِطرِ من أعطافِها
كَيْ ما تَشيءَ بِمَوعِدٍ قد خِلتُهُ بالظَّنِ لِي
فاللَيلُ عَسعسَ والنُّجيماتُ الحميمةُ قد دَنَتْ،
سَمِّها في الصَّحوِ أنتَ بِما تَشاءُ تَيَمُّناً بالنورِ
أو تلكَ التَّرانِيمِ القَدِيمةْ،
نَبْضِي على جُدرِ التوَتُّرِ ماثِلٌ وِفقَ الإشاراتِ الوَسيمةْ..
سَمِّها في السِّرِ جَهراً
واستَقِمْ إذ ما تبَسَّمَ ثَغرُها
ثم استَقِمْ حِينَ التَّبسُّمُ يكتَمِلْ
حِينَ قلبُكَ يحتَمِلْ
حِينَ جُرحُكَ يندَمِلْ
مَرةً أخرَى تقدَّمْ نَحوَها
وبما تَيَسَّرَ من عِناقٍ ضُمَّها
ومن حِوارٍ باذِخٍ لا يُؤكِّدُ غَيرَ
رَعشتِها لتَصدَحَ من عَلٍ،
أو ارتحِلْ،
مِثلي تَماماً،
ظَنِّي بأنَّكَ تَستطِيعْ،
فلَقَدْ غَرَسْتُ على فَمِي
من حُسنِها بَعضَ المَقاطِعِ
وازدهَرتُ كما الرَّبِيعْ،
وفَتَحْتُ نافِذةً علَى أعماقِها
وتَحَسُّباً
كَيْلا أضِيعْ.
محمد حسن الشيخ