الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
تتجدد في الثالث عشر من ربيع الآخر لهذا العام الذكرى الأولى لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - حيث يتجدد الولاء والمحبة لملك الحزم والعزم، وهي مناسبة تجسد أصدق معاني الوفاء من شعب المملكة لقائد هذا البلد المعطاء.
وتتزاحم الأفكار ويحتار أي كاتب مهما بلغ شأنه في أن يجد بداية لمقال يعبر فيه عن ملك أحيا أمته العربية والإسلامية، سلمان العز والعزم والحزم، وها نحن نطوي أولى صفحات ملكك المجيد بعد مضي عام عليه، عاماً كان حافلاً بأحداث تحتاج إلى مجلدات لشرحها ووصفها.
كلنا نعرف سلمان أميراً للرياض، ارتبط اسمه بها، خطط لها لتكون مدينة عصرية في وسط الصحراء، وكل من رآها تمنى لو كان سلمان أميراً لكل المدن الأخرى.
وها هو اليوم يخطط ويقود كامل البلاد، بمدنها وقراها وهجرها، نهضة شاملة في كافة المجالات، بدأها بإعادة التنظيم، وهيكلة بعض القطاعات الحكومية، وهذا بيت القصيد، فتعدد المسؤوليات لبعض الجهات وتشتت الجهود يقف حجر عثرة في طريق أي إنجاز.
وبخبرته العريضة في الإدارة فقد اتخذ عدداً من القرارات الشجاعة والحاسمة والتي حدد المسؤوليات ووحدت الجهود، ولا يتسع الوقت لحصر تلك التغيرات التي بدأ بها أولى سنين حكمه الرشيد.
كل ذلك كان فيما يخص الشأن الداخلي، أما فيما يخص الشأن الخارجي فلا يختلف اثنان على أن الملك سلمان ومنذ نعومة أظفاره كان ملازماً لجميع ملوك المملكة العربية السعودية وقريباً من صناعة القرار وعلى دراية كاملة بكل ما يدور على الساحة الخارجية.
فكان تعامله مع هذه الأحداث ينبع من قراءة واضحة يتبعها قرارات حازمة، ولعل من أبرزها هو إعلانه مساندة الشرعية اليمنية لاسترداد بلاد اليمن العزيز من يد الغدر والخيانة. ولم يتوان لحظة واحدة بعد أن استشعر الخطر القادم، فأنشأ تحالفاً خليجياً عربياً دولياً، وبفضل من الله جنب بلادنا الخطر المحدق بها وأعاد قيادة بلد عربي إلى شرعيته الرئيسية، كما أن المملكة تضرب بيد من حديد لكل من يحاول المساس بأمن الوطن من الإرهابيين والمخربين ومروجي المخدرات، وبنظرة سريعة نرى تلك الأعداد الهائلة التي تضبطها السلطات المدنية من المسكرات والمخدرات التي تستهدف شباب الوطن العزيز.
كما أن يد سلمان امتدت إلى دعاة الفتن من جميع الطوائف الذين اشتغلوا بالتحريض والتخطيط والتفجير وترويع الآمنين سواء في بيوت الله أو في المنشآت الأمنية والاقتصادية، فكان قرار العدالة في قطع دابر الإرهاب وتنفيذ حكم الله فيهم، ولم يأخذه في ذلك لومة لائم.
كما بدأت مقالي انها تتزاحم الأفكار وتكثر قرارات الملك الحكيم حتى لا يجد الكاتب بداً من الاسترسال لتغطية ولو جزء يسير من هذه المنجزات، والتي يجب أن نقف تجاهها وقفة إكبار وإجلال لمن رد للعرب اعتبارهم وللمسلمين عزهم.
حفظك الله سيدي سلمان وأمدك بعونه وتوفيقه ورفع شأن بلادنا الغالية تحت رايتها الخفاقة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفريق الركن عبدالله بن سلطان السلطان - قائد القوات البحرية