محمد حطيني ">
شجب بأشد العبارات هنا، استنكار هناك، سحب ثمة للسفير من طهران، استدعاء للسفير، طرد السفير الإيراني، تخفيض التمثيل الدبلوماسي، عبارات زيّنت غالبية الصحف العربية هذه الأيام. اتصالات من أعلى المستويات مع خادم الحرمين الشريفين، واتصالات مع كبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية، تشجب وتدين المواقف الإيرانية وتؤيِّد المملكة في قرارها قطع العلاقات مع الدولة المجوسية التي تمادت في أفعال شنيعة، وطائفية بغيضة لا يمكن أن تصدر عن دولة شعارها الإسلام تجاه دولة نذرت نفسها لخدمة الإسلام والمسلمين. أيضاً اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، دعماً للمملكة في قراراتها، واجتماع طارئ آخر لوزراء الخارجية العرب في السياق نفسه، على أنه ينبغي التنبّه هنا إلى الموقف الرسمي العراقي الذي قد يكون خذلاناً لإجماع عربي منتظر في فترات من أحلك الفترات التي تتطلب صفوفاً متراصة واحدة في وجه الهجمة الفارسية المتعددة الأوجه، سواء باللعب على وتر الطائفية، أو بتصرفات همجية، أو تحريك خلايا في الدول العربية كما حصل في البحرين، ذلك أن نوري المالكي، رئيس حزب الدعوة الشيعي المعروف بمواقفه العدائية للمملكة، وكما هو معروف ولاؤه لطهران وحكامها، طلب من الحكومة العراقية إعدام السجناء السعوديين هناك، وإغلاق سفارة المملكة العربية السعودية التي افتتحت في بغداد مؤخراً، افتتاح متجدد وحميد، يكتبه التاريخ بأحرف من ذهب لحكومة خادم الحرمين عودتها إلى العراق، وعدم ترك الحبل على الغارب لحكام إيران هناك.
فهل نحن أما نوع جديد واعد وفصل جديد من التضامن العربي، من اللحمة العربية يبشِّر بمستقبل مختلف للوحدة العربية التي بدأت بموقف حازم للمملكة، رفعت فيها العصا بوجه دولة الصفويين التي ما برحت تتبجح بأن أربعا من العواصم العربية تخضع لحكمها؟ هل نحن أمام صياغة جديدة لوفاق عربي قادم يبدأ بالسياسة أولاً، يتلوه توافقات أخرى على المستويات الاقتصادية والأمنية، والأماني الوحدوية؟
نحن فعلاً أمام حلم عربي طال انتظاره وبدأ يتراءى بطيفه، فتأييد المملكة العربية السعودية على المستوى العربي منقطع النظير، والفضل لا ينسب إلا لأهل الفضل، ذلك أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز تبرهن من جديد وبالدليل القاطع، وبإجراءاتها الحاسمة، على مكانتها الريادية بين الدول العربية كافة، وما زالت تتخذ مواقف قل أن شهدناها في العصر العربي الحديث.
- كاتب أردني