محمد القبع الحربي - بريدة:
بعد أن نشف ريقي من حديثه.. إبني فيصل: نريد مدارس كروية لهؤلاء, نريد فيلسوفا آخر وأسمراني!
كلما استيقظت باكراً في أجواء شتوية باردة جداً من أجل تحفيز أطفالي الثلاثة استعداداً للذهاب لمدارسهم يثير دهشتي ابني فيصل الذي لم يتجاوز 12 عاماً المشغوف بحب الهلال محتضناً جهازه منعزلاً عن الحياة الاجتماعية غارقا في خياله وأحيانا أجده متحمساً وكأن هناك شيئا يشد انتباهه لذلك الجهاز بل أحيانا كثيرة أجده متأخراً قليلاً عن طابور مدرسته الصباحي على الرغم من مجاورة المدرسة التي يتلقى فيها تعليمه للمنزل، أخذني الفضول ومن باب حرص والد على ابنه ماذا يتابع من خلاله جهازه لذلك أخذت أرقبه من بعيد من غير أن يعي بمراقبتي له ماذا يتابع بجهازه؟، فكلما اقتربت من جهازه أخذ في الخروج سريعاً ولكن في إحدى المرات قررت أن أضرب ضربتي كان لدي دافعية المشاعر ولكن يوقفني قلق المحاولة حانت ساعة الصفر سحبت منه الجهاز أخذ في الصراخ ويردد أريد مشاهدته مما دفعني الفضول أكثر ولكن المفاجأة المفرحة وجدتها أن هذا الولد المنعزل في عالمه طيلة الفترة الصباحية مع كل يوم يكون متابعاً لأفضل وأجمل اللقطات للاعب الهلالي يوسف الثنيان وكيفية طريقة الثنيان المدهشة في تسحيب لاعبي الخصم موجهاً السؤال لي وبطريقة مباشرة يا أبي لماذا مثل هذا النجم المهاري لا يفتتح مدرسة كروية نتعلم منه فنون الكورة ويكون لنا مدرباً؟!.
لم أجد إجابة على سؤاله ليسحب الجهاز مني ويقول أبي هل تعرف الأسمراني صاحب السيقان الطويلة فقلت بدهشة لا قال: إنه من يضع الحراس أضحوكة في ضربات الجزاء فتجد الحارس ساقطاً أرضا في زاوية والكرة تتدحرج في زاوية أخرى والحارس المغلوب على أمره يكتفي بالمشاهدة قال: إنه نجم قديم يقال لم تنجب الكرة السعودية مثله.
وبعد هذه العبارة عرفت من المقصود وبحكم نصراويتي التي أتفاخر بها قلت له نعم: إنه الكابتن ماجد عبدالله، فقال يا أبي لماذا نحن مجتمع جاحد أين هؤلاء النجوم؟ لماذا لا يستفاد منهم؟ لماذا من هم على شاكلتك يا أبي من زمن الطيبين لا يحدثنا عن هؤلاء الأساطير وردد وقال هذه الرياضية الماضية في زمنكم الجميل هي الرياضة الحقة وهي الفن الحقيقي وهو الولاء الرياضي للوطن وليس مثل لاعبين الوقت الحالي همهم كسب الملايين فقط، نريد ثنيان وماجد آخرين للوقت الحاضر بدلاً ممن يضيع هجمة محققة ويظهر لنا أسنانه مبتسماً واضعا إيانا في حيرة من أمرنا، ومازال مسترسلاً وأنا منغمس بما يقوله حتى سمعت جرس طابور مدرسته المجاورة للمنزل يرن، لملم الولد فيصل كتبه وجهازه وحمل حقيبته المدرسية التي كسرت وهدت ظهره بكتبه المتكدسة الثقيلة خرج وتركني في دهشتي بما قاله ولماذا نسينا فخرنا الرياضي الماضي ولماذا الصحافة غيبت هؤلاء النجوم العمالقة عن عالمنا الحالي وعلى المحبة نلتقي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.