ستبقى ذكرى بيعة الملك سلمان، عالقة بالأذهان راسخة في القلوب، فقد دارت عجلة العزم على مواصلة المسيرة التنموية المباركة لقادة هذه البلاد، والملك سلمان -يحفظه الله- أحد الذين أسهموا بقدر وفير في خدمة هذا الوطن، من خلال المناصب العديدة التي تقلدها خلال سنوات عمره المديد أميراً للرياض وعاشقاً للتنمية والتطوير، على النحو الذي جعل الرياض عروس المدائن ودرة تاج هذه البلاد وعاصمتها الفتية، كما أن الملك سلمان هو رائد الأعمال الخيرية التي فاض خيرها على المستحقين في داخل البلاد وخارجها، والملك سلمان أحد المهتمين بالتاريخ، وعلى نحو خاص تاريخ الجزيرة العربية، وقد دعم هذا الاهتمام رعايته لدارة الملك عبدالعزيز وإصداراتها وبحوثها المهمة وعنايتها بالتاريخ العيني والمدون لهذه المنطقة، والملك سلمان هو صديق الأدباء والصحفيين، وتمتد علاقته الشخصية بالكثير من رجال الفكر العرب والسعوديين.
إن محاولة تعداد مناقب ومزايا الملك سلمان كمن يحفر في الماء وبالتزامن مع استمرار النماء والتطور في هذا العهد الزاهر، فإن عجلة الحزم قد انطلقت مع عاصفة تحرير اليمن من هيمنة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيرة مستمرة في إعادة الأمل، ليس لليمن فقط، ولكن للعالم العربي الذي تشرذم ودخل في متاهة الحروب الأهلية، حتى انبثق شعاع التفاؤل مع بداية عهد سلمان الحزم الذي أعاد الاعتبار للأمة العربية والإسلامية، من خلال تقليم الأظافر الصفوية التي مارست تدخلاتها السافرة في كثير من الأقطار العربية، ثم زادت على ذلك بإطلاق كلابها المسعورة التي اقتحمت سفارة المملكة في طهران وعبثت في موجوداتها على النحو الذي تجاوز كل الأعراف الدبلوماسية، مما استدعى قطع العلاقات معها وسحب السفراء بين البلدين.
إذا نحن في زمن سلمان الكرامة الذي ينتصر للحق وللسلام ويقمع الإرهاب التكفيري ليعيش أهل هذه البلاد والمقيمون فيها وقد أمنوا على أعراضهم وحياتهم.
لقد مضت الذكرى الأولى لهذه البيعة المباركة لهذا الملك المبارك في سنة حافلة بالإنجاز والإعجاز الذي يمضي قدماً في سباق مع الزمن لتحديث وتطوير هذه البلاد بما يليق مع مكانتها الروحية في العالم الإسلامي ومكانتها القومية في العالم العربي ومكانتها ووزنها السياسي والاقتصادي في العالم الدولي.
إنها الذكرى الباسقة لهذه البيعة المباركة، ونجدد الولاء والبيعة لهذا الملك الهمام، ونسأل الله أن يديم على هذا الوطن هذه المحبة المتبادلة والثقة المتجددة بين القيادة والشعب، وأن يعصم بلادنا من كل المتربصين بها من الحاقدين والأعداء الظاهرين والمتلبسين.
وكل عام ووطني بخير.
د. محمد عبدالرحمن المشعل - الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء