الواجب على الجامعات الاهتمام بالتوعية الفكرية لتواكب الهجمة الشرسة الموجهة لأبنائنا وبناتنا ">
الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكّد وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون الطالبات الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الهليّل أنّ قضايا التوعية الفكرية من القضايا المهمّة جداً، وأنّ الواجب على الجامعات أن توليها اهتماماً بالغاً، يتواكب مع الهجمة الشرسة الموجّهة لأبنائنا وبناتنا من قِبل أعداء الدّين والوطن.
وقال وكيل جامعة الإمام لشؤون الطالبات في حواره مع «الجزيرة» إنّ الجامعة بدأت في تعليم الفتيات بقبول (65) طالبة عن طريق الانتساب، والآن يزيد على (53) ألف طالبة في مختلف التخصصات الجامعية والدراسات العليا.
وبيّن د. الهليّل أنّ الجامعة تقوم بمراجعة خططها وبرامجها بشكل دوري من خلال الأقسام العلميّة والكليّات، وأنّ إغلاق أو فتح تخصّصات يتم وفق معطيات ومبرّرات علميّة وعمليّة. مشيراً إلى أنّه قد تمّت موافقة مجلس الجامعة على إنشاء ثلاث عمادات، وسيتولّى العنصر النسائي عمادتين من هذه العمادات الثلاث، وأنّ العمل مستمر على التأنيث الكامل لإدارة مركز الطالبات. وتناول الحوار مع فضيلته عدداً من الموضوعات التي تعنى بشؤون الطالبات بجامعة الإمام.. وفيما يأتي نصّ الحوار:
* كيف كانت البداية الأولى لدراسة الطالبات في الجامعة؟
- كانت بدايات الجامعة بتعليم الفتيات في العام 1393-1394هـ عندما تم قبول عدد (65) طالبة للدراسة عن طريق الانتساب في كلية الشريعة، وطالبة واحدة في كلية اللغة العربية.
ثم توسع قبول الطالبات انتساباً في بقية الكليات، حتى صدرت الموافقة على إنشاء مركز لدراسة الطالبات انتظاماً في الجامعة في عام 1404هـ؛ إذ أتيحت الفرصة للطالبات للالتحاق بالدراسة انتظاماً في كليات الجامعة مع استمرار الدراسة عن طريق الانتساب أيضاً.
ونظراً للتسارع الكبير والتوسع في قبول الطالبات وكثرة وتنوع التخصصات أصبح من الضروري إنشاء وكالة في الجامعة لشؤون الطالبات، تعنى بإدارة كل ما يتعلق بدراسة الطالبات في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا، على اختلاف برامجها وتنوعها. وفي العام 1429-1430هـ تمت الموافقة على إنشاء وكالة الجامعة لشؤون الطالبات.
* هل حدّثتمونا عن المنطقة التعليمية الجديدة للطالبات؟
- في شهر ذي الحجة من العام 1426هـ وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - حجر الأساس لمدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للطالبات، التي اختير لها الجهة الغربية للمدينة الجامعية على امتداد طريق الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه -.
وتميزت هذه المدينة بتنفيذها على وفق أحدث ما وصلت إليه فنون العمارة الحديثة، من حسن التخطيط، وسعة المساحة، وجمال المباني، ومناسبتها لطبيعة المرأة، وتوفير جميع الإمكانات المساعدة على جعلها بيئة تعليمية متكاملة الخدمات.
وتبلغ مساحة مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للطالبات أكثر من مليون متر مربع، وبطاقة استيعابية تبلغ 40.000 أربعين ألف طالبة.
وتحتوي المدينة على ستة مبانٍ تعليمية ضخمة، إضافة إلى المبنى الرئيس الذي يحتوي على بهو ضخم للطالبات، يضم عدداً من العمادات المساندة، والمكتبة المركزية للطالبات.
كما يوجد في الجهة الغربية من المدينة مبنى مخصص لاستقبال أولياء أمور الطالبات.
وقد تم ربط جميع مرافق مدينة الطالبات بالمدينة الجامعية الأم من خلال شبكة إلكترونية، يتم من خلالها نقل وبث فعاليات المؤتمرات والندوات وحلقات النقاش والمحاضرات إلى مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للطالبات.
وفي عام 1431 - 1432هـ تم الافتتاح الرسمي لمدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجامعية للطالبات في مدينة الرياض في الجهة الغربية من مدينة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الجامعية.
* وما عدد الطالبات الملتحقات بالجامعة والأقسام الدراسية للطالبات؟
- بلغ العدد التقريبي الإجمالي لطالبات الجامعة المنتظمات والمنتسبات والتعليم عن بعد في مرحلة البكالوريوس (53212) طالبة، وذلك حسب آخر الإحصائيات المتاحة التي تتغير بالزيادة المطردة في كل فصل دراسي، هذا عدا برامج الدراسات العليا والدبلومات.
ويدرسن في أقسام الشريعة، وأصول الدين، واللغة العربية، والدعوة والاحتساب، والاقتصاد والعلوم الإدارية، واللغات والترجمة، وعلوم الحاسب والمعلومات، والعلوم الاجتماعية كعلم النفس، وعلم الاجتماع، والخدمة الاجتماعية، والتربية الخاصة، والعلوم كالرياضيات، والفيزياء، والطب.
وذلك في مراحل البكالوريوس، والدبلوم العالي، والماجستير والدكتوراه، إضافة إلى برامج عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد.
* هل تعتزم الجامعة إغلاق بعض التخصصات وافتتاح أخرى؟
- الجامعة مؤسسة تعليمية رائدة وعريقة، تقوم بمراجعة خططها وبرامجها بشكل دوري من خلال الأقسام العلمية والكليات.
فمتى رأى مجلس القسم العلمي افتتاح تخصص جديد، ووافق عليه مجلس الكلية، يتم رفع المقترح بعد دراسته وإقراره من المجالس المختصة إلى مجلس الجامعة الذي بدوره يقوم بمناقشته ثم رفعه للمجلس الأعلى لإقراره.
وكذا الحال عند الحاجة إلى إغلاق أي تخصص ترى الجامعة عدم الحاجة إليه في الوقت الحاضر وفق معطيات ومبررات علمية وعملية.
* هل بيئة مدينة الملك عبدالله للطالبات بيئة صحية من حيث السعة والتجهيز؟
- نعم، بالتأكيد؛ فقد تم إنشاء هذه المدينة وفق أعلى المعايير الهندسية الحديثة، ووفق أفضل التصاميم العملية، وروعي فيها الجمع بين جمال المباني وسعة المساحة وحسن التخطيط.
ويوجد في هذه المدينة عدد كبير من المرافق البيئية المهمة، فالساحات الواسعة التي تربط المباني التعليمية والمبنى الرئيس بمسارات واسعة تتيح لمنسوبات الجامعة التنقل إليها بواسطة المشي، في ظل وجود الحدائق الجانبية المنتشرة في كل مكان، مع الخدمات المساندة والبوفيهات والمطاعم المنتشرة في كل مكان.
* للجامعة دور كبير وريادي في حماية أفكار الطلاب والطالبات من الفكر المنحرف والضال، ما هو دور الأكاديميات في هذا المجال؟
- الحقيقة التي لا جدال فيها أن جهود جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال السنوات الماضية كانت مضرباً للمثل في كثرة البرامج وتنوعها وشمولها لحماية أفكار طلابنا وطالباتنا من الأفكار الدخيلة على ديننا وعقيدتنا.
وبذلت في الوقت نفسه جهوداً كبيرة في توعية الطلاب والطالبات بالأفكار المنحرفة التي لا تريد الخير لمجتمعنا ووطننا، وتحاول النيل من وحدتنا وتآلفنا واجتماع كلمتنا خلف قيادتنا وولاة أمرنا.
وأقامت الجامعة لتحقيق هذه الأهداف عدداً من المؤتمرات والندوات والمحاضرات، كما نظّمت عدداً من حلقات النقاش والحوار المباشر مع الطلاب والطالبات حول هذه الموضوعات.
كما أقامت عدداً كبيراً من المسابقات التي تصب في هذا الاتجاه، سواء كانت مسابقات بحثية تقليدية، أو مسابقات إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.وكان لعدد كبير من الأستاذات في الجامعة جهود كبيرة في هذا الاتجاه.
إلا أن هذه القضية تعتبر قضية مهمة جداً، والواجب على الجامعات عموماً أن تولي قضايا التوعية الفكرية اهتماماً بالغاً، يتواكب مع الهجمة الشرسة الموجَّهة لأبنائنا وبناتنا من قِبل أعداء الدين والوطن.
* تشكل جامعة الإمام نموذجاً فريداً من الجامعات الإسلامية التي نجحت في احتواء الطالبات بخصوصية تامة.. هل من معوقات وراء ذلك؟
- بحمد الله جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نجحت في تقديم التعليم للمرأة على أعلى مستوى، ووفق أفضل معايير الجودة المتبعة في مؤسسات التعليم العالي.
والدولة وفرت كل الإمكانات المتاحة لتكون هذه الجامعة منارة للعلم والتعليم بما هيأته من المباني الضخمة والتجهيزات الكبيرة والمتطورة في كل مجال.
وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - يولي هذه الجامعة وغيرها من مؤسسات التعليم عنايته ورعايته، حتى أصبحت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية واحدة من كبريات الجامعات في العالم التي تقدم تعليماً متميزاً للطلاب والطالبات.
ولله الحمد والمنة لا يوجد أي معوقات في تعليم المرأة؛ فمؤسساتنا التعليمية تقدم تعليماً للمرأة السعودية، يتوافق مع شريعة وأحكام الإسلام الذي تطبقه هذه الدولة في شتى مناحي الحياة.
* ما الجديد لديكم ولم يعلن بعد؟
- بالنسبة لمركز دراسة الطالبات دائماً يوجد جديد، والتطوير والتحديث مستمران للوصول إلى الغاية المنشودة في جعل هذا المركز التعليمي النسائي مركزاً متميزاً في كل المجالات.
يتم العمل حالياً على تطوير الهيكلة الإدارية والفنية للمركز، ومؤخراً تمت موافقة مجلس الجامعة على إنشاء ثلاث عمادات، تتولى إدارة مركز دراسة الطالبات، الأولى عمادة الشؤون التعليمية، وعمادة شؤون الطالبات، وعمادة الشؤون الإدارية والفنية.وسيتولى العنصر النسائي عمادتين من هذه العمادات الثلاث.
والعمل مستمر على التأنيث الكامل لإدارة مركز الطالبات؛ إذ إن الخبرة الآن متوافرة، والكوادر النسائية - ولله الحمد - قادرة ومؤهلة على إدارة هذا المركز الضخم بكل اقتدار.
وتم تطوير موقع إلكتروني متميز لإدارة النقل الجامعي، يشتمل على عدد من العناصر المهمة، بدءاً بالتسجيل، ومروراً بحصر جميع الباصات والمستفيدات في كل باص، وانتهاء بنظام التتبع للباصات منذ البدء بنقل الطالبات حتى الانتهاء من إيصال آخر طالبة إلى منزلها.
وسيتم في الفترة القادمة - إن شاء الله - افتتاح عدد من دور الحضانة لأطفال منسوبات الجامعة من الموظفات وعضوات هيئة التدريس والطالبات.
كما سيتم افتتاح المبنى التعليمي الأخير، وهو برقم 326، في الجهة الشمالية من المدينة الجامعية، ويشتمل على مبنى مستقل لتفويج الطالبات.
وسيتم الانتهاء قريباً من المبنى الرئيس للمدينة، وهو أحد المباني الضخمة الذي يشتمل على بهو كبير للطالبات ومقر لعدد من العمادات المساندة والمكتبة المركزية للطالبات.
وقطاع التعليم عموماً، والجامعة على وجه أخص، يحظى برعاية وعناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وما الدعم الكبير الذي حصل عليه قطاع التعليم في المملكة العربية السعودية في الميزانية الجديدة للعام 1437 - 1438هـ إلا أكبر دليل على العناية والرعاية لهذا القطاع من قِبل ولاة الأمر - وفقهم الله -.