لم تكن اثنينية الذييب التي يعقدها رجل الأعمال حمود الذييب في منزله كل أسبوع ككل الاثنينيات الأخرى، حيث كان ضيوف الاثنينية على موعد مع تظاهرة تأييد والتفاف حول القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإعجاب بقرار القصاص العادل من الإرهابيين الـ 47، وهذه الرسالة القوية المدوية التي نالت إعجاب دول العالم، وهو الأمر غير المستغرب على قيادات هذا البلد الكريم الذي ينتهج نهج الضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه العبث بأمن المملكة وترويع شعبها. إن هذا القرار القوي والشجاع، ليعتبر انتصاراً لسيف سلمان لذوي الشهداء الذين راحوا ضحايا الهجمات الإرهابية ومواساة لهم في مصابهم الأليم.
افتتح اللقاء الإعلامي مناحي الحصان بمقدمة عبَّر فيها عن مدى سعادته بتنفيذ حكم القصاص بما يتماشى مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحة، الأمر غير المستغرب أيضاً على قيادات هذا البلد الذين التزموا بتطبيق الشريعة منذ فجر إنشاء هذه الدولة. بعد ذلك تحدث الشيخ إبراهيم ناصر الحمود، الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء، مشيراً إلى أن هذا الحدث يدل على قدرة الدولة على التصرف في الأحداث واتخاذ اللازم وفق طبيعة المرحلة ومتطلباتها. كما أشار إلى أن شخصية الملك القائد دفعته دائماً على ألا تأخذه في الحق لومة لائم، طالما كانت قراراته في مصلحة الوطن والشعب السعودي، وطالما أنها لم تخالف شرع الله وتلتزم بتعاليم الإسلام السمحة. وانتقل الشيخ الحمود إلى التأكيد على أن هذا القصاص هو حياة للناس كما يقول الكتاب الكريم: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ}. يقول الشيخ إبراهيم مختتماً كلمته: «إن هذه الفئة لا تمت للإسلام بصلة رغم ما تدعيه، فقد جاءت الشريعة بكل سماحة وتعقل وأوامر بحفظ النفس والمال والعرض، وهو ما لم تتبعه هذه الفئة المنحرفة».
وعبر إبراهيم الزامل، رئيس مجلس البلديات بأمانة منطقة الرياض، عن مدى فخره واعتزازه بانتمائه لهذا الوطن الذي يطبق شريعة الله في أرضه قائلاً: «طالما كنا نعتز بأننا أبناء هذا الوطن، وحق لنا الآن أن نفتخر بملك قائد جمع الأمة الإسلامية والعربية على موقف واحد ضد عدو يستهدف أمننا واستقرارنا».
«إنه سلمان» بهذه العبارة بدأ محمد الفايز، وهو ضابط متقاعد حديثه عن حكم المملكة في عهد الملك سلمان والذي شهد الكثير من القرارات خلال السنة الأولى من حكمه. تلك القرارات التي جاءت نتيجة خبرة وإستراتيجية واضحة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
أما الدكتور محمد الشديد، المستشار الإعلامي التربوي، فأوضح أن عملية المحاكمة التي تمت ضد الإرهابيين هي عملية معقدة حيث تمر بالكثير من المراحل والإجراءات بحيث لم تر النور إلا بعد التأكد من أن الأحكام الصادرة لم تظلم أحداً ولم تحيد عن الشرع الحكيم. وهذا مما يدل على أن المملكة دولة محترمة تحترم القوانين والشرع وتعظم حرمة الدم بغير حق.
كما تحدث الدكتور عبدالله المناسي عن لحمة الشعب والتفافه حول قيادته ضد الهجمة الإعلامية الإيرانية، وهو ما يدل على وعي الشعب وتحمله للمسؤولية كلٌ من موقعه وفي مجاله.
وفي مداخلة للزميل سعود الشيباني، المحرر بصحيفة الجزيرة، جاء فيها: «بحكم عملي كنت أغطي المحاكمات التي كانت تعقد للمحكوم عليهم. والحقيقة أنني فوجئت بردود أفعال أهالي وعائلات الإرهابيين الذين كانوا راضين بقضاء الله وقدره وحكم الشرع في ذويهم. حتى أن أحدهم عبر بقوله، وكان ولده من ضمن المحكوم عليهم، إذا كان الابن غالياً فالوطن أغلى وأغلى».