غدير عبدالله الطيار ">
ما أجمل التميز والنجاح وخاصة عندما يصدر من أناس متميزين يحاولون الوصول.. الحياة مليئة بجماليات كثيرة والأجمل معرفة كيف تتميز وتنجح.. قد يسأل أحدنا نفسه سؤالاً وجيها لماذا يكون بعض الناس أكثر نجاحاً من البعض الآخر؟.
لماذا على سبيل المثال اثنين من خريجي نفس التخصص عملوا بنفس مجال العمل وبعد فترة وجد أحدهم في بعض درجات عليا والآخر ما زال موظفاً بسيطاً. فالسؤال الذي يطرح نفسة ما هو الدافع للنجاح؟ ولنا في هذه القصة عبرة سؤال حكيم صيني ذات يوم من أحد تلاميذه ما هو الدافع للنجاح؟.. فما كان منه إلا أن طلب منه أن يذهب معه إلى بركة ماء فعندما وصل مسك الحكيم برأسه وغمسه في الماء في أول لحظة ظن أنه يمازحه ثم حاول رفع رأسه من الماء لكن الحكيم أصر على وضع رأسه في الماء، ثم حاول الطالب أن يقاوم بكل ما أوتي من قوة حتى ينجو بحياته وبالفعل تمكن من رفع رأسه من الماء، في البداية لم يكن الدافع قوياً ولكن حينما أحس بالخطر على حياته تشكل عنده دافع النجاة بروحه حتى تمكن من رفع رأسه من الماء بكل ما أوتي من قوة.
ماذا نفهم من تلك القصة قوة الدافعية والرغبة الأكيدة ألستم معي بذلك؟.. نعم حقيقة أن الفرد المتميز في عمله يملك الكثير من الدوافع، والتي من أهمها: الدافع الشخصي، والحماس نحو العمل، والرغبة في التحدي، والاندفاع نحو تحقيق الأهداف، إضافة إلى الإيجابية التامة في التعامل مع الآخرين، ومرونة التفكير، وزيادة النشاط المصاحب للارتفاع في القدرات العقلية والأدائية، واحترام الذات، والرغبة في تحقيق الاستقلال، ولا يأتي كل ذلك إلا بالرغبة المستمرة في تحقيق النجاح وحب الاستطلاع والقدرة على تقديم مساهمات مبتكرة وجادة وأصيلة في مجال العمل. كذلك محاولة تحقيق النجاح وإرضاء نفسه بعمله وإتقان العمل والتميز به كذلك.
ويجب أن نضع أمام أعيننا ديننا وما حثنا عليه حيث حثنا ديننا الحنيف على الإخلاص في العمل والتميز به، حيث قال سبحانه وتعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}، وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، وهو ما يجب علينا أن نلتزم به، فعلى المرء السعي دائماً للتميز في كل أمر من أمور حياته، وإتقان العمل، وبذل الجهد دون رقيب، وإخلاص النية لله تعالى، وبذلك يضع قدمه على أولى درجات التميز، ويزداد إيماناً بأهمية دوره في الحياة، كما أن التحلي بثقة كبيرة بالنفس يجعله يحقق درجات عالية من الأداء ليصبح فرداً متميزاً. ولكن إريد التنبيه إلى أمر مهم وهو التشجيع والإشادة حتى تزيد فاعلية الشخص فمثلاً طلابنا يحتاجون من المعلم المدير الدعم والتشجيع لكي يتميزوا الكل يحتاج إلى ذلك من أجل الوصول إلى النجاح في بيتك.. مجتمعك.. عملك.. في كل جهة ولكل الأشخاص سواء كان ابناً أو أباً أو أخاً أو أختاً. الكل عطشى لذلك تلك حقيقة.. وأحب أن أنبه إلى أن هناك ثروة ذاتية حباها الله في شخصياتنا، وعقولنا، وفكرنا، وهي تلك الطاقة والمواهب الخاصة، حيث تعتبر خير رصيد يمكن استغلاله والإفادة منه لتحقيق أعلى مستويات النجاح التي تريدها أيها الإنسان في حياتك. ولا غرو أن «الثقافة» العامة, أو التعليم الرصين هو أحد الأرصدة الكبيرة التي يمكن أن تسخّرها للنجاح في الحياة بشكل عام. فهنيئاً لكل متميز وناجح ولم يأت هذا التميز والنجاح إلا من محبة الإنسان إلى عمله وتفوقه فيه.
وكذلك الصدق والإخلاص والنية الحسنة في أعماله والابتعاد عن سوء الظن الذي يحبط العمل كل ذلك من عوامل النجاح والتميز الذي يتفوق إنسان على آخر.. وأريد أن أهمس لكل متميز بالاستمرار وعدم الالتفاف للآخرين وكلامهم وسوء ظنهم لأن ظن السوء يعتبر من الذنوب والآثام، وعلى المسلم أن يصلح نفسه قبل أن يظن بالناس ظناً ليس في محله، فيؤثم نفسه، ويظلم الناس، وعليه أن يتجنب إطلاق الحكم على غيره من الأفراد، وأن يتقي التسرع، فإذا سمع شيئاً عن أخيه فلا يجب عليه أن يصدقه، بل يدع لعينيه فرصة التصديق، وما لم يره بعينه لا يجب عليه أن يصدقه. وهذا الزمن مملوء بالإشاعات، وآثار ظن السوء المتفشية في المجتمعات، فلو صار كل شخص حريص على ما يفكر وما يقول، لتجنب مساوئ الأمور، وبات مجتمعه متحاباً متعاوناً صافياً. ولكن نقول أنت في الدنيا.
كل هذا النجاح والتميز من أجلك يا وطني من أشخاص عشقوا تراب هذا الوطن فأرادوا أن يبدعوا وأن ينجحوا فهنيئاً لكل متميز ولكل ناجح ومعاً سوياً من أجل الوطن وأكرر دائماً (دمت يا وطني شامخاً).