إيران هي فارس وفارس هي الأخمينية والكسروية والصفوية، تعريف قديم لمصطلح قديم لزعماء جدد ينادون به، وفارس اسم انتهى منذ زمن طويل إثر دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما مزق كسرى - تكبراً - رسالة النبي محمد وقتل رسوله، وهاهم ساسة إيران الجدد, يريدون بعثها من جديد في تحد جديد لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم على كسرى وملكه.
إيران استغلها الغرب والحلفاء عدة مرات برضاها، أشهرها عندما كانت معبراً لإمدادات الحلفاء للاتحاد السوفيتي والمكافأة كانت كبيرة جداً لإيران، فإيران كدولة لم تكن تطل على الخليج العربي أبداً حتى عام 1925م حتى أتت الهدية السخية من بريطانيا العظمى وفقاً لمصالح إستراتيجية بعيدة المدى، فقدمت الساحل والخليج والأحواز العربية هدية لإيران، ولم تخجل إيران، فأسمت الخليج العربي زوراً وبهتاناً - بالخليج الفارسي.
إيران الآن دولة تعيش على أنقاض البهلوية، والشاه كان يعيش على أنقاض إرث قديم وحلم قديم كان يحلم أن يكون كورش الكبير، لكن الخميني عالجه بالضربة القاضية.
وأتى الخميني فأراد أن ينسى العالم حقبة البهلوية، ويعيد لنا حلم الشاه فقط (فارس وكورش والصفوية) ولم يتحقق الحلم، وأتى النجاد ولملم التاريخ والشاهنشاه والحلم الخميني ولم يفلح، ثم أتى روحاني ليعيد الكرة ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي رغباته، فلا إيران تحتمل فارس ولا فارس هي إيران.
إيران قبل الخميني، كان أغلب أهلها من أهل السنّة، ثم تحولت بفعل ديموقراطية الخميني إلى شيعة، فالسني في إيران، إما أن يكون منفياً أو مقتولاً، والشيعي العربي أيضاً ليس بأفضل حال من السني، طالما اللسان عربي والشكل عربي والجنس عربي، ورغم كل هذا لم يتعظ شيعة العرب ولا شيعة العراق ولا بعض المسئولين العرب في أمكنة أخرى.
الإيرانيون ليسوا أغبياء، فقرع طبول الدفاع عن الإسلام له صوت مدوٍّ ومسموع، يسمعه من بأذنه صمم... لكن من بعقله غمم ,يجهل الهدف منه، فالمسألة كلها زور وبهتان وادعاء، وعداوة أمريكا وإسرائيل راية يحركونها متى شاؤا، فلا فرق بين إيران وإسرائيل.
إسرائيل تحتل القدس العربية وفلسطين، وإيران تحتل الجزر الإماراتية والأحواز العربية، إسرائيل تمنع إقامة الصلاة في المسجد الأقصى في أغلب الأحيان، وإيران تمنع بناء مساجد لأهل السنّة منعاً باتاً، وتسمح ببناء معابد لليهوديين والبوذيين وغيرهم من الملل الأخرى، إسرائيل تقتل العرب.. وإيران تعدم العرب، إسرائيل بنت مستوطنات بعدد حصى غزة، وإيران بنت حتى الآن 10444 مستوطنة في الأحواز العربية، إسرائيل تبعد العرب وتهجرهم.. وإيران تهجر العرب وتشنقهم، إسرائيل تنهب خيرات فلسطين وآثار فلسطين، وإيران تنهب بترول الأحواز وخيرات الأحواز وخيرات الخليح العربي، ثم بدون حياء, تدّعي أنه خليج فارسي.
إيران هي الدولة الصفوية، والدولة الصفوية تاريخها مع الإسلام تاريخ أسود، تاريخ مليء بالخيانة والقتل والدسائس والتحريض، عام 1515م كان هناك تحالف مع دولة البرتغال ضد الإسلام والمسلمين، الوثائق موجودة والمراسلات موثقة وممهورة بتوقيع الطرفين، فقد قدم الصفويون الخليج العربي للبرتغاليين على طبق من ذهب، وإليكم رسالة القائد البرتغالي البوكيرك إلى إسماعيل الصفوي مترجمة للعربية:
«إني أقدّر لك احترامك للمسيحيين في بلادك، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند، وإذا أردت أن تنقض على بلاد العرب أو أن تهاجم مكة! ستجدني بجانبك في البحر الأحمر أمام جدّة أو في عدن أو في البحرين أو في القطيف أو في البصرة وسيجدني الشاه بجانبه على امتداد الساحل الفارسي، وسأنفذ له كل ما يريد».
هذه إيران تجيد صناعة الموت والكذب والتزييف والجدل، دولة تحكمها عصابات، ويحكمها إعلام كاذب، همهم القضاء على إسلام والعقيدة وهدم مكة والمدينة، فقد نجحوا في ابتداع دين جديد لا يمت للإسلام بصلة.
* * *
المصادر:
1- كتاب تاريخ الاحتلال البرتغالي
- عبد الله بن سعود دهرة العصيمي
alossaimiabd@yahoo.com